دعت وزارة الداخلية، يوم الجمعة، المواطنين إلى التقيد بالحصول على إذن مسبق من الجهات المختصة قبل التظاهر، وذلك حرصا على سلامة المتظاهرين، في وقت شهدت عدة مدن في محافظات سورية خروج مواطنين في تظاهرات للمطالبة بإصلاحات وتضامنا مع مدن أخرى شهدت مؤخرا أحداثا أسفرت عن مقتل العشرات، ما أدى إلى سقوط ضحايا وإصابة العشرات.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن "وزارة الداخلية أهابت بالإخوة المواطنين التقيد بمضامين المرسوم 54، الذي ينظم حق التظاهر السلمي للمواطنين، والذي أصبح معمولا به في البلاد، وعدم التظاهر إلا بعد الحصول على إذن مسبق من الجهات المختصة، حرصا على ضمان سلامة المتظاهرين، وممارسة هذا الحق بشكل حضاري يعبر عن تاريخ وعراقة شعبنا".
وكان الرئيس بشار الأسد أصدر يوم الخميس مرسوما تشريعيا يقضي حق التظاهر السلمي للمواطنين، حيث يتضمن تشكيل لجنة مختصة في وزارة الداخلية للنظر في طلبات ترخيص تنظيم المظاهرات، والإجراءات التي يتعين على الجهة الداعية القيام بها للحصول على الموافقة، والأحوال التي يحق للوزارة فض المظاهرة فيها أيضا.
وأوضحت المادة 5 من المرسوم، أنه يتعين على من يرغب بتنظيم مظاهرة، تشكيل لجنة تقدم طلبا إلى الوزارة يتضمن تاريخ وتوقيت بدء المظاهرة ومكان تجمعها وانطلاقها وخط سيرها وانتهائها وأهدافها وأسبابها والشعارات التي سترفع خلالها، وذلك قبل الموعد المحدد للمظاهرة بخمسة أيام على الأقل.
وأقر أكثر من مسؤول سوري على رأسهم الرئيس الأسد بحق المواطن السوري في التظاهر السلمي، إلا أن بعض الجهات تستغل هذه التحركات "لبث الفرقة وزعزعة استقرار سوريا"، بحسب ما يقول المسؤولين.
وشهدت عدة محافظات سورية اليوم الجمعة خروج مواطنين بعد صلاة الجمعة للتظاهر، حيث هتفوا للحرية وللمطالبة بإصلاحات، وتضامنا مع المدن التي شهدت مؤخرا أحداث إطلاق نار أودت بحياة العشرات، تزامن ذلك مع حوادث إطلاق نار أسفرت عن وفاة عدد من المواطنين وشرطي وإصابة آخرين بجروح.
وبحسب "سانا"، فإن "أعداد المتجمعين في المحافظات تفاوتت من مدينة لأخرى، حيث سجلت بعض مناطق ريف دمشق ومحافظات حماة ودير الزور والحسكة وبانياس تجمعات عقب صلاة الجمعة هتف المشاركون فيها للحرية والشهيد، كما شهدت مدينة درعا تجمعا شارك فيها الآلاف هتفوا للحرية والشهيد"، بحسب "سانا".
وأشارت الوكالة إلى أن "عناصر الشرطة تدخلت لفض إشكالات وقعت بين المشاركين في هذه التجمعات وبعض المواطنين لحماية الممتلكات الخاصة والعامة من التخريب، وانفضت بعض هذه التجمعات بعد فترة قصيرة من بدايتها"، مضيفة أن "بعض الإصابات وقعت خلال هذه الإشكالات في حرستا وحماة والقامشلي، كما استغل بعض اللصوص أجواء الفوضى في منطقة الحجر الأسود بريف دمشق وقاموا بنهب المحال التجارية وبعض البيوت".
وتشهد المدن السورية عدة مظاهرات منذ نحو الشهر، تتركز في أيام الجمعة، تنادي للحرية والإصلاح، فيما تزامن خروج بعض المظاهرات بحوادث إطلاق نار من قبل مجهولين راح ضحيتها عشرات القتلى من المواطنين وعناصر في الأمن والجيش.
وقتل في هذه الأحداث العشرات من المواطنين معظمهم في محافظة درعا والباقي من اللاذقية وحمص وبانياس وضاحية دوما في ريف دمشق، كما قتل العديد من عناصر الأمن والجيش.
واتهمت السلطات في بيان صادر عن وزارة الداخلية الأسبوع الماضي جماعات سلفية باستغلال التحركات الشعبية وحملتها مسؤولية الأحداث في سوريا.
سيريانيوز
المفضلات