عمان - الراي - أعلن الشيخ أكرم زيادة الفالوجي ان الذين ارتكبوا احداث الزرقاء لا يمتون للسلفية بصلة ، ومن الظلم الشنيع، والخطأ المهني والإعلامي المريع، نسبة هؤلاء القوم إلى السلف والسلفية، والجهاد الذي هو ذروة سنام الإسلام، ويحرم نسبة أفعالهم المذكورة إلى السلفية والجهاد!!
وقال في بيان اصدره امس أن « السلفية والسلفيين والجهاد والمجاهدين بريئون من هذه الأفعال غير المشروعة أبداً، وغير المبررة بتاتاً « .
ففي أردننا ـ حرسه الله من كل سوء ومكروه ـ كلام عن اعتصامات ثورية، ومظاهرات احتجاجية، ومؤتمرات تنظيمية!! يقوم بها (السلفيون الجهاديون)، وإفراجات عن بعض المعتقلين من قياداتهم وأفرادهم (!!) وأخيراً في هذا اليوم الجمعة 15/4/2011 وما حصل فيه من مضاربات بينهم وبين قوى الأمن في مدينة الزرقاء .
والحقيقة التي نعرفها، ويعرفها كل سلفي مخلص، وكل مسلم منصف أن هذه المظاهرات، وتلك الاعتصامات، وتلك المؤتمرات ليست من ثوابت المنهج السلفي الحق الذي ورثه السلفيون ـ في الأردن على الأقل ـ عن إمامهم المقدم، وشيخهم المبجل، فضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله تعالى ـ ولم يسمعوه، ولم ينقلوه، ولم يتناقلوه عن مشايخ الدعوة السلفية المعتبرين علماً وشرعاً من الأحياء العاملين، ولا المؤسسات العلمية والدعوية أو دائرة الإفتاء الأردنية، أو دائرة قاضي القضاة، سواء في أردننا الغالي، أو في بلاد الحرمين الشريفين، أو اليمن الميمون، أو مصر الكنانة، أو بلاد المغرب العربي، أو الخليج العربي، أو المشرق الإسلامي في الهند وباكستان وبنغلاديش وأندونيسيا وماليزيا وغيرها من بلاد المسلمين.
ولذلك يجب على كل وسائل الإعلام المشار إليها آنفاً ـ ومن باب الأمانة المهنية، والحياد الإعلامي، التي يتغنون بهما ـ أن ينشروا مثل هذا الحكم الشرعي، والرأي الفقهي، والتوجيه الإعلامي السلفي، وأن يتواصلوا ويتسامحوا معنا ويستمعوا لنا نحن السلفيين.
ومع أن أكثر هؤلاء المنتسبين إلى (السلفية الجهادية) في الأردن وفي غيرها، ليسوا سلفيين، ولا جهاديين، ولا يعترفون بمراجع السلفيين الراحلين، ولا مراجعهم ومقدميهم الأحياء العاملين، ولا يقرون بشيء مما استقر عليه السلفيون في ماضيهم ولا حاضرهم، ولأن السلفيين الحقيقيين لا يرون الجهاد إلا بشروطه وأركانه وواجباته خلف الإمام الشرعي براً كان أو فاجراً، ولا يرون (أعمال الإرهاب) التي يقوم بها هؤلاء القوم جهاداً شرعياً حتى يُنسبوا إليه.
نستنكر وندين كل ما حصل من تجاوزات فوضوية، ومظاهرات غير مشروعة ولا شرعية، والتجاوز على القوات الأمنية، ولا نقر العنف بكل أشكاله وصوره ومصادره وأسبابه، ونهيب بالمؤسسات الإعلامية التثبت قبل إذاعة ونشر ما يسيء إلى السلف والسلفية والجهاد والمجاهدين. كما اصدر منظر التيار السلفي الشيخ علي الحلبي بيانا استنكر فيه ما جرى وفيما يلي نص البيان :
جَرى بَعدَ ظُهرِ يَوْمِ الجُمُعَة إلى مَا بَعْدَ العَصْرِ اعْتِصَامٌ قَامَ به مَنْ يُسَمَّوْنَ بِالسَلفيةِ الجِهَاديةِ فِي مَدينةِ الزَرْقاء، مُنْطلقينَ مِنْ أمَامِ مَسْجدِ عُمرَ بنِ الخَطّابِ -رَضيَ اللهُ عَنهُ- مَاكثينَ ثَمّةَ نَحوَ سَاعةٍ مُتجمّعينَ مُتجمهِرينَ يُطلِقونَ هُتافاتٍ مُتنوعَة تَحْوِي تهْدِيدَاتٍ وَألفاظاً شَديدةً، ثُمَّ تَوجَّهوا إلى دُوّارِ مَدخلِ مَدينةِ الزَّرقاءِ -مُكرّرينَ هُتافَاتِهِم نَفسَها- . كُلُّ ذَلكَ وَرِجالُ الأمنِ والدَّرَكِ الأردنيُّون يُراقِبونَ وَيحْرُسُونَ حَتى لا يَحْدثَ اشْتباكٌ ولا مُواجَهَةٌ ، وَلكنّ الأمُورَ خَرَجتْ عَن السّيطرةِ فَجأةً وَبدأ التَّضَاربُ والتَّصَادمُ وأخْرجَ المُعتصِمونَ -فِيمَا زعَمُوا- سُيُوفَهم وخَنَاجِرَهم وَهَراوَاتِهِم وَبَدؤا بِالضَرْبِ العَشوائيِ هُنا وهُناك؛ مِمِا أحْدَثَ فِتنَةً عَظيمةً، أُصِيبَ فَيها أكْثَر مِن خمْسِينَ مِنْ رِجَالِ الأمْنِ العامّ -فضلاً عنْ عَدَدٍ منَ المَدَنِّيينَ-، وَقَدْ كَادَتِ الفِتْنَةُ تتحَوَّل إلى مَقْتَلَةٍ عَظِيمَةٍ، لَكِنَّ اللهَ سَلَّم. وإنَّنا لَنُؤَكِّدُ -هَا هُنَا- أنَّ َكُُلَّ مَا صَنَعوا وَيَصْنََعُونَ -حَتَّى الاعْتِصَامَ والمُظَاهَرةَ- مِمَّا نَبْرَأُ إلى اللهِ تَعالَى مِنهُ ولا نراهُ مُوافِقاً لِلشَّرْعِ. فَالدَّعوَةُ السَّلَفيةُ دَعْوَةُ أمْنٍ وأمَانٍ وَإيْمَانٍ، وهِيَ أَبعَدُ مَا تَكونُ عَن هَذا العُنفِ ومِثلِ هذهِ الأفَاعِيل؛ بَلْ إنَّ مِنْ أبْجَدِيَّاتِ مَنهجِها رَدَّ ذلكَ وَرفْضَه وَنَقضَه. ولَمَّا كَانَتْ أكثرُ وَسائلِ الإعْلامِ المُعاصِرَةِ لَيْسَتْ ذَاتَ اعْتِناءٍ بالتَّدْقيقِ فِي الأُمُورِ أو التَّحَقُّقِ مِنْها -ولِلأسَفِ الشدِيدِ- فَقدْ تَنَاقَلَ خَبَرَ حادِثةِ الزَّرْقاءِ هَذهِ كَثيرٌ مِن وَسائِلِ الإعْلامِ -المَحَلِّيَّةِ والعَربيةِ والعَالميةِ- نَاسِبَةً هَذهِ الأفْعالَ الشَّنْعاءَ المُنكَرةَ إلى السَّلَفيِّينَ مِن غَيرِ تَمْييزٍ؛ فَكانَ لا بُدَّ -إبراءً للذمَّةِ- مِن إعلانِ البَراءةِ مِنْ أمثالِ هذَا الحادِثِ وأمْثالِهِ -حتى تتضح الأمور وتتميز- مؤَكّدينَ أنَّ جميعَ مَنْ قامُوا به مَعروفُون عِندَ جميعِ العُقلاءِ مِنَ المثقَّفينَ وأصْحابِ الْقرارِ بِفكْرِهِم التَّكفِيريِّ القَبيحِ، في الوَقتِ الذِي يَنسِبُونَ أنْفُسَهُم فيهِ إلى السَّلفيةِ تمويهاً وتغرِيراً .وإنّنا لَنكرِّرُ -خِتاماً- براءَتَنَا مِنْ هذهِ الفتنِ -وأسبابِها ونتائجِها- مؤكدين حِرصَنَا -من جديد- على أمْنِ بلادِنَا وبلادِ المسْلمينَ –وإيمانِها-، واللهُ على مَا نقولُ شهيد .
المفضلات