السويس: الكل يخطب ود الشيخ حافظ سلامة
السويس ـ من عمرو غنيمة
زلزال الرقم القومي بالسويس يصعب معه التنبؤ بنتائج الانتخابات القادمة, حيث أصبحت الخريطة السياسية غير واضحة المعالم في المدينة التي ألهبت ثورة25 يناير في ميدان التحرير.
واليوم وبعد مرور أكثر من شهرين تتساءل جميع القوي السياسية, وماذا بعد الثورة وكيف ستلقي بظلالها علي الانتخابات البرلمانية المقبلة في ظل الحرية والشفافية.
وقد بدأت جميع القوي السياسية تستعيد أنفاسها وترتب أوراقها لهذه الانتخابات التي ستكون محط انظار العالم, بعد ان كانت تجاوزات الانتخابات الماضية إحدي ركائز قيام الثورة, فجماعة الاخوان المسلمين أصبحوا يتصدرون المشهد السياسي باعتبارهم أكثر الجبهات تنظيما بعد ان اكتسبوا شرعية كانت غائبة, وجاءت الثورة ليكونوا أهم القوي السياسية الرسمية والشرعية.
حيث إن لهم مرشحيهم وكوادرهم السياسية مثل المهندس أحمد محمود, والدكتور سيد العابد وسعد خليفة وعباس عبدالعزيز ود. سوزان سعد زغلول, إلا أن إعلان قيادة الاخوان عن عدم رغبتهم في أن تكون لهم أغلبية ساحقة في الانتخابات البرلمانية شجعت تنافس باقي الاحزاب والقوي السياسية, وفي انتظار الشكل الذي ستقوم عليه الانتخابات من قوائم مطلقة أو نسبية أو فردية, ويأتي ائتلاف الثورة وعلي رأسه الجبهة الوطنية للتغيير كإحدي القوي السياسية التي تتصدر المشهد السياسي لتحقيق مطالب الجماهير وحل مشاكلهم عقب اندلاع الثورة, واستمرار مكتسباتها من خلال المشاركة الفعالة لمظاهرات التغيير ومواجهة الفساد.
اما حزب الوفد والذي يحسب له مشاركته في الثورة من أول يوم, فقد بادر علي أمين رئيس لجنة الوفد بالسويس بإعادة ترتيب أوراقهم الداخلية, واعداد كوادرهم ليكون لهم دور ومكان علي ساحة المنافسة في الفترة المقبلة, ولا يقل عن هذه الأدوار مشاركة في المشهد السياسي الحالي داخل المدينة الناصريون.
اما حزب التجمع فيسعي للحفاظ علي ما اكتسبه في الانتخابات البرلمانية الأخيرة لفوزه لأول مرة بمقعد عبدالحميد كمال, وكذلك قيادته في مقدمتهم فوزي أحمد حسن, فالجميع يسعون لتقديم الخدمات والمشاركة في اللجان الشعبية لتحقيق مطالب الجماهير نحو التغيير إلا أن المطالب الفئوية بشركات السويس كانت لها هجمة شرسة جعلت جميع القوي السياسية تتباين ما بين تأييد هذه المظاهرات الفئوية لاكتساب أرضية جماهيرية, أو الجنوح للاستقرار لإعطاء الفرصة لحكومة شرف للقيام بأداء مهامها, وتنفيذ مطالب الثورة.
ورغم شمول المشهد السياسي في السويس جميع القوي السياسية إلا أن الاستفتاء الأخير علي التعديلات الدستورية كشف عن الكثير من قوي سياسية كثيرة بدأت تعرف طريقها لصناديق الانتخابات, وستكون الحصان الأسود في الانتخابات البرلمانية المقبلة, وعلي الجميع ان يعيد حساباته لها في مقدمتها شباب الثورة الذين فجروها ولم تكن لهم أي ميول سياسية سوي استعادة مصر حريتها وهم قوي ناصعة البياض سياسيا, ولهم تفكيرهم المستقل ولكن ينقصهم ترشيح ممثل لهم أو أي الأشخاص أو الجبهات السياسية سيساندونها.
أما السلفيين, والتيارات الدينية فلهم كيانات وصلات مع المواطن السويسي ودائما لا يعلنون عن اتجاهاتهم إلا في اللحظات الأخيرة, مع الاشارة الي ان الاعتدال الديني هو سمة السويس.
وتبقي القوي الصامتة التي ليس لها أي اتجاه سياسي أو مواقف مع أو ضد الثورة, لكن كان هدفها الأساسي هو الاستقرار وعدم انجراف البلاد الي مالا تحمد عقباه أو الدخول في نفق مظلم وهم قوة لا يستهان بها, لكن لا أحد يستطيع معرفة حجمهم أو قيادة لهم, وأصبح( الفيس بوك) هو اللغة المشتركة لتواصلهم الاجتماعي.
ولا تغفل القوي السياسية عناصر الحزب الوطني الذي أصبح في حكم المنحل, وأصبح وجوده في الشارع بصفة فردية خاصة من يلقي قبولا بعيدا عن صفته الحزبية التي أتت علي رصيده بين الجماهير, إلا أن هناك عناصر مازال انتماؤهم القبلي يمدهم بالشرعية, إلا أنه ليس معروفا هل أحزاب أخري ستخوض الانتخابات مستقلة, أم ستنضم الي مظلة القوي السياسية الجديدة, إلا ان الجميع في السويس يضع في مقدمة حساباته الشيخ حافظ سلامة رمز المقاومة الشعبية بالمدينة علي مر86 عاما من عمره بدءا من مقاومة الاحتلال الانجليزي والمقاومة الشعبية ضد القوات الإسرائيلية عندما حاولت احتلال مدينة السويس في اكتوبر73, وأيضا كان له دوره المميز الذي شهد له الجميع في ثورة يناير, سواء في ميدان التحرير أو داخل مدينة السويس, ولذلك فإن جميع القوي السياسية والشعبية تقدر دوره واتجاهاته وتسعي لكسب وده.
كانت هذه هي المشاهد السياسية الواضحة علي أرض السويس, أما القوي الخفية في الانتخابات القادمة فهي لمن يستطيع ان يحشد أكبر قدر من أصحاب بطاقات الرقم القومي من جميع الأعمار في ظل انتهاء عهد التزوير والتلاعب بصناديق الانتخابات, وتبقي المخاوف الكامنة تتساءل: هل يستمر الجيش بقبضته والشرطة باستعادة ثقتها وفرض سيطرتها ليكونا صمام أمان للانتخابات البرلمانية القادمة
المفضلات