البحر الأحمر: لأول مرة.. المنافسة مفتوحة بعد تصدع جدران الوطني
البحر الاحمر ـ من عرفات علي
ظل الحزب الوطني متربعا ببجاحاته المعهودة علي صدر الحياة السياسية في محافظة البحر الأحمر بدائرتيها الشمالية التي تضم مدينتي الغردقة ورأس غارب والجنوبية بداية من مدينة سفاجا مرورا بالقصير ومرسي علم
حتي حدود مصر الجنوبية متمثلة في الشلاتين طيلة السنوات الماضية وما كان يتبعه من أساليب نرجسية لحصد مقاعد الدائرتين.
ومن بين هذه الأساليب التي كانت تحقق له أغراضه هي استخدامه لكل أدوات الجهاز التنفيذي بداية من رأس هذا الجهاز وهو محافظ الإقليم نهاية بالعامل البسيط علاوة علي سياسة تكميم الأفواه لكل من يبرز علي السطح بعيدا عن الحزب الوطني ومحاولة تكسيره للعظام من خلال التلويح بالمصالح الشخصية ومحاولة اقناع المواطنين بأن محافظة البحر الأحمر ذات طبيعة خاصة والمستوي الاقتصادي والاجتماعي بها في درجة تفوق ماهو موجود بأي محافظة أخري والادعاء بأن الحزب الوطني وحكومته هما السبب الأول والأخير في هذا المستوي المتقدم وأن القيادة السياسية العليا سوف تغضب من المواطنين إذا لم يحصد الحزب كامل مقاعد المحافظة وغيرها من الإدعاءات الباطلة وأساليب الأنانية وحب النفس التي نجحت في زرع اليأس في نفوس الكثيرين ممن كان لهم ميول حزبية أخري أو من المستقلين لذلك باتت الحياة السياسية بالمحافظة طيلة السنوات الماضية كأغنية دون نغمات وأن الحزب الوطني كان هو المطرب وهو المستمع في آن واحد.
لكن بعد أن هوت جدران الحزب الوطني وتنفست الحياة السياسية في مصر الصعداء نجد أن من يتتبع بوادر المشهد السياسي بمحافظة البحر الأحمر الآن فصاعدا يلمس وإن كان بصورة غير مكتملة أن الانتخابات البرلمانية القادمة سوف ينقلب فيها المشهد رأسا علي عقب متمثلا ذلك في اقتحام أحزاب معارضة لهذا المشهد وعلي سبيل المثال وليس الحصر حزبا الوفد والأحرار وغيرهما من الأحزاب الأخري القائمة منذ سنوات أو تلك التي ستشهد في الأيام المقبلة تدوين شهادات ميلاد لها خاصة وأننا نلمس حراكا من عدد كبير من الشباب علي وجه الخصوص للانضمام لتلك الأحزاب حيث يمرون الآن بفترة المفاضلة بينها.
وهناك سؤال يفرض نفسه الآن وهو: هل يظهر الإخوان المسلمون في مشهد المعركة الانتخابية القادمة خاصة أنه لم يكن لهم وجود يذكر بهذه المحافظة من قبل؟ ماهو جديد هذه الأيام علي أرض المحافظة وبالتحديد عقب الثورة هي تلك الطلة المفاجئة لعدد محدود من الوجوه الدينية ففي بعض من المساجد نجد لقاءات وخطبا خاصة عقب صلاة كل عشاء وأكثر الوجوه ظهورا من التيار السلفي.
لكن الأهم من ذلك هو موقف النواب السابقين أعضاء الحزب الوطني وماذا سيكون؟ المؤشرات تؤكد أنهم لن يتركون الساحة تحت أي ظرف وسيقاتلون من أجل الحفاظ علي مواقعهم مهما كان الثمن مع أنهم يدركون أن اليوم ليس هو البارحة ولكن هذه هي سمة أصحاب الكراسي المهمة, لكن إلي أي تيار سوف ينضمون هذا ما سوف تكشف عنه الفترة القادمة, وأيضا ماهو أهم من كل ذلك كيف سيكون شكل القبيلة باعتبار أن محافظة البحر الأحمر من بين المحافظات التي كان لصوت القبيلة بها خاصة قبائل العرب والإشراف والعبابدة والبشارية والصيرية دور بارز خلال السنوات الماضية في حسم المعركة الانتخابية ولذلك ظل الحزب الوطني مستغلا هذه التركيبة حيث كان يرشح من القبائل المشار إليها ليضمن النتيجة لصالحه وهذا الأسلوب أسهم كثيرا في افساد الحياة السياسية لأنه من المفترض أن يكون المعيار الحقيقي هو المرشح نفسه وليست قبيلته فهل تفلح الأحزاب التي سوف تقتحم المعركة القادمة في تغيير الصورة التي كانت سائدة ويكون الانتماء للحزب علي حساب التعصب
المفضلات