ثالثاً أمويون مسلمون منذ بداية الدعوة الإسلامية
وإذا جارينا نهج المؤرخين في الحديث عن بني أمية وبني عبد شمس معاً، فإننا نرى منهم جماعة كانوا من السابقين إلى الإسلام، فمنذ المرحلة السرية للدعوة وقبل الجهر بها كان قد أسلم كل من عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية، وكان إسلامه على يد أبي بكر الصديق في أيام الإسلام الأولى[1]، وكذلك كان إسلام خالد بن سعيد بن العاص بن أمية، وقد أسلم في هذه المرحلة السرية التي دامت حوالي ثلاث سنين[2]ـ أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس[3]، كما أسلم في مرحلة مبكرة حليفان لبني أمية وهما عبد الله بن جحش بن رئاب وأخوه أبو أحمد بن جحش وهما إبنا عمة النبي صلى الله عليه وسلم فأمهما أميمة بنت عبد المطلب[4]، وفي الهجرة الأولى إلى الحبشة شارك نفر من مسلمي بني أمية مثل عثمان بن عفان ومعه زوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة، وزوجته سهلة بنت سهيل بن عمرو[5]، كما كان لبني أمية مشاركة في الهجرة الثانية ومعهم بعض حلفائهم، وقد ذكر الدكتور حمدي شاهين قائمة طويلة بأسمائهم، مما يؤكد استجابة بعض بني أمية للإسلام منذ بداية الدعوة[6]، وقد ساهمت نساء بني أمية وعبد شمس في صنع مسيرة الإسلام وفي إعطاء الأسوة وضرب المثل في نبل التضحية وعزيز العطاء، فقد أسلمت رملة بنت شيبة بن ربيعة زوجة عثمان بن عفان وهاجرت معه إلى المدينة وثبتت معه على دينه رغم مقتل أبيها وعمها وابنه في بدر مما أهاج عليها غضب هند بنت عتبة فقالت تعيبها :
لحـى الرحمن صابئة بـوج
ومكة أو بأطراف الحجون
تديـن لمعشر قتـلوا أباها
أقتـل أبيك جاءك باليقين[7]
وهاجرت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط إلى المدينة في الهدنة التي كانت بين النبي والمشركين في الحديبية على أن الصورة الأزهى والنموذج الأرقى في ذلك المجال هو إسلام أم المؤمنين أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان، فقد أسلمت مبكراً[8]، وهاجرت مع زوجها إلى الحبشة وسيأتي الحديث عنها بإذن الله تعالى .
--------------------------------------------------------------------------------
المفضلات