تعتزم شركات صناعة السيارات اليابانية، استئناف العمل في مصانعها، على مراحل ابتداء من يوم الاثنين، وذلك بعد نحو شهر على الزلزال المدمر الذي ضرب اليابان.
ونقل موقع (الجزيرة نت) عن شركة تويوتا موتور كورب قولها إن "مجموعتها ستعيد فتح جميع مصانعها الـ18 التي تصنع سيارات تويوتا ولكزس في الفترة من 18 إلى 27 نيسان بما في ذلك موقع جديد تماما لفرعها سنترال موتور انقطع عنه الكهرباء في الهزة التي وقعت يوم الخميس".
ومن المتوقع أن تكون مستويات الإنتاج عند نصف الخطط الأصلية ومرتبطة بتوفر المكونات.
وكان اليابان تعرض إلى زلزال عنيف بقوة 9 درجات على مقياس ريختر وبعمق 24 كم، وقع، في 11 آذار الماضي، قبالة سواحل شمالي شرقي اليابان في ذروة ساعات العمل تبعه موجات تسونامي، ماأسفر عن مصرع وفقدان الآلاف وخسائر تقدر باكثر 300 مليار دولار على الأقل.
كما أحدث الزلزال أضرارا بالمعدات وتسبب في قطع الكهرباء وتعطيل سلسلة التوريدات إلى مصنعي السيارات على مدى الشهر المنصرم، ما اضطرهم إلى تعليق العمل في معظم المصانع.
وتعرضت المنطقة أيضا يوم الخميس، لهزة أرضية كبيرة بقوة 7.4 درجات على مقياس ريختر، ما أدى إلي انقطاع الكهرباء عن عشرات الآلاف من المساكن، ما أرغم شركة "رينيسانس إلكترونيكس" وهي مورد رئيسي للمكونات إلى صناعة السيارات على إغلاق مصانعها.
ومع استمرار تعطل إمدادات حوالي 150 من المكونات، بينت تويوتا أنها "ستعمل بنصف معدلات الخطط الأصلية".
ومن المقرر أن تغلق مصانع الشركة في الفترة من 28 نيسان إلى 9 أيار، ومع مراقبتها تدفق الإمدادات، ستتخذ تويوتا قرارا بشان خطط الإنتاج فيما وراء ذلك الموعد.
وكانت تويوتا، أكبر مصنعي السيارات في العالم، استأنفت إنتاجا محدودا لـ3 نماذج من السيارات الهجين (هايبرد) في مصنعين في 28 آذار، وسيبدأ مصنع ثالث إنتاج نموذجين آخرين يوم الاثنين القادم.
وخسرت تويوتا إنتاجا محتملا يبلغ 260 ألف سيارة أثناء فترة تعليق الإنتاج التي لم يسبق لها مثيل والتي استمرت عشرين يوما حتى الآن.
وأوضحت تويوتا موتور أنها "ستبدأ الأسبوع القادم خفض إنتاجها في مصانعها في أميركا الشمالية بسبب نقص في إمدادات الموردين"، لافتة إلى أنها "ستعلق الإنتاج في مصانعها للسيارات في أميركا الشمالية في 15 و18 و22 و25 نيسان الجاري، وستكون معظم مصانع تويوتا مغلقة أيضا في 21 نيسان عدا مصنعها في جورجتاون بولاية كنتاكي".
وذكرت أن "معظم مصانعها للمحركات والمكونات في أميركا الشمالية ستسير وفق نفس الجدول الزمني".
وكانت شركة تويوتا، أعلنت يوم الأربعاء، انها ستستأنف أعمال إنتاج السيارات مجدداً من مصنعها "ساغا ميهارا" الواقع جنوبي طوكيو في 11 من نيسان الجاري، ليصل عدد مصانع الشركة في اليابان العاملة إلى 3 فقط، في حين سيظل 15 مصنعا مغلقا، حتى إشعارا آخر.
وأبلغت تويوتا شركاءها في الولايات المتحدة، في أعقاب الزلزال المدمر، بأن عليهم الاستعداد لإغلاق محتمل، بسبب نقص إمدادات المكونات وقطع الغيار.
ومن المتوقع أن تتضرر مبيعات تويوتا من السيارات الجديدة في أميركا الشمالية أكبر أسواقها بسبب قرار وقف الإنتاج.
بدورها، قالت شركة نيسان موتور، ثاني أكبر مصنعي السيارات اليابانيين، إنها "ستستأنف الإنتاج العادي باستخدام مكونات من الموردين وليس من المخزونات على مراحل ابتداء من 11 نيسان إلى أن يستأنف آخر مصنع للتجميع العمل في 18 نيسان".
أما في المكسيك بينت نسيان أنها "ستغلق مصنعين للتجميع لمدة 15 يوما بسبب نقص الإمدادات".
وحتى مع استئناف المصانع اليابانية العمل تدريجيا، فإن محللين يتوقعون أن يبدأ الإنتاج خارج اليابان في التراجع مع نفاد المكونات.
وأوضحت نيسان أنها "ستوقف الإنتاج في مصنعها في ساندرلاند بشمالي شرقي إنكلترا لمدة 3 أيام".
وفي السياق ذاته، قال رئيس هوندا، التي من المنتظر أن تستأنف إنتاجا محدودا في جميع مصانعها للسيارات في اليابان يوم الاثنين القادم، إنه "يريد العودة إلى مستويات الإنتاج التي كانت قبل الزلزال، في غضون شهرين إلى 3 أشهر".
وبين أن "تخفيضات الإنتاج في مصانعها في أميركا الشمالية سيجري تمديدها أسبوعا حتى الأسبوع المنتهي في 18 نيسان".
وكانت اليابان تعرضت إلى عدة زلازل كان أقواها في العام 1923، حيث تسبب في مقتل 143 ألف شخص، كما تعرضت البلاد في العام 1996 لزلزال أسفر عن سقوط أكثر من 5000 قتيل.
يشار إلى أن الزلازل تعتبر ظاهرة متكررة في اليابان التي تعد أراضيها من الناحية الجيولوجية واحدة من أكثر مناطق العالم الناشطة على مستوى الزلازل وبنسبة 20% من زلازل العالم التي تتجاوز قوتها ست درجات حسب مقياس ريختر.
سيريانيوز
المفضلات