عمان - بترا- قال رئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت ان الحكومة تؤيد الشباب في اختيار منابرهم التي تجمع ولا تفرق ، وتصلح ولا تخرب وتدعوهم إلى الخروج من العالم الافتراضي إلى العالم الحقيقي إلى قيم المجتمع واخلاقه وإلى معاني المواطنة والحفاظ على الوحدة الوطنية داعيا الشباب إلى التفكير والتمعن في واقع المملكة والمنجزات التي بناها الاباء والاجداد بجهود وافعال حقيقية .
واضاف البخيت ان الشباب يشكلون مادة اساسية وقاعدة عريضة لانتشار التواصل الاجتماعي عبر الشبكة العنكبوتية الذي بدأ كوسيلة للترفيه والتعارف وانتقل إلى تبادل الاراء والتعبير عن الذات ، والاجماع على افكار ومواقف عامة ، حول كافة المعلومات الحياتية التي انتقلت عبر الانترنت واعطت الشعور بمفهوم المجموعات المؤثرة . جاء حديث رئيس الوزراء هذا خلال كلمة افتتح بها اعمال المؤتمر الوطني الاول « ترجمة الرؤى الملكية السامية لدور الشباب في الاصلاح « الذي نظمه المجلس الاعلى للشباب . واكد رئيس الوزراء ضرورة استثمار الشباب هذا التواصل للتاثير الايجابي للحفاظ على السلم الداخلي وترغيب الاخرين في الحوار بدلا من اللجوء إلى العنف لافتا الى اهمية اغتنام هذه التقنيات للتعارف واحترام الآخر والخروج من عقلية التعصب الاعمى .
وقال « نريد لتلك المنابر الالكترونية ان تعزز وحدتنا الوطنية لا ان تصبح وسيلة للاستفزاز المتبادل واثارة الفتن ، ونريد لاعلامنا الالكتروني ان يلقى الضوء على كل صورة تعبر عن التلاحم الوطني « .
وشدد على ان الاصلاح السياسي نهج لا رجعة عنه « لكنه لا يتحقق بنصوص قانونية صمّاء بل بقيم ومباديء وافكار يحددها المجتمع وفق حاجاته ومتطلباته الحقيقية ، وإلا سيكون الاصلاح السياسي مجرد افكار مستوردة و نصوص منسوخة عن قوانين اجنبية « .
واضاف « هناك ايضا مطالب سياسية لابد من الحوار حولها ووضعها ضمن اولويات ، ولن نسمح لانفسنا القفز في الهواء او في الظلام ، لتمكين فئة قليلة من الاستئثار بالقدرة على التنظيم وحرمان السواد الاعظم من المشاركة السياسية الفاعلة « .
وشدد رئيس الوزراء على الاهتمام الكبير الذي يوليه جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين للشباب في كافة المجالات ، وتوجيهاته المستمرة لوضع الشباب في مقدمة الأولويات سواء في برنامج عمل الحكومة أو في الخطط والبرامج الوطنية.
وقال « لم يعد هناك مجال للانتظار ، فنحن نسعى لإدماج الشباب في المشاركة بصنع القرارات التي تؤثر على حياتهم ، و تشجيعهم على المنافسة ومواجهة الظروف الاقتصادية وتحفيزهم على تقديم الأفكار البناءة المنتجة ، والمساعدة على توفير القروض لمشاريعهم المتوسطة والصغيرة « .
واضاف ان الحكومة ارتات انه من الضروري العمل على تعزيز قيم العمل والانضباط والانتاجية لدى الشباب من خلال مشروع (خدمة الوطن ) وهوصيغة جديدة لخدمة العلم ، تشمل عاما من التدريب على الحياة العسكرية والعمل الانتاجي في المرافق العامة والخاصة في الدولة .
واكد رئيس الوزراء ان الحكومة تحترم المعارضة وتمد يدها للحوار معها على الطاولة لمناقشة جميع القضايا وصولا الى تفاهمات بشانها والاطر الزمنية التي تحكم عملية الاصلاح والتطور المنشود في المجالات كافة .
وبين بهذا الصدد ان الدعوة لوجود رئيس وزراء منتخب بطريقة مباشرة لا يمكن تحقيقها وهي غير موجودة في اي دولة في العالم كونها تعطل دور مجلس النواب وقدرته على حجب الثقة عن رئيس وزراء منتخب .
واكد ثقته بان لجنة الحوار الوطني ستقدم توصياتها بشان قانوني الانتخاب والاحزاب في الوقت الذي حدده جلالة الملك في مدة اقصاها ثلاثة اشهر .
واعتبر البخيت ان قانون الاجتماعات العامة يعد نقطة وانعطافة تاريخية مهمة على طريق تعزيز الحريات حيث الغى القانون الجديد البند المتعلق بضرورة الحصول على موافقة مسبقة من الحاكم الاداري لعقد اي تجمع .
وقال رئيس الوزراء ان الحكومة ومختلف الاجهزة المعنية تبذل جهدا امنيا كبيرا للحفاظ على حق فئة قليلة من المجتمع في التعبير الحر والسلمي عن ارائها .
وبشان الانماط الاقتصادية التي ستتبعها الحكومة شدد البخيت على ان الاقتصاد الحر ليس قدرا لا يمكن رده وفي نفس الوقت لا يمكن العودة الى الانماط التقليدية مؤكدا اننا قادرون على استنباط السياسات والوسائل التي تعزز مفهوم الامن الاجتماعي او ما يعرف بالاقتصاد الاجتماعي الذي عجز عنه السوق الحر .
وقال ان الحكومة راجعت سياسات الفقر والبطالة لافتا الى انه وعلى الرغم من ان مئات الملايين من الدنانير انفقت في هذا المجال الا ان ارقام الفقر والبطالة بقيت تقريبا تراوح مكانها .
واكد بهذا الصدد ان المعونة النقدية لا تحل المشكلة وعلينا اعادة النظر بمنهج محاربة الفقر والبطالة من خلال التركيز على الاستثمارات التي توفر فرص العمل وتنقل التكنولوجيا وتوطنها في المحافظات .
وردا على سؤال اكد البخيت ان جلالة الملك عبدالله الثاني حسم الامر عندما وجه الحكومة وجميع المؤسسات المعنية الى وقف التدخلات في شؤون الطلبة واتحاداتهم الطلابية وتفكيرهم السياسي داعيا الشباب الى اختيار الاحزاب التي تناسب افكارهم .
كما اكد اننا جميعا اردنيون متساوون في الحقوق والواجبات لافتا الى ان الحكومة تنظر الى نفسها باعتبارها خادمة للشعب ورئيس الوزراء كبير خادمي الشعب مثلما اكد ان الحكومة تؤمن بان شرعيتها تتاتى من خلال رضى الناس عن الاجراءات والبرامج التي تنفذها .
المفضلات