التقيت ب»علي» يوم الجمعة الماضي... أظن أن اسمه «علي العبادي»... وقادم من قرية على سفوح السلط.
هو طالب في الجامعة وتخصصه «هندسة» وقال لي إنه حصل على معدل «86» في التوجيهي... علي أسمر البشرة ونحيف الجسم وكان يركب (بكم) ويحمل علم الأردن وصورة الملك... وجاء مع أقرانه للمشاركة في مسيرة (نداء الوطن).
كان سؤالي للفتى: «ليش جيت... هون» ألم يكن بامكانك ان تمضي يوم الإجازة مع أهلك في سفوح السلط وعلى تفتح الربيع... ونظافة الهواء؟.
قال لي علي: «إنه جاء لتأكيد الولاء للملك... وأضاف حين تسلّم الملك الحُكم كنت في الصف الخامس وكان الوعي لدي صغيراً بحجم برعم ورد أو شتلة زيتون.. وقد كبرت وأنا أشاهده كل يوم على التلفاز وفي ساحات المدن وألمح صوره في الميادين... وأباح لي علي بسرّ أنه عاشق ويكتب الشعر النبطي واسمعني قليلاً منه.. وحين سألته في حب من...؟ اجاب بانه: يكتب في حب الأردن ومن ثم البنات.
سألته هل دفعك أحد للمشاركة هل طلب منك أحد المجيء إلى مسيرة (نداء وطن).. فقال لي: «الملك ليس بحاجة أن يطلب من أحد.. وأنا أحبه»... وحين سألته باستفزاز لماذا تحبه قال لي:»بعرفش غيروا».
وأنا مثلك يا علي لا أعرف غيره ملكاً أو زعيماً..
علي نموذج على الناس الذين خرجوا في مسيرة نداء الوطن... هو من السلط وهو جامعي.. وحصل على معدل مرتفع وابن لعشيرة محترمة... لماذا يظلم ويوصف ب»البلطجي»؟!.
أطالب الجميع أن نكفّ عن استعمال هذا المصطلح.. فالأردني سواء كان من المعارضة أو من الخط الوطني هو نبيل ومحترم... ولا يجوز أن نصفه ب(البلطجي) إذا اختلف طيفه السياسي أو اختلفت اتجاهاته.
حماية لمستقبل علي وحفاظاً على الأردن علينا أن نقبل بالرأي والرأي الآخر.. علينا أن نترك قاعدة سياسية باليه (كل من ليس معي فهو ضدي).
صار علي صديقي ويتحدث معي كل صباح ويطلب مني أن أنشر له مشاركات في الرأي... وكلما هاتفني سألته باستفزاز: «ليش بتحب الملك يا علي!» فيجيبني: «لأني بعرفش وبعترفش في غيروا ملك».
وأنا علي مثلك: «بعرفش وبعترفش بغيروا ملك».
عبدالهادي راجي المجالي
وانا كمان (بعرفش وبعترفش بغيروا ملك».
المفضلات