قد نشاهد طفلة تركض وحدها في المركز التجاري أو في الشارع، تلاحقها النظرات لمعرفة إن كان أهلها يتابعونها، وبعد ثوان يطل الأب أو الأم، مشهد إن دل على أمر فإنه يدل على خوف الآباء على أبنائهم في أي مكان ولو للحظات، ولكن هل لأبوين أن يتخيلا أن ابنتهما ستتعرض لتحرش أثناء رؤيتهما شقة للإيجار في وقت لا يتعدى الدقائق،
قضية جديدة من قضايا التحرش تابعتها «سيدتي» في قسم الشرطة وكواليس المحكمة.
ببساطة انقض حارس هندي يبلغ من العمر 21 عامًا على طفلة في الثالثة من العمر على سلالم مبنى، بينما كان والداها يشاهدان شقة معروضة للإيجار، وأنهى أيام براءتها بوحشيته وشهوانيته.
الطفلة ذات الجنسية الأردنية، كانت برفقة والديها في الطابق السادس من أحد المباني في دبي (تحتفظ سيدتي باسم المبنى والشارع) واستغل انشغال والديها برؤية الشقق، فأزال عنها ملابسها ولمس أعضاءها بطريقة مشينة، وبعد الشكوى، اتهمته النيابة العامة بالتحرش بالأطفال، وأحالته إلى المحكمة الجنائية في دبي.
أحد ضباط إنفاذ القانون، الذي فضل عدم ذكر اسمه، بدا مستغربًا من تكرار حوادث التحرش بالأطفال، والتي اعتبرها جريمة خطيرة جدا، وتابع: «نحن لم ننته أصلاً من التحقيق مع الهنود الثلاثة الذين يعملون في إحدى المدارس، سائق الحافلة والمساعد والمشرف، وهم يخضعون للاستجواب من قبل النيابة العامة في قضية مماثلة، بعد اعتدائهم على تلميذة هندية في الرابعة من عمرها حين كانت نائمة في الحافلة التي تقلها من المدرسة إلى المنزل».
في هذه القضية، حسب الضابط، كشفت التحقيقات الأولية أن الحارس استدرج الطفلة بعيدا عن أهلها الذين كانوا مشغولين بمشاهدة الشقة، وحين لاحظ الأب غياب ابنته بحث عنها إلى أن وجدها، وبدت مرتبكة وأبلغت والدها على الفور أن «عمو الحارس» نزع ملابسها الداخلية ولمسها.
وكانت الفتاة تبكي بحرقة وتشعر بالإحراج، وفقا لسجلات المحكمة، حين كشفت لوالدها أن المشتبه به جردها من ملابسها ولمسها بصورة غير محتشمة.
كانت «سيدتي» حاضرة في قاعة المحكمة حين أنكر المتهم هذه التهمة، ورفض الاتهامات الموجهة ضده، وقد قال حين دافع عن نفسه أمام القاضي: «أنا لست مذنبا.. لم أرتكب هذه الجريمة»، وقدم أيضا تنازلاً خطيًا من والد الطفلة.
لكن مختبر الطب الشرعي لشرطة دبي كشف وجود بعض الآثار على ملابس الفتاة الداخلية، والتي تؤكد التحرش.
شهد الأب البالغ من العمر 40 عامًا أن ابنته والحارس الذي كان يريه الشقق في البناية، اختفيا بينما كان يشاهد الشقة مع زوجته، وقال الأب خلال الاستجواب: كانت خائفة جدا وبكت حين وجدتها، وطمأنتها وسألتها أين اختفت، وتحدثت معي ببراءة قائلة «عمو الحارس»، ضربني على يدي وأخذني إلى الطابق العلوي ثم لمسني، وأشارت بأصابعها إلى أعضاء جسمها، هدأت من روعها، وحين وصلت الشرطة بعد 15 دقيقة من اتصالي بهم، كان المتهم غير موجود إلى أن عثرت الشرطة عليه، وسأله شرطي عن مكان اختفائه، وادعى أنه كان في الطابق العاشر، وقال لي المتهم إنه لم يلمس الطفلة حين سألته أين كان.
لكن عريفًا في الشرطة شهد أنه حين وصل إلى البناية أخبرته الطفلة أن المتهم ضربها على يدها، وأظهرت السجلات أن هناك احمرارا على إحدى يديها.
كشف الشرطي الذي اعتقل الحارس، أنه حين استجوبه، زعم أن رئيسه طلب منه الذهاب إلى الطابق العاشر، وادعى أن الفتاة لحقت به على السلالم حين صعد، وقدم المتهم حجة غياب متناقضة حول مكان وجوده، عما قاله لوالد الطفلة، وتعرفت عليه الطفلة على الفور. ووفقا للسجلات، بحثت الشرطة عن المشتبه به وأحضرته أمام والد الطفلة، وكان متوترا، وحين سأله الضباط عن مكان وجوده خلال نصف الساعة الماضية، أخبرهم بأنه تلقى مكالمة هاتفية مهمة من رئيسه.
خلال التحقيقات، نفى الحارس الاتهامات، وأصر أنه كان في طابق آخر حين وقع الحادث المزعوم.
المفضلات