دمشق - ا ف ب - اعلن ناشطون حقوقيون امس ان مئة شخص على الاقل قتلوا منذ اندلاع موجة الاحتجاجات في درعا الجمعة الماضي بينما وعدت السلطات السورية باتخاذ «قرارت هامة تلبي طموحات» الشعب السوري.
ذكرت لاحقا وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان الرئيس السوري بشار الاسد اصدر مرسوما تشريعيا يقضي بزيادة الاجور والرواتب.
وبهدف تخفيف حدة التوتر، قالت مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان امس ان سوريا ستشهد «قرارات هامة تلبي طموحات جماهيرها» وذلك بعد اسبوع من اندلاع موجة احتجاجات لا سابق لها في درعا جنوب البلاد.
وقالت شعبان ان «سوريا ستشهد قرارت هامة تلبي طموحات جماهيرنا»، مؤكدة ان «جماهيرنا ستكون مشاركة في القرار وصنع القرار ومشاركة في اي قرار يتخذ».
واعتبرت شعبان ان مطالب الشعب السوري «محقة» مؤكدة بانه يتم معالجتها بالشكل السليم والسرعة المطلوبة «نتيجة الوضع في المنطقة وتغيير سقف التوقعات لدى الناس»
واكد ناشطون حقوقيون وشهود عيان امس ان مئة شخص على الاقل قتلوا في محافظة درعا الاربعاء على ايدي قوى الامن السورية.
وقال الناشط الحقوقي المعارض ايمن الاسود من نيقوسيا عبر الهاتف «هناك حتما اكثر من مئة قتيل»، مضيفا ان «درعا بحاجة الى اسبوع لدفن شهدائها».
الا ان المستشارة السياسية والاعلامية للرئيس السوري اكدت في لقاء مع صحافيين امس ان «عدد القتلى بلغ عشرة اشخاص» منذ اندلاع الاحداث في درعا.
وقالت «كان هناك تسعة قتلى لغاية مساء الاربعاء الى ان قضى جريح مساء امس مما رفع محصلة القتلى الى عشرة اشخاص»، مشيرة الى «ان الارقام التي تعطى (عبر الاعلام) لا تتناسب مع الواقع».
ولفتت الى عدم «وجود اي جثة في مستشفى درعا الوطني فمن قتل او استشهد يتم دفنه فورا».
من جهته، قال الاسود ان «مجزرة الاربعاء تكشفت امس وما جرى يذكرنا بالزاوية ومصراتة» المدينتين الليبيتين اللتين تعرضتا لهجمات شرسة شنتها قوات الزعيم الليبي معمر القذافي بعد سقوطها بايدي الثوار.
واتهم الاسود قوات الامن باطلاق «الرصاص الحي» على المتظاهرين الذين شاركوا الاربعاء في تشييع قتلى سقطوا لدى اقتحام قوات الامن بعد منتصف ليل الثلاثاء الاربعاء المسجد العمري في المدينة لفض اعتصام فيه.
واكد ناشط اخر ان عدد الضحايا في مدينة درعا والقرى المجاورة لها «قد يتجاوز ال150 قتيلا» مضيفا ان «العديد من القتلى مواطنون جاؤوا من القرى المجاورة لدرعا للمشاركة في التشييع وقامت قوات الامن باطلاق النار عليهم».
وقال ناشط ثالث ان «عشرات الالاف من المواطنين جاؤوا من القرى المجاورة ولدى وصولهم الى الشارع الرئيسي بين دوار البريد ودوار بيت المحافظ قامت قوى الامن باطلاق النار عليهم».
واضاف انه تم نقل العديد من القتلى والجرحى الى مستشفى مدينة طفس المجاورة.
واكد ان العديد من القتلى جاءوا لدرعا من طفس بالاضافة الى قرى خربة غزالة والحراك وجاسم وانخل.
وقام سكان درعا امس بتشييع ستة من قتلى الاربعاء، بحسب الناشطين الحقوقيين الذين قال احدهم ان اكثر من عشرين الف متظاهر شاركوا في مراسم التشييع.
وردد المتظاهرون «بالروح بالدم نفديك يا شهيد»، وتوجهوا من المسجد العمري الى المقبرة.
تظاهر حوالى مئة سوري امام القنصلية السورية في دبي امس، مطالبين باسقاط نظام الرئيس السوري بشار الاسد ومرددين هتافات مناهضة لحزب الله اللبناني وايران.
وردد المتظاهرون هتافات مناهضة للنظام السوري بينها «بشار برا برا، سوريا حرة حرة» و»ما في خوف ما في خوف، بعد اليوم ما في خوف».
وحمل بعض المتظاهرين لافتة كتب عليها «اين مجلس الامن؟ اين الشعب السوري؟».
وقام المتظاهرون الذين أدوا الصلاة على ارواح قتلى درعا في مسجد قريب، بالاعتداء على شخص قالوا انه موظف في القنصلية بعدما اتهم المحتجين بانهم «خونة» وردد هتافات مؤيدة للنظام السوري.
وتشهد مدينة درعا تظاهرات غير مسبوقة منذ 18 اذار ادت الى صدامات مع قوى الامن. وقد انطلقت منها حركة احتجاج انتقلت الى مدن مجاورة رغم انتشار كثيف للجيش وقوات مكافحة الشغب، حسبما افاد امس ناشطون حقوقيون في نيقوسيا عبر الهاتف.
وحملت السلطات «عصابة مسلحة» مسؤولية هذه الاحداث واتهمت «جهات اجنبية» ب»بث الاكاذيب».
ودعت بريطانيا على لسان وزير خارجيتها وليام هيغ امام مجلس العموم الحكومة السورية امس الى «السماح بالتظاهر السلمي واتخاذ اجراءات لمعالجة تظلماتهم المشروعة».
واضاف «نحن كذلك ندعو جميع الاطراف بما فيها قوات الامن السورية، الى ممارسة اقصى درجات ضبط النفس خلال التظاهرات التي تمت الدعوة اليها غدا في سوريا».
ودعت صفحة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» الشعب السوري باسم «الثورة السورية الى التظاهر اليوم الجمعة 25 اذار والتي دعتها «جمعة العزة» في جميع المدن السورية بعد صلاة الظهر.
المفضلات