كتب - احمد النسور
أقرت مها حمارنة (47) عاما إن سرطان الثدي اغتال أنوثتها عندما بدأ شعرها الطويل يتساقط جراء جرعات الكيماوي واستئصالها لثديها الأيسر.
وتقول حمارنة وهي أم لـ (ثلاث ) بنات أكبرهن (19) سنة وأصغرهن (14) عاما "بعد تأكد إصابتي بسرطان الثدي بالمرحلة الثانية عام 2008 وفقداني للرفيق والزوج والصديق عام 1998 خفت من الموت وفكرت به طويلا وصليت مرارا إن لا يزورني ليس من اجلي بل من اجل بناتي وكيف ساتركهن لوحدهن بالدنيا الواسعة هذه يكملن مسيرة حياتهن (...) وتقول لقد كان واقعا مزعجا جدا رافقني مع سرطان الثدي الذي أصابني".
جاء حديث مها حمارنة خلال الحوار الإعلامي المفتوح الذي نظمة البرنامج الأردني لسرطان الثدي 21/ آذار يوم الاحتفال بعيد الأم مع مجموعة من "الأمهات الناجيات من سرطان الثدي يروين تجاربهن مع المرض" عن معاناتها بعد "استئصال الثدي وسقوط شعر الرأس" وكيف كانت تصاب بالضيق والقهر والعذاب كلما نظرت إلى نفسها في المرآة وإصرار مرضها على إن ينسيها أنها أنثى.
وأكدت حمارنة أنه لولا أجراؤها الفحص الذاتي والكشف المبكر عن سرطان الثدي لقتلها المرض في ريعان شبابها.
من جانبها كشفت مديرة البرنامج الأردني لسرطان الثدي يارا حلبي ان البرنامج يعاني من الهاربات من اجراء الفحص المبكر للكشف عن السرطان (...) بسبب رفضهن معرفة مرضهن.
وقالت إن هدف البرنامج هو إقناع السيدات لإجراء الكشف المبكر لسرطان الثدي باعتباره لا يزال بالمرتبة الاولى بالأردن من حيث عدد الإصابات بالمرض.
وطلبت حلبي مساعدة الناجيات من السرطان في كسر حاجز الخوف من المرض لدى سماعهن بحملات الكشف المبكر ولم يبادرن لإجراء الفحوصات.
وعن اكتشافها لاصابتها قالت حمارنة " أنه جاء بطريق الصدفة بعد أجرائها الفحص الذاتي لنفسها وأنها شعرت بوجود كتلة في ثديها مما دفعها إلى المستشفى لإجراء فحوصات وصور "الماموغرام" التي أكدت إصابتها بالسرطان من الدرجة الثانية مما استدعى الى استئصال الثدي والخضوع لجرعات الكيماوية".
وتقول "في هذه المرحلة اصبح تقاربا كبيرا بيني وبين بناتي وجميع أسرتي كان يخفف عني الآلام جرعات الكيماوي وتساقط شعر الرأس والرموش والحواجب وإن بناتي كن يأخذن لي الصور التذكارية في كل المراحل وهذه المواقف خففت عني وجعلتني أتمسك بالحياة أكثر".
وتختم حمارنة التي تحمل روح دعابة ونشاطا كبيرا لفت نظر الحاضرين ان إصابتها بالسرطان جعلها تروج عن المرض وطرق مواجهته وتشجع النساء على أجراء الكشف المبكر عنه مشيرة بهذا الصدد أنه إذا تم اكتشافه مبكرا يصبح علاجه سهلا وممكنا.
ويؤكد مدير السجل الوطني للسرطان في وزارة الصحة الدكتور محمد الطراونة ان سرطان الثدي يصيب سنويا( 900 )حالة جديدة في الاردن مما يساوي ثلث عدد حالات السرطان عند النساء.
فيما اكد مدير مركز الحسين للسرطان الدكتور محمود السرحان ان البرنامج الاردني لسرطان الثدي نجح في تخفيض نسبة المصابات بسرطان الثدي في المرحلتين الثالثة والرابعة الأشد خطرا من 70 % إلى 35 %.
ويحتل سرطان الثدي المرتبة الأولى من بين جميع أنواع السرطان عند النساء في المملكة وان متوسط عمر إصابة النساء في الأردن يتراوح بين 40 إلى 50 عاما مقارنة بمتوسط عمر الاناث في الغرب بين 60 إلى 65 عام.
واجراء الفحوصات الطبية بشكل دوري للكشف المبكر عن المرض يؤدي إلى زيادة نسبة الشفاء منه إلى أكثر من 95 %.
وتوقع الدكتور الطراونة ان يزيد اكتشاف إصابات سرطان الثدي خلال (10) سنوات المقبلة وان يصل عدد الحالات المكتشفة سنويا إلى (1355) إصابة عازيا ذلك إلى زيادة تنفيذ برامج تثقيفية وتوعوية لإجراء الكشف المبكر عن سرطانات الثدي لدى الإناث المتواصلة والمستمرة.
ويأتي تنفيذ حملات منظمة للبرنامج الأردني سرطان الثدي لحث السيدات على أجراء الكشف المبكر عن سرطان الثدي بالفائدة حيت تم اكتشاف (18) إصابة سرطان ثدي مؤكدة بفضل البرنامج لدى فتيات لم تتجاوز أعمارهن بين (22-29).
وتؤكد رئيسة وحدة الثدي بمركز الحسين للسرطان الدكتورة يسار قتيبة ان 80% من الكتل التي تظهر بثدي السيدات تكون حميدة وطلبت جميع السيدات وخاصة الفئة العمرية فوق (34) عاما أجراء الكشف المبكر عن سرطان الثدي دوريا وان لا تنتظر ظهور علامات الإصابة لديهن.
المفضلات