عمان - بترا - قال وزير الثقافة طارق مصاروة إن الأمن الوطني لا يقتصر على حفظ الدولة حدودها الخارجية ضد العدوان، وإنما يتعدّاه إلى حفظ الدولة لكل ما يسهم في المنعة الخارجية، ويبدأ ذلك من توفير العيش الكريم للأفراد، مرورا بتعزيز وعي الأفراد بارتباطهم بالدولة، ووعيهم بالتكامل.
واضاف مصاروه في المحاضرة التي ألقاها في كلية الدفاع الوطني الملكية الأردنية ان ذلك لا يتحقق إلا بحريّة الأفراد في التعبير عن الأفكار والمعتقدات، والقبول المتبادل بين الجماعات التي تتشكل منها الدولة، ولا يتم هذا القبول إذا لم يكن في الدولة، بقوانينها وأنظمتها، تدابير تضمن هذا القبول، كحرية المعتقد، وحرية الدين، وحرية التعبير الثقافية.
واكد ان كثيرا من الدول ضعفت، وتمّ غزوها نتيجة تشتّت ولاءات المجموعات الثقافية التي يتشكل منها نسيجها الاجتماعي، وعلى الدولة في حالة وجود جماعات ثقافية في إطارها أن تشعر كل جماعة من هذه الجماعات أنّها جزء من هذه الدولة، ويكون ذلك بالتوزيع العادل للمكتسبات بالدرجة الأساس، وضمان حرية الجماعات الثقافية في المعتقد والتفكير، وذهاب الدولة الدائم إلى الجامع، والموحّد في الخطاب السياسي، وفي السياسات المختلفة، الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وعن التجربة الأردنية في التنوع الثقافي بين مصاروة أن النسيج الاجتماعي في المملكة الأردنية الهاشمية متنوع ثقافيا، ولم نسمع بوجود أقلّيات في الأردن، ومفهوم الأقلية يكاد يغيب في الاصطلاح الاجتماعي والسياسي في الأردن، وهذا أوّل المؤشرات على قدرة هذا التنوع الموجود، وثرائه، وإسهامه في تكوين الهويّة الجامعة، الهويّة العربية الإسلامية الإنسانية للدولة.
المفضلات