قالت القيادة الأميركية للتحالف الدولي ضد نظام العقيد الليبي معمر القذافي إنها أجبرت قواته على التراجع عن عدة مدن, وستوسع نطاق الحظر الجوي ليصل إلى ألف كلم, وأكدت في الأثناء أن العملية لا ترمي لمساعدة الثوار, ولا إلى إسقاط القذافي.
وقال قائد القيادة الأفريقية للقوات الأميركية الجنرال كارتر هام في تصريحات له من ألمانيا بثت في وزارة الدفاع (بنتاغون) عبر دائرة تلفزيونية، إن الحظر الجوي سيتوسع إلى طرابلس ليغطي ألف كيلومتر مع انضمام طائرات دول أخرى إلى التحالف.
وأشار هام إلى أن قوات التحالف الدولي -التي تقول واشنطن إنها ستتخلى عن قيادتها خلال أيام- نفذت اليوم ما يصل إلى 80 طلعة جوية في الأجواء الليبية في إطار عملية "فجر أوديسيا" التي بدأت مساء السبت, مؤكدا أن قوات غير أميركية نفذت نصف تلك الطلعات التي قد تتراجع وتيرتها في الأيام المقبلة، حسب قوله.
ووفقا للقائد العسكري الأميركي, فإن الغارات الجوية والضربات الصاروخية أفضت حتى الآن إلى تحييد الدفاعات الجوية, مشيرا أيضا إلى توجيه ضربات لمراكز تحكم وقيادة عسكرية تابعة للنظام الليبي.
وكانت إحدى الضربات قد استهدفت مساء الأحد مركز قيادة عسكريا ملاصقا لمقر القذافي في باب العزيزية بطرابلس مما أدى إلى تدميره بشكل كبير دون حدوث إصابات بين المدنيين.
ووفقا للجنرال الأميركي, فإن تلك الضربات أجبرت حتى الآن قوات القذافي على الانسحاب بعيدا عن بنغازي وأجدابيا في الشرق, وعن مصراتة الواقعة على مسافة 200 كيلومتر تقريبا شرقي طرابلس.
بيد أن الثوار يؤكدون في المقابل أن كتائب القذافي لا تزال تحاصر مصراتة حيث قتل وجرح العشرات اليوم بنيران تلك الكتائب.
ضرب مركز قيادة في باب العزيزية أثار تكهنات باحتمال استهداف القذافي (الفرنسية)
أهداف العملية
وأكد قائد القيادة الأفريقية للقوات الأميركية أنه ليس هناك تنسيق عسكري مع الثوار, وأن الهجمات التي تستهدف معاقل القذافي وقواته الجوية والبرية لا تستهدف دعمهم, وإنما حماية المدنيين وتسهيل الدعم الإنساني.
وقال الجنرال كارتر هام إن المهمة العسكرية في ليبيا "واضحة للغاية", وإنه غير معني بأن الأهداف ستتزايد وتتغير في الأيام القادمة, في تلميح إلى احتمال استهداف القذافي شخصيا.
وأكد القائد العسكري الأميركي أن ليس لديه أوامر بمهاجمة الزعيم الليبي مباشرة مع أنه قال إن بقاء القذافي في السلطة "ليس مثاليا".
وقال أيضا إن الضربات لا تهدف إلى تدمير القوات الليبية وإنما استهداف الوحدات التي تبدي مقاومة مثلما حدث قرب بنغازي حيث دُمرت أرتال من الدبابات والمدرعات الأخرى التابعة للكتائب في غارات نفذها الطيران الفرنسي.
وكان قد نُسب إلى مصادر عسكرية أميركية احتمال استهدف القذافي بوصفه قائدا للقوات المسلحة, وهو احتمال أثاره أيضا البريطانيون. لكن البيت الأبيض نفى اليوم أن يكون ذلك من بين أهداف العمليات الجارية.
وقبل هذا كان قائد هيئة الأركان المشتركة الأميركية الأميرال مايكل مولن قد قال إن الإطاحة بالقذافي ليست ضمن أهداف "فجر أوديسيا".
وفي تصريحاته من مقر القيادة الأميركية في ألمانيا, قال الجنرال كارتر هام إنه لا أدلة على أن دولا أخرى تساعد نظام القذافي.
المصدر: وكالات
المفضلات