أصدر الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف قرارا يقضي بإقالة السفير الروسي بطرابلس فلاديمير تشاموف عن منصبه.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن مصدر في الكرملين أن قرار الإقالة صدر قبل ساعات من التصويت على قرار مجلس الأمن فرض حظر الطيران وإمكانية القيام بعمليات عسكرية بليبيا.
وجرت إقالة تشاموف دون الحصول على موافقة البرلمان الروسي الذي كان أعضاؤه في إجازة الأسبوع الماضي حين قرر القصر الرئاسي إعفاءه.
وقال مصدر في وزارة الخارجية الروسية في تصريحات صحفية إن تشاموف لم ينجح في عكس وجهة النظر الروسية وإنه أساء تفسير الموقف الروسي حيال الأزمة الليبية.
وقال المصدر -في إشارة إلى لقاء الزعيم الليبي معمر القذافي مع سفراء روسيا والهند والصين يوم 15 مارس/آذار الجاري والذي تزامن مع صدور قرار حظر دخول القذافي وأفراد عائلته إلى روسيا- إنه "كان من الممكن أن يعطي السفير القيادة الليبية إشارات خاطئة مثل عدم تطبيق العقوبات على القذافي ومواصلة الاتصالات معه".
وأضاف المصدر أن السفير تشاموف قام بتمثيل مصالح دول أخرى بليبيا بدل أن يعمل على تحقيق مصالح بلده بحسب ما ذكرته وسائل إعلامية روسية.
تجدر الإشارة إلى أن فلاديمير تشاموف عيّن سفيرا لروسيا لدى ليبيا في أكتوبر/تشرين الأول 2008، وشغل قبله منصب سفير روسيا لدى العراق.
ماتوزوف: الموقف الروسي اليوم أكثر قربا من موقف المجتمع الدولي (الجزيرة نت)
ارتباك
وفي السياق نفسه، وصف الخبير والمحلل السياسي فياشسلاف ماتوزوف قرار إقالة السفير بأنه "امتداد لارتباك الموقف الرسمي الروسي" حيال ما يجري في ليبيا.
وأوضح ماتوزوف في اتصال مع الجزيرة نت أن مواقف السفير تشاموف اتسمت بالانحياز الكامل لمعمر القذافي، ولم يكن موافقا على امتناع موسكو عن التصويت حيث كان يرى ضرورة استخدام روسيا حق النقض (فيتو) في مجلس الأمن ضد قرار فرض الحظر الجوي على ليبيا.
وكانت الخارجية الروسية أصدرت بيانا أمس الأحد، نُشر على موقعها الإلكتروني، أعلنت فيه أنها ستجلي عددا من الموظفين العاملين بالسفارة الروسية في ليبيا إثر شروع قوات التحالف الغربي في العملية العسكرية مساء السبت الماضي.
وورد في نص البيان أنه "مع أخذ تطورات الأوضاع بعين الاعتبار سيتم تقليص عدد العاملين بالسفارة الروسية في طرابلس، وسيتم إجلاء بعض العاملين بالسفارة وغيرهم من المواطنين الروس بطرق برية عبر تونس خلال أيام". وأوضح أنه "لا توجد إصابات بين منتسبي السفارة وغيرهم من المواطنين الروس في ليبيا حسب ما أفادت به السفارة الروسية في طرابلس".
وجددت الخارجية مطالبتها للمشاركين في العملية العسكرية ضمان أمن المواطنين الروس في ليبيا.
يُذكر أن رئيس إدارة العلاقات الدولية في مجلس الاتحاد الروسي أندريه باكلانوف كان قد صرح بأن روسيا لا تنوي إغلاق سفارتها في طرابلس ما لم يظهر هناك خطر حقيقي يهدد حياة وسلامة الدبلوماسيين، مذكرا بأن روسيا تجنبت إغلاق مقر بعثتها الدبلوماسية في بغداد بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003.
المصدر: الجزيرة
المفضلات