تستمر الصحف البريطانية في تناول الموضوع الليبي على صفحاتها بكثافة، حيث قالت إندبندنت بافتتاحيتها لعددها الصادر اليوم إن على الغرب الفوز في المعركة الإعلامية التي يقودها القذافي.
تقول الصحيفة إن الزعيم معمر القذافي يبالغ في أرقام عدد القتلى الذين سقطوا في قصف قوات التحالف على ليبيا، وإن العدد أقل مما أعلنه القذافي وهو 48 مدنيا.
كما تورد تجربة سابقة في حرب كوسوفو عندما تولت منظمة هيومان رايتس ووتش الأميركية عدّ القتلى الذين سقطوا بقصف قوات الناتو التي كانت تفرض منطقة حظر جوي فوق كوسوفو عام 1999، وقالت المنظمة إن القتلى كانوا خمسمائة شخص، بينما السلطات الصربية أعلنت عن رقم أكبر من ذلك بكثير.
ولكن إندبندنت تشير إلى أن حيثيات مثل هذه الحرب الإعلامية المعتادة بالحروب تختلف عندما يتعلق الأمر بالعالم العربي، نظرا لتاريخ التدخلات الغربية بهذه المنطقة من العالم.
عدوان صليبي
تذكر الصحيفة أن سيف الإسلام القذافي قال بمقابلة صحفية البارحة إن ضرب بلاده يشبه الغزو الأميركي للعراق عام 2003، بينما استخدم والده مصطلح "عدوان صليبي". وتمضي إندبندنت بالقول إنه رغم عدم اكتراث العالم العربي حتى الآن بهذه الدعاية الإعلامية، فإن على الغرب عدم الاستهانة بها مستقبلا، خاصة إذا تم التأكد من سقوط قتلى مدنيين بالقصف الغربي على ليبيا.
كما وصفت انتقادات الجامعة العربية –رغم ضلوعها في إقرار قرار مجلس الأمن 1973 حول فرض حظر جوي فوق ليبيا- وروسيا والصين للقصف الغربي على أنه انتكاسة للإجماع الذي حظيت به العمليات العسكرية ضد القذافي في البداية.
كما تشير إندبندنت لدعمها لوجود قوات برية بليبيا وتبرر ذلك التوجه بأنه في حالة اشتباك القوات الموالية والمناوئة للقذافي بطرابلس، فسيكون من الصعب على الطيارين الذين يحلقون بطائراتهم على ارتفاعات شاهقة، التفريق بين هوية المقاتلين، وعند ذاك ستتولى القوات الغربية الموجودة على الأرض هذه المهمة.
وأخيرا تتساءل الصحيفة: إذا كانت المهمة التي فوضتها الأمم المتحدة في ليبيا محدودة، فمن شأن ذلك أن يساعد القذافي على البقاء في السلطة، فهل سيتساهل الحلفاء الغربيون في أمر كهذا؟
تكتيك مكشوف
أما تايمز، فقد قالت في افتتاحيتها أن إعلانات وقف النار المتكررة التي يطلقها القذافي لن تخدع لا الغرب ولا أولئك الذين يعيشون تحت حكمه.
وتقول الصحيفة إن وقف إطلاق النار الذي أعلنه القذافي الجمعة كان تكتيكا مكشوفا ليربح الوقت كي تستمر دباباته في الزحف نحو معقل الثوار في بنغازي.
وتعترف بصعوبة مهمة إزاحة القذافي من الحكم، خاصة بعد أن اتضح أنه مستعد لفعل أي شيء ضد شعبه للوصول إلى مبتغاه. وتصف الصحيفة القرار 1973 بأنه إنساني الطابع هدفه النهائي هو إزاحة القذافي، ولكن ما فعله الرجل الأيام الماضية يثبت بأن لا مجال لبرنامج إنساني في إزاحته، خاصة مع استمرار استحواذه على الأسلحة والمعدات العسكرية.
وتخلص الصحيفة إلى القول بأن أفضل وسيلة للوصول إلى تنحية القذافي عن منصبه هو سواعد الثوار، بينما تحميهم قوات التحالف من الجو لإبقاء كتائب القذافي بحالة شلل. ورغم أن الثوار يعرفون نوعية الرجل الذي يواجهونه، فإنهم لا زالوا في حاجة لبعض التنظيم بصفوفهم لمواجهته بشكل مناسب.
المصدر: الصحافة البريطانية
المفضلات