التربية» تنفي إغلاق الحوار.. ولا ترى مبرراً لتعليق الدراسة
عمان – محافظات - الراي – توقفت الدراسة أمس في مدراس للذكور في عمان ومحافظات اخرى اثر الاعتصام المفتوح الذي دعت إليه اللجنة الوطنية لإحياء نقابة المعلمين، والذي لم يطل غالبية مدارس الإناث، ما تسبب بإضرار مادية محدودة طالت بعض المدارس.
وتجمهر المعلمون المضربون أمام مديريات التربية للمطالبة بحسم ملف إنشاء نقابة للمعلمين ما دفع بالكثير من الطلبة للعودة إلى منازلهم.
وشمل الإضراب بالإضافة للعاصمة مدارس من الكرك والرصيفة والطفيلة ومعان واربد والمفرق وجرش وعجلون وبني كنانة والرمثا والكورة والأغوار الشمالية و دير علا وذيبان ووادي موسى والعقبة والشوبك.
ولم تجد المحاولات الحكومية والنيابية والشعبية في ثني اللجنة الوطنية لإحياء «نقابة المعلمين» عن تنفيذ إضرابها المفتوح في مدارس المملكة أمس والمطالبة بإزالة الشبهة الدستورية التي تحول دون تأسيس النقابة.
«الطلبة يريدون إسقاط المعلمين»
وفي اول ردود الفعل على الإضراب، أغلق طلبة في مدرستي عين الباشا وصافوط الثانويتين للبنين بالحجارة والحقوا أضرارا بالمدرستين كما رددوا هتافات امتزجت بالفرح بتوقف الدراسة حينا وحينا آخر ضد المعلمين المضربين. ورفعوا لافتات كتب عليها «الطلبة يريدون إسقاط المعلمين».
لم تقف الأمور عند هذا الحد بل قام طلبة في مدرسة صافوط بأعمال تخريبية ورمي الحجارة على المدرسة والشوارع وحرق الكاوشوك ، ما دفع للاستعانة برجال الأمن العام لضبط الأمور وبلدية صافوط لتنظيف الشوارع وإطفاء النيران التي أشعلت.
في موازاة ذلك أعرب أولياء أمور طلبة عن سخطهم وغضبهم من الإضراب المفتوح الذي هيج الطلبة وتركهم في الشوارع يعيثون الخراب.
واتهموا المعلمين المضربين بـ»التنكر» لرسالة المعلم المقدسة، مشددين على ان تصرفهم هذا يعود بالضرر على الطلبة في وقت يشهد فيه التعليم تراجعا.
«لم نكن نتوقع قدوم الطلبة للمدارس»
غير أن رئيس اللجنة مصطفى الرواشدة، وفي تعليقه على تصرف هؤلاء الطلبة، يحتج بانه تم التنبيه على أولياء أمور الطلبة بعدم إحضار أبنائهم ومنعهم من القدوم إلى المدرسة ،وقال :» لم نكن نتوقع قدومهم للمدارس «.
وحمل الرواشدة الحكومة من ضياع الحصص، وقال إن من يتحمل تبعات هذا الاعتصام هو «مماطلة الحكومة ووعودها التي لم تسفر عن شيء منذ أكثر من عام»،مبينا أن اللجوء إلى الإضراب جاء بعد نفاد كل الطرق.
وقال إننا ضد الإضراب ونرفض اللجوء إلى مثل هذا التصعيد ولي ذراع الحكومة بهذه الطريقة وكنا نحذر من اللجوء اليه إلا أن تأجيله لأكثر من مرة ومتابعة الوعود والانتظار قد أحبطنا وإن دل على شيء، فانه يدل على أن مطالبنا لا تأتي إلا باللجوء لهذا الإضراب.
وقدر الرواشدة نسبة المعلمين والمعلمات الذين شاركوا في الاعتصام بنحو 67% من المعلمين والمعلمات، بينما غالبية معلمي العاصمة لم يشاركوا.
وكشف رئيس اللجنة الوطنية انه لا احد من الحكومة أو مجلس النواب تفاوض معهم أو خاطبهم باستثناء وسائل الإعلام المختلفة.
التربية: لم نغلق طرق الحوار
غير أن وزارة التربية والتعليم أصدرت أمس بيانا نفت فيه إغلاق طريق الحوار والحل.
وقال البيان إن الوزارة تجدد التأكيد على أن الدخول بالحوار مع ممثلي المعلمين يأتي من كونه آلية لتحقيق الهدف ولم يكن الغاية منه تسجيل نقاط على حساب أي جانب وإنما خدمة مطالب المعلمين المتمثلة بإنشاء النقابة حيث تعمل الحكومة بكل اهتمام على تحقيقها بكافة الوسائل القانونية المتاحة.
وأضاف البيان أن الوزارة لا ترى مبرراً حقيقياً لتعليق الدراسة من جانب بعض المعلمين استناداً إلى كافة الجهود التي بذلتها الحكومة لتحقيق مطالبهم لإنشاء نقابة للمعلمين.
وتؤكد الوزارة أنها عازمة على مواصلة المسار الذي تم تحديده بالاتفاق مع اللجنتين / اللجنة الوطنية لإحياء النقابة ولجنة معلمي الأردن لتذليل كافة العقبات ضمن الأطر والقنوات القانونية والدستورية والتي تستدعي إعادة توجيه سؤال إلى المجلس العالي لتفسير الدستور.
وأشار البيان إلى أن عددا كبيرا من النواب تبنى دراسة إنشاء النقابة في إطار جدية الحكومة والتزامها بالمشروع وبعد نقاشات مكثفة داخل المجلس قام رئيس المجلس بتكليف رئيس وأعضاء اللجنة القانونية بالقيام بصياغة السؤال وتحويله في أقرب وقت ممكن إلى المجلس العالي لتفسير الدستور علماً بأن وزير العدل قدم مقترحاً لصياغة سؤال تخدم الغاية نفسها لمجلس النواب.
وأضاف البيان أن الحكومة منذ تشكيلها قامت بالعديد من الإجراءات من شأنها تحقيق مطالب المعلمين لتشكيل النقابة حيث تم تشكيل لجنة المعلمين وتم الحوار معهم بكل القضايا، مؤكدة أن الحكومة تدعم إنشاء النقابة لتكون مظلة تحمي حقوقهم وتعمل على تنميتهم مهنياً وتسعى لذلك من خلال مسار دستوري وقانوني لإزالة الشبهة الدستورية ومسار مهني فني يتعلق بالتوافق حول المنطلقات والأهداف والمعايير.
وتضم اللجنة 12 عضوا تمثل 12 محافظة بالإضافة إلى الكوتا النسائية عضو وهي معلمة حيث يبلغ عدد المعلمين 86 آلف معلم ومعلمة في القطاعين الخاص والحكومي فيما يبلغ عدد الطلبة في المدارس الحكومية زهاء 1.3 مليون طالب وطالبة و400 ألف موزعين على المدارس الخاصة ووكالة الغوث والمؤسسات التعليمية الأجنبية.
المفضلات