قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي في حديث لقناة "روسيا اليوم" يوم 19 مارس/آذار إن روسيا كانت قد توقعت بأن قرار مجلس الأمن الدولي حول ليبيا سيؤدي إلى بدء أعمال قتالية. وقال مارغيلوف: "كان من أسباب امتناع روسيا عن التصويت في مجلس الأمن حول القرار 1973 أنها توقعت أن القرار سيؤدي إلى بدء الأعمال القتالية ضد القذافي".
وأشار البرلماني الروسي إلى أن موسكو ترى أن "النظام الذي قصف مواطنيه من الجو فقد كل مصداقيته، ولا يمكن اعتباره نظاما حاكما".
وأضاف مارغيلوف: "لكننا نعرف أيضا أن كل التدخلات الأجنبية في العالم العربي التي شهدها التاريخ أدت إلى عواقب خطيرة. للأسف لم يصغ مجلس الأمن إلى موقفنا هذا".
وأشار البرلماني الروسي إلى أن روسيا كانت قد أعدت مشروعا خاصا لها لقرار مجلس الأمن حول ليبيا، كان يدعو إلى إقامة اتصالات سياسية بين أطراف النزاع في ليبيا.
وبخصوص الأنباء عن هجوم المقاتلة الفرنسية على هدف في ليبيا قال: "لا أعتقد أن الضربة الفرنسية على ليبيا كانت بمثابة عملية عسكرية. هذه عملية سياسية أكثر من عسكرية، لأن خسائر القذافي العسكرية من هذه الضربة لم تكن كبيرة. فإن الائتلاف الدولي بهذه الضربة اراد ان يبين انه لن يتوقف أمام أي شيء في تحركه ضد القذافي".
وقال مارغيلوف إن "وقف إطلاق النار الذي أعلنه القذافي كان مجرد غطاء لعملية تركيز القوات الموالية للنظام في منطقة بنغازي".
مع ذلك أعرب البرلماني الروسي عن ثقته في أن الحل السياسي لا يزال ممكنا، مشيرا إلى أن روسيا مع هذا الحل.
ورأى مارغيلوف أن "الهدف من اتخاذ القرار رقم 1973 ليس معاقبة نظام القذافي، ولكن حماية المدنيين الليبيين". وأكد رئيس لجنة العلاقات الخارجية على أهمية أن يقوم الليبيون بأنفسهم بحل مشاكلهم.
وأضاف مارغيلوف: "لا أعتقد أن الأمريكيين وحلفاءهم مستعدون الآن للحرب الثالثة. إن الأمريكيين حاليا يواجهون مشكلتين وهما مشكلة أفغانستان ومشكلة العراق. هذا عبء لا يُتحمل بالنسبة لإدارة أوباما، إذ أنها تتلقى انتقادات شديدة جدا من داخل البلاد وتواجه مشاكل داخلية كبيرة بسبب سياستها تجاه أفغانستان والعراق. فإن تحول ليبيا إلى عراق ثان سيكون بمثابة ضربة مدمرة للغرب".
وتعليقا على تصرفات أوباما في ظل تفاقم الأوضاع في ليبيا قال: "لقد صرح أوباما قبل انتخابه رئيسا إنه سيتصرف بطريقة مختلفة عن تصرفات الرؤساء السابقين الذين قصفوا يوغوسلافيا والعراق. ولذلك يتميز سلوكه بحذر شديد، كما يتصرف العسكريون الأمريكيون بحذر أيضا".
وأوضح البرلماني: "أما المواقف البريطانية والفرنسية فربما يعود حسمها إلى أن أوروبا كانت لها ثقة كبيرة في القذافي، فتعاونت معه في عدد من الملفات الإقليمية. ومن شدة خيبة الآمال الأوروبية نجمت شدة المواقف الأوروبية الحالية إزاء نظام القذافي".
المفضلات