جيهان السادات: توقعت حدوث الثورة
حوار هدى المهدى و عبير الضمرانى
بعد اتجاهها الي العمل الاكاديمي في إحدي الجامعات الأمريكية. ولكن ظلت القاهرة هي المقر الرئيسي لها يتجمع فيه الأبناء والأحفاد, مثل كل مصري أصيل..
أتاحت لنا أول سيدة تحمل لقب سيدة مصر الأولي أن نلتقي بها ورغم مرور عشرات السنين إلا أنها كان لديها الجديد فتحت لنا قلبها في بساطة وهدوء وثقة بالنفس ممزوجة بتواضع شديد ووطنية فائقة, وأصالة مصرية تجعلك تمنحها عن جدارة لقب( بنت بلد) السيدة جيهان السادات, التقينا بها في بيتها المطل علي نيل الجيزة, ذلك البيت الذي يحمل بين جدرانه عبق تاريخ الأمة وخطوات وأنفاس زعيم نصر6 أكتوبر وقائد الحرب والسلام, بيت تبدو عليه من الوهلة الأولي الفخامة والأناقة والذوق الرفيع بلا أدني مبالغة, يسوده الهدوء والنظام وكل شئ فيه منضبط مع دقات الساعة الحوار الذي امتد أكثر من ساعة من الزمن نتحدث اليها وكأنها دقائق معدودة والحوار معها له مذاق خاص, رغم أنها تعطي من اللحظة الأولي الإحساس بان هناك صلة قرابة بيننا وبينها والحديث من الحرف الأول للأخير يشمله الصراحة التامة.. اجابت عن كل الأسئلة ما عدا سؤالين: من الذي طلب منها أن ترأس الحزب الوطني ؟ ومن رئيس الجمهورية المقبل الذي سوف تختاره؟ حاولنا معها أن نتصفح اوراقا من تاريخ مصر في محاولة لإعطاء كل ذي حق حقه ونحن نعبر هذه المرحلة التاريخية المهمة
السيدة جيهان السادات هي أول قرينة رئيس تحمل لقب( سيدة مصر الأولي).. ما هي ظروف إطلاق هذا اللقب؟ وماذا كانت حدوده؟
> لم أختر هذا اللقب بل وجدته مكتوبا في الصحف, وأعتقد أن هذا اللقب مقتبس من كلمة السيدة الأوليFirstlady التي تطلق في دول أوروبا علي حرم رئيس الجمهورية. حدود هذا اللقب فيما تقدمه حرم رئيس الجمهورية خدمة لشعبها, فربنا سبحانه وتعالي منحها هذا الوضع لتقدم خدماتها للأطفال والمرأة المظلومة والغلبانة والمعاقين, وهو منصب اجتماعي فقط وليس سياسيا, فالسياسة من حق زوجها رئيس الجمهورية فقط, وليس من حقها أن تتدخل في تعيين الوزراء أو المسئولين لذلك يجب أن تحدد تخصصات قرينة الرئيس في العمل الإجتماعي وهو عمل رائع.
البعض يطالب بإلغاء هذا اللقب فهل توافقين علي ذلك أم لك رأي آخر؟
> ما يلغوه, فحرم رئيس الجمهورية لا تختار لقبا لنفسها.
هل هناك ما يسمي لعنة السلطة التي قد تصيب من يصل إليها بالغرور والكبر؟ وكيف نجحت مع الرئيس السادات في المحافظة علي التواضع وأنتم في السلطة حتي أطلق عليكما الشارع المصري لقب ولاد البلد؟
> لا يوجد لعنة السلطة إن وجد ت هذا الأمر يدل علي عدم الثقة في النفس, فمن يهبه الله مركزا في السلطة يجب أن يعي تماما أنها مسئولية عظمي فهو مسئول عن84 مليون مواطن في مأكله ومسكنه ومستقبل أولاده وهي لكل رئيس مقبل فرصة عظيمة ليخدم بلده ويؤدي الواجب الوطني الذي يحمله علي عاتقه. وأطلق علينا ولاد بلد لأننا لم ننفصل عن الشعب, فنحن لم نأت من كوكب آخر بل نحن من عامة الشعب من طبقة متوسطة ليست عليا ولا أرستقراطية, القصة أني امرأة عادية تزوجت من ضابط عادي قدر لها بعد ذلك أن تكون زوجة رئيس الجمهورية.
كيف علمت بثورة25 يناير وكيف تلقيت هذا الخبر؟ وما هي ردود أفعال عائلة السادات تجاهها؟
> كنت موجودة في القاهرة وعلمت من وسائل الاعلام وفرحت بها جدا وسعدت بهذا الشباب المتعلم المثقف المشرف, العالم كله احترم هذه الثورة البيضاء السلمية النظيفة لشباب لم يمسك في يده حتي عصا, وشهد الميدان نظاما تاما وضم جميع الأجيال من الشباب والفتيات والرجال والنساء وكبار السن والصغار فشكلوا ملحمة تاريخية رائعة يجب أن يفخر بها كل مصري علي أرض هذا الوطن أوخارجه.
هل كنت تتوقعين أن يقوم الشعب المصري بثورة بيضاء يتحدث عنها العالم بكل فخر و إعجاب؟
> نعم, كنت أتوقع حدوث ثورة, لكن لم أكن أعلم كيف ومتي سوف تحدث.
هل شارك أحد الأحفاد فيها؟
> نعم, الأحفاد شاركوا في الثورة وكانوا سعداء بها جدا, ومنهم حفيدتي الدكتورة ليلي وزوجها اللذان ذهبا إلي ميدان التحرير
المفضلات