عواصم - وكالات - صوت مجلس الامن الدولي ليل الخميس الجمعة لصالح تنفيذ ضربات جوية ضد ليبيا لمنع قوات الزعيم الليبي معمر القذافي من استخدام الطيران ضد الثوار، في حين اعلن وزير خارجية فرنسا الان جوبيه ان التحرك سيبدأ خلال الساعات القادمة, ويجيز القرار الذي تبناه مجلس الامن الدولي استعمال «كل الاجراءات الضرورية» لحماية المدنيين ومنع الجيش الليبي من اطلاق النار, وصدر القرار باغلبية 10 اصوات من اصل 15 يتألف منهم مجلس الامن. وقد امتنعت روسيا والصين عن التصويت ولكنهما لم تستعملا حق النقض (الفيتو) لاسقاط مشروع القرار.
وفي الوقت الذي اعلن فيه القذافي عن شن هجوم على مدينة بنغازي، معقل الثوار، حذر وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه من انه ليس هناك الكثير من الوقت للتدخل. وقال «المسألة قد تكون مسألة ساعات لشن ضربات ضد القوات الليبية».
وكان اعلن في وقت سابق ان الضربات الجوية ستبدأ فور تبني القرار.
وعلى الفور اعلن مصدر حكومي ايطالي ان روما مستعدة لجعل قواعدها العسكرية متاحة لفرض حظر الطيران فوق ليبيا.
وقاعدة سيجونيلا الجوية في صقلية -التي تقدم دعما في الامداد والتموين للاسطول السادس الامريكي- هي واحدة من أقرب قواعد حلف شمال الاطلسي الي ليبيا وقد تستخدم في أي عملية عسكرية خلال الساعات القادمة.
واعلن دبلوماسي في الامم المتحدة ان قطر والامارات العربية المتحدة ستشاركان في عمليات عسكرية مشتركة ضد نظام القذافي في اطار مهمة الامم المتحدة.
وقال هذا الدبلوماسي «ستكون هناك مشاركة من قبل قطر والامارات العربية المتحدة. لقد تأكد هذا الامر في مجلس الامن» .
وكان رئيس وفد الجامعة العربية في الامم المتحدة يحيى المحمصاني قال امس ان قطر والامارات العربية المتحدة يمكن ان تشاركا في عمليات مشتركة ضد نظام القذافي في اطار تفويض من الامم المتحدة.
واستخف الامين المساعد لوزارة الخارجية الليبية خالد الكعيم بالقرار واعتبرة «انه لا يساوي الورق الذي كتب عليه».
وكان القذافي اعلن قبل اجتماع مجلس الامن في كلمة اذاعية موجهة لسكان بنغازي ان قواته ستنهي «المهزلة» في بنغازي خلال ساعات، متوعدا بدخول المدينة خلال الساعات القادمة, وقال ان «المهزلة ستنتهي، هذه اخر ساعاتها (...) حسم الامر، نحن قادمون، جهزوا انفسكم».
كما وعد بالعفو عمن يلقون السلاح ويستسلمون من سكان المدينة الواقعة على بعد الف كلم شرق طرابلس ومنها انطلقت الانتفاضة الشعبية ضد النظام الليبي في منتصف شباط.
واكد القذافي ان «من يهرب ويسلم سلاحه عليه الامان، لن نلاحقهم ابدا»، لكنه توعد في المقابل بمعاقبة من وصفهم «بالزنادقة» وجعلهم عبرة لمن اعتبر.
وقال «سنبحث عن الزنادقة اصحاب اللحى الذين دمروا بلادنا، لا شفقة ولا رحمة معهم ولا مع الخونة الذين استخدمهم الزنادقة اداة لهم، (هؤلاء) امرهم منته (..) بكره الزنادقة والخونة ندير فيهم مدار».
واضاف «من هذه الليلة، مصممون ان نبحث عنهم حيطة حيطة، زنقة زنقة، حجرة حجرة، حتى الدولاب».
وتوجه الى ابناء بنغازي بقوله «يا ابنائي سلموا سلاحكم في الشارع وادخلوا بيوتكم، اي حد نلقى في بيته سلاحا سنعاقبه».
واهاب باهل بنغازي، و»كل الضباط واللجان الثورية وطلبة الجامعات» ان اقضوا عليهم (..) دمروا لهم اذاعاتهم وكذبهم، طهروا مدينة بنغازي» منهم، متوعدا بان «امواجا من البشر ستسير من طرابلس» الى بنغازي لحماية بناتها.
وقال «بنغازي حبيبتي لا يمكن ان تخونني انا حررتها ببندقيتي (...) بكره تتغير بنغازي وتزغرد النساء وتقيم فيها الافراح (...) بكره ستتغير بنغازي وتعود من جديد والقذارة سوف نمسحها».
واكد القذافي انه تلقى «اتصالات بالالاف من مدينة بنغازي تستنجد بي وتقول وامعتصماه»، مؤكدا انه لديه داخل المدينة «طابور خامس يخلص اهل بنغازي معي».
وقال «الخوف انتهى يجب ان نتقدم (...) بكره حنحرر مدينة بنغازي ولن نعيش مهددين تحت الحلف الاطلسي».
وقال «كيف ترضون يا اهل بنغازي بالاهانة (...) امريكا والاوروبيون يريدون دخول بيوتكم في بنغازي يدوسون على شرفكم وعرضكم هؤلاء المجرمين الحشاشين القتلة طلعوهم وحاربوهم (..) خلو بلادنا زي الصومال (يريدون ان يجعلونا) نشحد ونحن كنا نعطي اعانات للعالم».
وقال ان ما حصل في بنغازي يوم 15 شباط قبيل اندلاع الانتفاضة كان «مشكلة بسيطة حولوها لحجة لاحتلال ليبيا».
وقال في ختام كلمته «انا القذافي اموت من اجل شعبي، وهو يموت من اجلي».
المفضلات