[IMG]http://www.************/pic/bsm/10.gif[/IMG]
على جنح الظلام تسدل الروح هدأتها سكون و دفء تبتغيه،، وعلى نداء دفء السحر هناك "رقي وارتقاء" سكن و ريحان،، هدوء لا يقابله سوى تمرغ على كفيه بـ نداء "خفي" دموع سابله و سجود خاشع.. عائد إليك يا رب عائد فامسك بروحي وحبلي المتين،، ولكن أواه على من عرف هذه اللذة ثم تطاول من جديد نحتاج جهاد نفس فإنها اشد واشقى ولكنك تسعى و لن تقف إلا في الجنة,, نسأل الرحمن "قلوب يقظة" و "أرواح ساكنة"
ثم الانتهاء من الصلاة، والجلوس في المصلى، والتسبيح وقراءة آية الكرسي، واستغفار الملائكة للمصلي.. فضل عظيم، ونعم متتالية.. فضل من الله ونعمة.. يتمتع بها المصلي ينطلق المسلم من صلاته منشرح الصدر شاكراً لعظيم نعمه، مستبشراً بفضله، طامعاً في رحمته وجنته..
فإذا كنت ذا لب وأنا لديّ يقين بذلك غيّر نفسك وسلوكك واستعذ من الشيطان الرجيم، فسيعصمك الله ويغير أحوالك.. فكما تتغير الصحراء القاحلة إلى روضة غناء، وكل ذلك بقدرته، قادر على أن يغير أحوالك إذا صدقت معه.. وسيقبل توبتك، فمن صفاته سبحانه تواب رحيم.
لقد نادى الله النصارى ودعاهم إلى التوبة وقد أدعو الولد له ـ سبحانه ـ تعالى عما يشركون فقال جل في علاه: {أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} وقد روي في السنن عن علي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما: عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما من مسلم يذنب ذنباً فيتوضأ ويحسن الوضوء، ثم يصلي ركعتين ويستغفر الله إلا غفر له"، وقرأ هذه الآية: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}. صحيح رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه.
قم.. انهض.. امسح عن قلبك ران البعد.. واظب على الطاعة ثم رجاء الله.. فهل ينبت البذر دون تفقد الأرض؟
عزيمة وإرادة.. تصميم وشجاعة.. تجاهد بها جيوش إبليس، فهو قد قطع على نفسه العهد {فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ}.
وفي المقابل ذكر الله تعالى : {إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا}، قم واسأل الله أن يشرح صدرك فقد سأله موسى عليه السلام قبلك وهو نبي قال:{رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي} عندما أراد أن يواجه فرعون الظالم الطاغية..
قلها وواجه عدوك إبليس بها،وحطم سلاسله الغلاظ بنور التوحيد.. قل في تسليم ويقين: رضيت با لله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبياً ورسولاً.. استعن بالله ولا تعجز.. استأنف المسير.. حطم ظلام الماضي، ولا تسمم مستقبلك به، تعهد نفسك، وراجع سجلات حياتك، واطمس ظلمة المعاصي والبعد، بنور الصلاة والإيمان.
صحح توبتك واستغفر ربك على ما مضى ولا يكن استغفارك بلسانك فذلك استغفار المراوغين ولا ينطبق عليك قول القائل:
أستغفر اللــــه من أستغفر اللــه ** من لفظة بدرت خالفت معناها
وكيف أرجو إجابات الدعاء وقد ** سددت بالذنب عند الله مجراها
أسع في فكاك رقبتك فالمولى عز وجل يقول:{وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ}.
قم الآن توضأ وتتطهر فإن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين.. قم طهر سرك وقلبك..
ماذا تنتظر! لا تكن قلباً بليداً لا يستيقظ إلا إذا حل به البلاء.
ألا تحب الله؟ ألست مشتاقاً لمناجاته؟
ألست بحاجة لمن تأنس بقربه؟
ألا تريد أن يسكن قلبك ويطمئن من قلقه؟
إذاً لا تدع قلبك أرضاً صلبة سبخة لا تقبل بذراً، ولا تمسك ماءً، ولا تنبت زرعاً.وثق في أن الله سيبدل سيئاتك حسنات إذا تبت توبة نصوحاً.
يقول عز وجل:{إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}.
وخرج الإمام أحمد، من حديث عقبة بن عامر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مثل الذي يعمل السيئات، ثم يعمل الحسنات، كمثل رجل كانت عليه درع ضيقة قد خنقته ثم عمل حسنة فانفكت حلقة، ثم عمل حسنة أخرى، فانفكت أخرى حتى يخرج إلى الأرض".
إذا قم جرب، انطرح بين يديه، وقل: يارب.. يارب.. قل اللهم إني عائد إليك فاقبلني.. فهو كريم غفور رحيم.. الجأ إليه وقل يارب، يا من تحب التوابين، إني تائب فاغفر لي.
قل يا من بذكره تطمئن القلوب.. اجعلني من الذاكرين قل يا من خشعت له قلوب المحبين.. اجعلني من أحبابك الخاشعين.. اصرف جهدك كله لله، تضرع إليه بالدعاء، واسأله أن يثبتك، لأن العمر سريع الزوال، فقد أكون أنا، أو أنت الليلة أو غدا من أهل القبور.
حطم إبليس وجنوده وعقباته.. فلكل ذات إنسانية سلاحها، وسلاح المسلم صلاته ينمو بنموها ويضمر بضمورها.
سلام عليكم يا من كنتم لا تصلون، سلام عليكم.. فالله سيغفر لكم إذا رجعتم، وأخلصتم بصلاتكم وعزمتم نادمين على ألا تفرطوا فيها.. ستباشر السكينة قلوبكم، ويسكن خوفكم، وتهدأ نفوسكم وستخرجون بإذن الله من دائرة {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} ولقد أثنى الله على خواص خلقه بقوله: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا} ويقول تعالى مخوفاً أولياءه من النار لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ذلك الذي يخوف الله به عباده ياعباد فاتقون) الزمر 16
الآن نادي بنداء الإيمان وردده بيقين: {رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ} لقد خصصتك أخي الحبيب بهذه الرسالة.. وأنت تفهمني..
لم نعد نُلح عليك بترك المعاصي إنما نقول لك صلِ قبل أن يصلى عليك. سائلة المولى فاطر السموات والأرض أن يجعلها هداية لك، ولغيرك من الذين بعدوا عن الله، وإني لأرجو الله سبحانه بأسمائه وصفاته أن تبلغ الآفاق، وأن يجعل فيها تحريك لقلوب الذين لا يصلون، وأن يجعلها خالصة لوجهه، وأن يرفعني بها في الفردوس الأعلى، ويريني بفضله بركتها في الدنيا، ويجعل فيها زيادة في صلاتي وخشوعي وإيماني.
سبحانك ما خاب يوما من رجاك... فإني أرجوك بأحب الأسماء إليك... أن تقر عيني بصلاح ذريتي وأزواجهم، وإخوتي وذرياتهم وشباب المسلمين وفتياتهم يا من لا يخيب سائله..
المفضلات