عمدة عمان المثير للجدل يغيب عن المشهد بقرار سياسي بعد أيام من اتهامه جهات رسمية بتحريض الموظفين ضده
أخيرا ترجل عمدة العاصمة الأردنية عمان المثير للجدل عن موقعه بعد عدة سنوات كانت مليئة بالإثارة بسبب طبيعة الدعم الذي حظي به وطبيعة التغييرات الطموحة التي خطط لها تحت عنوان 'تغيير شكل وملامح المدينة' كما عرفها العالم منذ عقود.
وغادر عمر المعاني موقعه بقرار مفاجىء للحكومة دون اتضاح الأسباب وسط توقعات باحتمالية أن تشهد العاصمة قفزة كبيرة جدا لم تتقرر بعد، ولا زالت مجرد فكرة وهي انتخاب عمدة المدينة بالإقتراع المباشر بدلا من تعيينه بقرار من رئيس الوزراء.
ولم يعرف بعد ما إذا كان المعاني قد غادر موقعه تمهيدا لأول انتخابات من نوعها لعمدة العاصمة أو على خلفية تعليقات مثيرة وردت على لسانه قبل أيام في الإجتماع الأخير لمجلس بلدية العاصمة حين اتهم جهات رسمية بالمسؤولية عن إثارة تمرد واعتصام للموظفين في هيئات البلدية.
وكان المعاني قد تعامل خلال الأسابيع الثمانية الماضية مع أول إعتصام من نوعه في تاريخ البلدية للموظفين وألمح خلال اجتماع المجلس الأخير الى ان هذا التمرد الوظيفي مدعوم من دوائر رسمية لم يحددها قبل أيام من قرار الحكومة بإنهاء عقده وتعيين خليفة مؤقت له.
ويتردد ان المعاني في هذا الإجتماع لوح بأنه سيكشف جميع الحقائق حول التحريض على الإعنصام في هيئات البلدية التي تعتبر أضخم بلدية في البلاد ومن أكثر المؤسسات ثراء وإثارة للجدل.
وطوال السنين الماضية تكالبت عشرات القوى ومراكز القوى ضد المعاني وحاولت إعاقته عشرات المرات، لكنها فشلت قبل ان يرفع الغطاء عنه فيما يبدو علما بأنه محسوب على التيار التحديثي والليبرالي الذي يسعى لتغيير طبيعة المدينة في موقع يعتبر من المواقع الأساسية في البلاد بحكم وجود آلاف الموظفين وكميات هائلة من المال العائد من الرسوم والضرائب.
ولم تسارع الحكومة لتعيين خليفة رسميا للمعاني واكتفت بتعيين مدير المدينة مؤقتا مع لجنة مؤقتة، مما يعتبر مؤشرا على دراسة فعلية لمسألة الإنتخاب وهو تطور سبق ان ألمح له المعاني في مجالسات خاصة باعتبارها الخيار المفضل من المؤسسات المرجعية.
ووصف المعاني دوما بأنه الرجل القوي والمدعوم بسبب مشاريعه التي يعارضها البعض لإعادة هيكلة عمان ورسم خارطتها ومحاولاته إنشاء مشاريع عصرية جدا من طراز خطوط نقل حيوية وحدائق وتخصيص مناطق سياحية للمشاه وإقامة أبراج وناطحات سحاب.
ويعتقد بعض السياسيين ان المعاني في حال التحول إلى انتخاب من يجلس في كرسي العمدة قد يكون من بين المرشحين لخوض المعركة الإنتخابية علما بأن شخصيات بارزة جدا تطمح بموقع منتخب ورفيع المستوى من هذا الطراز خصوصا وأن أهالي العاصمة عموما لا يرون ان تعيينات بلديتهم تمثلهم في الواقع.
وفي غضون ذلك أثارت صحيفة 'الدستور' اليومية جدلا واسع النطاق عندما نشرت تقريرا عن ستة وزراء متقاعدين حاولوا الحصول على إضافات الرواتب المخصصة بالبنود القانونية 'للمعلولية' عبر تقارير طبية مزيفة تثبت تعرضهم لإصابات عمل خلال الوظيفة انتهت بإعاقات جسدية.
وحسب الدستور فإن التدقيق يجري حاليا بملفات ستة وزراء سابقين حصلوا على هذا النوع من التقارير في محاولة غير شرعية لزيادة رواتبهم التقاعدية بناء على إصابة عمل ،علما أن الوزراء بالعادة مرفهون ولا يعملون بإيديهم ويحصلون على رواتب تقاعد مجزية حتى لو حظوا بلقب معالي لمدة 24 ساعة فقط.
المفضلات