وصل ترهل الشرطة في بعض الدول العربية: عند التبليغ عن مشاجرة أو حادث سير، ان يتقصّد أفراد الدورية المناوبة الإبطاء في الذهاب والتحرك الى مكان الحدث، وغالباً ما يقومون بأعمال لم يكونوا ينوون القيام بها في الظروف العادية كأخذ استراحة في الطريق أو تناول إفطار..وذلك من خبرة تعلّموها بمحض بيروقراطيتهم؛ أن يبقوا يراقبون المشهد من بعيد حتى تهدأ الأمور ويصطلح الخصوم أو بعد ان يقضي بعض المتشاجرين على بعض بالهروات والدبش والقناوي وتخور قواهم...عندها يتقدّمون بملابسهم المهيبة وفي أيدهم دفاتر صغيرة للغرامات، وأخرى اكبر حجماً لرسم الكروكا..يستفسرون كيف بدأت الحادثة، من المتسبب، من المتضرر، هذه لمن..هذا «الغماز» لمن، هذه «الدبسة» لمن...حسناً، تفضلوا معنا..مخالفة أو تعهّد؟
مجلس الأمن يفكّر بنفس عقلية الشرطي المتواطيء، كل يوم يصله ألف صرخة والف استنجاد بضرورة التدخل لوقف المجازر اليومية الذي يقوم بها القذافي و أسباطه..ومع ذلك يتلكأ ويتباطأ..
طلبوا تفويضاَ عربيا..فلم يقصر العرب..اجتمعوا، ولأول مرّة يخرجون بقرار اجماع.. فوضوهم الصلاحية بعمل كل ما يرونه مناسباً...ومع ذلك لا زالوا يراقبون المشهد من بعيد، خطوة للأمام وعشرة للخلف... بانتظار أن يقضي أحد الطرفين على الآخر، ليتقدّموا بقبّعاتهم الزرقاء وفي ايديهم دفتر للعقوبات وآخر للجان التحقيق في الجرائم تنتهي صفحاتها في ادراج المصالح وجوارير المقايضة...
لا توجد نزاهة في العالم...يوجد نفط...
أحمد حسن الزعبي
المفضلات