كتبت – سهير بشناق -تجد «ام محمد» وقتا بين فترة واخرى لزيارة اطفال بعض مؤسسات وزارة التنمية الاجتماعية الذين يعانون من تفكك اسري او اطفال مجهولي النسب او لقطاء – غير معروفي الامهات والاباء – فتجلس معهم تحنو عليهم وتلاعبهم فيما تقوم نساء اخريات بزيارة اقسام اخرى من المؤسسة لاطفال اكبر عمرا ( 2- 6 ) سنوات يقراون قصصا لهم ويقضون اوقاتا معهم يستمعون لهم ويشاطرونهم ما يدور بعقولهم ويلبون مطالبهم التي تقتصر على اعمارهم كالرحلات الترفيهية او جلب الهدايا لهم.
فرق المتطوعين لا تعمل من خلال جمعيات لكنهن مجموعة من النساء اللواتي يؤمن بعمل الخير ويرغبن بمساعدة هؤلاء الاطفال في مؤسساتهم فالبعض منهن بدان في مراكز تابعة لوزارة التنمية الاجتماعية يساعدن منتفعيها في النواحي الاكاديمية من خلال توفير معلمين يقومون باعطاء المنتفعين من المركز دورسا خصوصية في بعض المواد خاصة الرياضيات واللغة الانجيلزية واللغة العربية.
وتقضي المتطوعات اوقاتا مع الأطفال يقدمن خلالها الدعم النفسي لهؤلاء الاطفال ويتابعن تفاصيل حياتهم اليومية والدراسية على وجه التحديد اضافة الى اصطحابهم في رحلات ترفيهية بين الحين والاخر فتنشأ بين هؤلاء الاطفال وبين المتطوعات علاقة حميمية بحيث يصبحون كأبناء لهن يشهدن على تقدمهم ونجاحهم خطوة بخطوة.
مديرة مؤسسة الحسين الاجتماعية ميرا ابو غزالة اشارت الى اهمية عمل المتطوعين حيال هؤلاء الاطفال فعملهم يصل بالاطفال الى مراحل نجاح حقيقية سواء على المستوى الاجتماعي او الاكاديمي.
واضافت ابو غزالة ان هناك متطوعات يحضرن الى مؤسسة الحسين بين فترة واخرى يجلسن مع الاطفال ويلاعبنهم ويحنون عليهم بالعطف والحنان من خلال قضاء اوقات معهم .
واشارت ابو غزالة ان المشرفات والامهات في المؤسسة يعملن على رعاية الاطفال باختلاف اعمارهم كل حسب طبيعة عمره الا ان الاطفال يحتاجون الى الشعور بالحنان والاهتمام من خلال ايجاد من يقدم لهم احتياجاتهم هذه والتي نسعى الى تلبيتها قدر الامكان مشيرة الى ان رعاية الاطفال تحتاج الى وقت وجهد من قبل المشرفات بالمؤسسة الأمر الذي قد يؤثر على الجوانب الاخرى للأطفال مما يؤكد اهمية دور المتطوعات .
مجموعة من المتطوعات بدأن منذ سنوات بتقديم الرعاية والعمل التطوعي مع احدى مراكز اطفال تابعين لوزارة التنمية الاجتماعية يعانون من تفكك اسري وظروف اسرية صعبة فقدمن لهم الدعم النفسي والاكاديمي بشكل كبير من خلال توفير اجواء مناسبة لهؤلاء الاطفال.
احدى المتطوعات التي فضلت عدم الاشارة لأسمها اشارت الى ان العمل التطوعي منهج بدأناه منذ سنوات مع اطفال مركز متخصص لرعاية الذكور الذين يعانون من تفكك اسري من منطلق ايماننا باهمية دعم الاطفال في مراكز ومؤسسات الرعاية الاجتماعية والعمل على مساعدتهم خاصة من النواحي الاكاديمية.
واضافت هناك اطفال في المركز, يذهبون للمدارس وعدد منهم لايعرف القراءة والكتابة والبعض منهم يعاني من حالة الانطواء على الذات ويرفض التفاعل مع الاخرين مشيرة الى ان تغيرا كبيرا حدث في حياة هؤلاء الاطفال فاصبحوا متقدمين في دراستهم بشكل كبير ويتفاعلون مع الاخرين.
واكدت ان قصة نجاح كل طفل بالنهاية هو نجاح لعمل المتطوعات اللواتي يعاملن الاطفال كابناء لهن ويحرصن على ايصالهم الى مراحل النجاح خاصة في المجال الاكاديمي مشيرة الى ان هؤلاء الاطفال شعروا بالتغير الكبير الذي طرأ على حياتهم من خلال عملنا معهم الذي لا يقتصر على الجوانب التعليمية فقط بل يمتد الى الجوانب النفسية والترفيهية التي تؤثر على سلوكهم في الحياة بشكل ملحوظ.
وزارة التنمية الاجتماعية التي تتولى رعاية الاطفال في مؤسسات ومراكز اجتماعية تسعى الى تقديم الرعاية لهؤلاء الاطفال من خلال تلبية احتياجاتهم الاساسية من تعليم ورعاية صحية وتوفير المأكل والمشرب لهم لكنها بسبب ازدياد اعداد الاطفال قد تكون غير قادرة بمفردها على تلبية باقي احتياجاتهم وخاصة فيما يتعلق بالجوانب الترفيهية أو الاكاديمية بصورة كاملة.
فالوزارة تؤكد اهمية دور المتطوعين في مساندة عملها حيال اطفال المؤسسات حيث لمست الوزارة النجاح الحقيقي والتطور الكبير الذي طرأ على اطفال بعض المراكز التي تعمل معها فرق تطوعية.
وأكدت وزيرة التنمية الاجتماعية سلوى الضامن أهمية عمل فرق المتطوعين ودعم الوزارة لهم وتسهيل مهمتهم في مراكز ومؤسسات الوزارة.
واشارت الوزيرة الى ان الوزارة تؤمن بأن هؤلاء الاطفال لا يحتاجون فقط الى تلبية احتياجاتهم الاساسية فهم يمتلكون مواهب كثيرة قد لا يستطيعون التعبير عنها او استثمارها بسبب الضغوطات النفسية التي عاشوها وتفكك أسرهم.
واضافت أن الوزارة بدات مؤخرا بادراج برنامج جديد سيعمل على تنمية مواهب المنتفعين من المراكز الاجتماعية من خلال تدربيهم على فنون معينة كالغناء والرسم والاشتراك بمناسبات عديدة يعبرون من خلالها عن مكنوناتهم ويجدون طرقا اخرى لاسماع اصواتهم.
واكدت الوزيرة ان أبواب المؤسسات والمراكز مفتوحة للمتطوعين باشراف ومتابعة الوزارة التي لا تقف بوجه عمل الخير ومساعدة كل طفل في مراكزها ممن فقد الحنان والعطف والاجواء الاسرية التي تعتبر اللبنة الاساسية في حياتهم وتقدمهم.
ابتساماتهم بريئة ويتعلقون بكل زائر يطرق أبواب مؤسساتهم فيرسمون بضحكاتهم فرحا يخفي ما وراءه من الم وأحزان وينتظرون الايدي الخيرة لتقدم لهم ما يحتاجونه فسويعات يقضيها متطوع مع طفل يحنو عليه ويجلس بجانبه كفيلة بأن تشعره بمعنى الحب وتحدث تغيرا كبيرا في حياته ليشعر بانه ليس وحيدا خاصة الأطفال في اعمار صغيرة ممن يفتقدون أمهاتهم وابائهم ولا يعرفون كيف يعبرون عن مشاعرهم سوى بالبكاء او الانطواء على الذات,أو انتظار يد حانية تمنحهم أمانا وطمأنينة ليعبروا عن مكنونات أنفسهم.
المفضلات