عمان - الراي - اعتبر حزبا الرسالة والرفاه في بيان مشترك لهما امس ان ما يجري في بعض العواصم العربية وبصورة دراماتيكية يؤكد عجز الانظمة الرسمية على التصالح مع شعوبها، واعتقادها منذ سنوات طويلة ان استخدام القبضة الامنية هو الحل في التعامل مع الشعوب.
وقال البيان ان هذه الانظمة لم تدرك للحظة ان من حق هذه الشعوب ممارسة حقها في حياة حرة وكريمة وتعددية سياسية تؤكد على الديمقراطية الحقيقية التي اصبحت من المحرمات في بعض الدول.
واشار الى انه نتيجة لما سبق فان الشعوب قامت بثوراتها لنيل حريتها وكرامتها من بطش انظمة ارتكبت مزيدا من الاخطاء، ومازال البعض الاخر لا يتعظ مما يجري او سيجري في عواصم اخرى.
وقال البيان ان الاردن لا يعيش في محيط منعزل عن هذه الدول، الا انه ينعم باستقرار وامن وقيادة هاشمية واعية تدرك ما يدور في المحيط وما ترغبه الشعوب وتتوق اليه.
وقد جاءت دعوة جلالة الملك للحكومة من خلال كتاب التكليف السامي بضرورة انجاز اصلاح سياسي شامل يأخذ في الاعتبار اعطاء الاولوية للقوانين الناظمة للعمل السياسي وفي مقدمتها قانوني الانتخابات النيابية والاحزاب السياسية عدا عن قانون الاجتماعات العامة، وضرورة الالتزام الجاد بالحوار الوطني مع مختلف القوى الفاعلة بعيدا عن اي تأثيرات او ضغوط.
ودعا البيان الحكومة ان تعمل على اشراك الجميع دون استثناء في هذا الحوار لانجاز الاصلاح في الفترة المحدودة وهي ستة اشهر.
معتبرا البيان ان ذلك هو ما يريده جلالة الملك الاقرب الى نبض هذه القوى والمواطنين بصورة عامة ليتحقق بذلك النموذج الارقى في تداول السلطة وتشكيل الحكومات الحزبية البرلمانية.
وقال البيان ان الحكومة امام منعطف مهم يتمثل بسرعة الانجاز دون تباطؤ او التفات الى الوراء، ففي حال عدم تنفيذ الحكومة لالتزاماتها فيما يتعلق بالاصلاح فسيكون لنا موقف اخر باتجاه دفع حركة الاصلاح الى الامام وبكل الوسائل المتاحة والمشروعة.
ودعا البيان كافة الاحزاب والقوى السياسية المختلفة التوقف عن كل مظاهر الاثارة غير المبررة من مسيرات واعتصامات وغيرها الى حين تمكين لجنة الحوار الوطني من انهاء عمله اواداء مهامها.
وجاء في البيان ان الولاء والانتماء للاردن وترابه وقيادته لا يكون الا بالعمل والانجاز واتخاذ الاجراءات التطبيقية نحو الاصلاح الحقيقى، محذرا من عدم الالتزام بتحقيق الاصلاح وانجازه على الوجه المطلوب او الالتفاف عليه او خدمة اصحاب النفوذ على حساب مصلحة الوطن.
وقال :» اصحاب الاجندات الخاصة يتربصون بأي انجاز او تطوير للحياة السياسية في البلاد، وبالتالي فان التباطؤ او عدم الالتزام سيعمل على تأجيج الشارع الاردني نحو العنف والصدام السياسي الذي يخدم اجندات خارجية ولا يخدم بأي حال مصلحة الوطن العليا.
اننا نحذر من تسخير الشارع الاردني من تنفيذ بعض الاغراض لكثير من الجهات الانتهازية المستفيدة وحركته لتحقيق اهداف وغايات لا علاقة لها بالوطن ومصالحه، وتقوم باستغلال الظروف التي تمر بها المنطقة استغلالا سلبيا قد يؤدي الى نتائج لاتحمد عقباها.
المفضلات