لا ينكر أحد أهمية الدور الذي تلعبه جماعة الاخوان المسلمين وحزبها السياسي، جبهة العمل الاسلامي، في الحياة السياسية والاجتماعية والحزبية الاردنية، الا ان هناك بالمقابل ما يراه المراقبون من سعة الصدر والتسامح والقبول الذي تلقاه هذه الشريحة من الاردنيين من المؤسسات الرسمية الاردنية والتي توجت مؤخراً باللقاء الذي جمع قادة الجماعة والحزب بجلالة الملك عبدالله الثاني والذي عبر فيه رموز الجماعة والحزب عن ارتياحهم الكبير من مجريات اللقاء الملكي على اكثر من صعيد..
كان يؤمل والحال هذه ان يترجم مثل هذا الارتياح الى توحيد في خطاب قادة الجماعة والحزب حيث يبدو كل واحد منهم في اتجاه يخالف الآخر او يتبنى تفسيراً مغايراً لتفسير قيادي آخر في مواضيع وملفات عديدة، ما يثير الشكوك بوجود خلافات او قراءات متباينة حتى لا تذهب بنا الظنون الى وجود عملية توزيع للأدوار، يراد من ورائها التملص من تحديد واضح وصريح لوجهات النظر ازاء ما يطرح على جدول الاعمال الوطني الذي يخضع لحوارات ونقاشات مفتوحة تستهدف تسريع عملية الاصلاح السياسي التي اعتبرها كتاب التكليف السامي المهمة الرئيسية لحكومة الدكتور معروف البخيت..
لا يراد من هذه الكلمة الغمز من قناة الجماعة والحزب او التشكيك بها بقدر ما تستهدف دعوتها الى توحيد خطابها كي يسهل على المتابعين والسياسيين والمراقبين الوقوف على ارائها ومواقفها ازاء القضايا والملفات والتحديات التي تفرض نفسها محلياً واقليمياً وبخاصة دعوة الجماعة والحزب الى الابتعاد عن التصريحات والمواقف الاستفزازية لافساح المجال أمام الحوار الجاري الآن لبلورة آليات وخطط ذات برامج محددة للتوافق على اصلاح سياسي شامل يسمح باحداث انطلاقة جادة وحقيقية مدعومة بارادة سياسية حازمة يقف على رأسها جلالة الملك عبدالله الثاني الذي قال في وضوح وحسم ان لا رجعة عن مسيرة الاصلاح والتحديث ودعا الحكومة للقيام باصلاح حقيقي وفوري يلمس نتائجه الاردنيون كافة.
المفضلات