بسم الله الرحمن الرحيم
"
(52)
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ
أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ
لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ
إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا
إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
(53)
"
لكن العبرة
بصدق التوبة
لا بحجم الجريمة.
إلى سيادة من ظلمني
سيادة الرئيس
نرى الخلق
اجتمعوا على مشاعر معينة
مشاعر تموج بالكراهية والحقد والغل
مشاعر تراكمت على مدار سنوات طويلة
فليس هذا البُغض حديثًا، إنما هو قديم قديم
وأسباب كراهيتهم منطقية
جوع.. بطالة.. فساد.. تكبر.. قهر.. استبداد
خضوع هوان
وغير ذلك من فظائع
تزوير
رشاوي
إبتزاز
****
***
**
*
لا شك أنَّ هذا التاريخ
سببًا في كراهية عميقة في الوجدان
وجدان الشعوب العربية والإسلامية
بل
في قلب كل حر وخيّر
في هذا العالم
!
***
**
*
هذه علامة خطيرة
يا سيادة الرئيس!
ولا أقصد خطورة الدنيا فقط
لا أقصد خطورة تربص الشعب
ورغبته الأكيدة في الفتك
ولكني أقصد شيئًا آخر
قد تكون أهملت النظر له طيلة العمر
وهو أنَّ هذا البغض الجماعي
قد يكون علامة بغض الله
!
قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم
"..
وَإِذَا أَبْغَضَ اللَّهُ عَبْدًا
نَادَى جِبْرِيلَ
إِنِّي أَبْغَضْتُ فُلَانًا
فَيُنَادِي فِي السَّمَاءِ
ثُمَّ تَنْزِلُ لَهُ الْبَغْضَاءُ فِي الْأَرْضِ
"..
****
***
**
*
أحمل
شعورًا إضافيًا
شعور الشفقة!
وهل يشفق الناس على الطواغيت؟
نعم
في قلوبنا رحمة
أودعها الله تعالى على العالمين
!.
نشفق على رجل كبر سنه
يسير معصوب العينين
وقد طُمس بصره وبصيرته
إلى نهاية بائسة
يُلقى فيها في حفرة قبره
ليبدأ الحساب العسير
على سنوات
البغي والضلال
..
الناس جميعًا سيحاسبون
على أنفسهم وأهلهم
وأنتم ستحاسبون
على شعب كامل!
***
يا لهول ذلك
!
لا أعتقد أنَّ واحدًا من المنافقين
نبَّهك إلى حقيقة هذا الأمر
مع أن بعضهم يعمل في
"وظيفة"
شيخ
!
***
**
*
ماذا أعددت لسؤال ربك؟
ماذا ستقول لربك عن
المعتقلين ظلمًا
شبهة
دون قضية
ولا محاكمة
؟
ماذا ستقول عن تكريس أعداد معددة لحماية شخصك
مع كل ما يتطلبه ذلك من أموال، ومن إهدار طاقات وأوقات؟
***
ماذا ستقول عن الملايين الذين جاعوا في عهدك
وقد تحولت الثروات حيث يعلم الله
ماذا ستقول عن مواقفك
من قضايا المسلمين
حصار غزة
قضية السودان قضية العراق
قضايا العروبة والأمة
تُترك أمام قوى العالم الباغية لوحدها
تجري وراء الأعداء في أي وادٍ تهيم
تصادق الأعداء .. تعادي المسلمين؟
****
ماذا ستقول عن
"جهاز أمن الدولة"
الذي صيَّرته جهازًا
"لفزع"
الدولة والشعب؟
والذي لم يعد له همٌّ إلا الطغيان والعدوان
وترسيخ الظلم والخوف، وممارسة التعذيب والإذلال
للشعوب المقهورة
؟
ماذا ستقول عن موارد الوطن
إين تذهب ومن المستفيد
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بل ماذا ستقول عن شرع الله
الذي عزلته عن حياة الناس
وعن كتاب الله
الذي ترك وأهمل
؟
أوااااااااااااااااااااه
آه أه
***
**
*
يا سيادة الرئيس!
إنك في موقف يصعب
على أناس تحمل
في قلوبها الرحمة للعالمين
!
هل تتخيل المصير
****
قال رسول الله
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"
يُحْشَرُ الْمُتَكَبِّرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
أَمْثَالَ الذَّرِّ فِي صُوَرِ الرِّجَالِ
يَغْشَاهُمْ الذُّلُّ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ
فَيُسَاقُونَ إِلَى سِجْنٍ فِي جَهَنَّمَ
يُسَمَّى بُولَسَ
تَعْلُوهُمْ نَارُ الْأَنْيَارِ
يُسْقَوْنَ مِنْ عُصَارَةِ أَهْلِ النَّارِ
طِينَةَ الْخَبَالِ
"..
يا سيادة الرئيس
قد أعذر الله
وقد أمد لك في العمر
فرصة للتوبة
***
قال رسول الله
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"
أَعْذَرَ اللَّهُ إِلَى امْرِئٍ
أَخَّرَ أَجَلَهُ حَتَّى بَلَّغَهُ سِتِّينَ سَنَةً
"..
إذا تراجع الظالم
تتبدل السيئات حسنات
ويصبح
من المقربين إلى الله
***
**
*
إعدل في حكمك
فقد قال رسول الله
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"
سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي ظِلِّهِ
يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ
وذكر في أولهم:
إِمَامٌ عَادِلٌ
.."..
وما العمل يا سيادة الرئيس؟
هل ضاعت الفرصة
وصار الطريق حتميًا إلى جهنم؟!
لا وألف لا
الواقع
هناك فرصة
..
نعم
ليست طويلة
ولكنها موجودة
على كل حال..
أن نتوب إلى الله!
***
**
*
التوبة؟
الحقيقة هناك فرصة!
وقد أخبرنا
رسول الله
صلى الله عليه وسلم
أنَّ الرجل الذي قتل مائة من البشر
قد غفر الله له
عندما حقق التوبة الصادقة
لكن العبرة
بصدق التوبة
لا بحجم الجريمة
***
ننصح
ننصح ألا نسوف في التوبة
فالموت يأتي بغتة
والقبر صندوق العمل
..
ونتجاوزالبطء في التفكير
..
ونعيد الحقوق المادية والمعنوبة لأصحابها
ولا ننسى حساب الله في القبر
وهو غير بعيد
وننصح بقية العمر للإستغفار ولقراءة كتاب الله العظيم
الذي نُسي في زحمة الحياة ، وهو القرآن الكريم
وسندرك حينها كيف ضيَّعنا على أنفسنا وعلى شعبنا
فرصة الهداية الكبيرى
***
وننصح
أن يخاطب الوطن والأمة
خطابًا متواضعًا
إعتذار عن الفساد
عن تزوير
وعن كل المظالم
الحقوقية والمعنوية
والتقصيرية
***
فأصحاب الحقوق كُثر
وكلهم سيأخذ من حسناتك
أو يقذفونك بسيأتهم وأوزارهم
***
وننصح أن تجمع أبنائك وتحذرهم
من سوء الخاتمة
نعلم أن الموت لا يفرق بين كبير وصغير
تدربهم على التوبة من ذنوب القهر والتزوير
وغيرها من أخطاء في حق الشعب
فالأمر –والله– جلل.
والله
–يا سيادة الرئيس–
لا نسألك عليه مالاً
إن أجرنا إلا على الله
ولن يصيبنا
إلا ما كتب الله لنا
فستذكر
–أيها الرئيس–
ما نقول
ونفوض أمرنا إلى الله
إن الله بصير بالعباد
"
(43)
فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ
وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ
إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ
(44)
..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
..
منقول بتصرف
المفضلات