عمان -بترا - عطيه النجادا - افتتح وزير الصحة الدكتور ياسين الحسبان امس الجمعة ورشة عمل بعنوان الابحاث السريرية في الدول العربية والتي نظمتها رابطة الاطباء العرب لمكافحة السرطان وجمعية الشرق الاوسط للابحاث السريرية ومستشفى الحرس الوطني السعودي.
واكد الدكتور الحسبان في كلمة القاها في حفل الافتتاح ان الزيادة المتنامية في معدلات الاصابة بالسرطان تشكل معضلة صحية اقليميا وعالميا وهي احدى التحديات الجسيمة التي تواجه التنمية الصحية في الدول المتقدمة والنامية على حد سواء، مبينا ان السنوات الماضية شهدت تزايدا ملحوظا في اعداد الاصابات بالسرطان في بلدنا بشكل يستدعي البحث والتقصي والتصدي لمسببات هذا الكابوس.
واشار الى ان نسبة الاصابة بالسرطان في بلداننا اقل منها في البلدان المتقدمة اذ تبين الاحصاءات ان اعداد المصابين في منطقتنا ما بين مئة وخمسين حالة جديدة لكل مئة الف مواطن سنويا.
وقال ان مشكلة المصابين بالسرطان اصبحت تشكل معضلة لافتة للاهتمام في العالم كله وهذا يستوجب جهود الحكومات ومنظمات المجتمع المدني لمكافحة هذه الآفة والحيلولة دون تفاقمها.
واشار الى اهمية الحملات المكثفة لمقاومة مسببات المرض خاصة آفة التدخين التي تعاني منها معظم المجتمعات الانماط الغذائية والسلوكية الخاطئة.
وبين الحسبان ان السرطان يشكل عبئا ثقيلا على المصابين وذويهم اضافة الى العبء الاقتصادي والمادي على كاهل الحكومات في ضوء الزيادة المتصاعدة لتكلفة التشخيص والعلاج، داعيا الحكومات الى تبني ودعم الخطط الوقائية لمكافحة السرطان واستحداث خطط للكشف المبكر عنه.
ولفت الى ان عدد المصابين بالسرطان في العالم يزيد عن عشرين مليونا ويتوقع ان يضاف الى هذا العدد نحو عشرة ملايين سنويا، مشيرا الى ان عدد الوفيات بالمرض سنويا يبلغ ستة ملايين وهذه النسبة تعادل 12 بالمئة من اجمالي حالات الوفاة في العالم وهي نسبة تفوق من يموتون بسبب الايدز والسل وغيرها.
وبين ان مسببات السرطان يمكن تحاشيها بنسبة 30- 40 بالمئة من الحالات وان 50 بالمئة من الحالات في دول المنطقة يتم شفاؤها تماما وهذا يؤكد نجاح الاساليب الحديثة في العلاج واهمية القيام بالدراسات السريرية والبحث عن وسائل احدث لعلاج المصابين.
وقال ان الدول العربية تمتلك كفاءات علمية على مستوى عال من التأهيل ومشهود لها بالتميز في علاج هذه الآفة وهذا يعزز اهمية التواصل والتعاون البناء بين المتخصصين في هذه الدول.
من جهته اكد امين عام رابطة الاطباء العرب لمكافحة السرطان الدكتور سامي الخطيب ان عدم وجود الاعداد الكافية والمؤهلة في مجال الدراسات السريرية في الدول العربية تأتي اهمية عقد ورشات العمل لتأهيل الكوادر الطبية من الاردن والدول العربية المؤهلة للمشاركة في هذا النوع من الدراسات لما له من اهمية على المستوى الشخصي ومعرفة ما يناسب كل مريض ونوعية مرضه.
ودعا الدكتور الخطيب وزارة الصحة والمسؤولين في وزارات الصحة في الدول العربية الى وضع استراتيجية مشتركة لاجراء الدراسات اللازمة لمعرفة التكوين الجيني للمواطن العربي واستخدام النظم المناسبة، لافتا الى ان رابطة الاطباء العرب لمكافحة السرطان ستقوم بانشاء سجل عربي للدراسات السريرية في العالم العربي لتسهيل مهمة الاشتراك بها في مختلف المراكز والجامعات المعنية بعلاج السرطان.
وتركز الورشة التي تستمر يومين على اهمية التجارب السريرية كجزء متكامل من الرعاية السريرية المتقدمة وعولمة التجارب السريرية والبنية الاساسية اللازمة لملاءمة المتطلبات الدولية اضافة الى مستقبل التجارب السريرية في الدول العربية وطرق تحفيز مشاركة المنطقة في مجال التجارب السريرية العالمي. كما تتضمن الورشة جلسات متكاملة وحلقات نقاش وتقديم تقرير عن كل دولة عربية عن معوقاتها وانجازاتها في هذا المجال وكذلك التركيز على الاساليب اللازمة لتأسيس مجموعات بحثية متعاونة في الدول العربية، والتركيز على عولمة التجارب السريرية في الاقتصاد المنبثق.
المفضلات