مسقط - (ا ف ب) - شهدت عمان امس مواجهات دامية بين متظاهرين يطالبون بايجاد فرص عمل لهم وعناصر من قوات الامن قتل خلالها شخصان واصيب آخرون بجروح، وذلك بعد يوم من الاعلان عن سلسلة تقديمات اجتماعية.
واكد مصدر امني عماني ان «شخصين قتلا برصاص مطاطي اطلقته الشرطة العمانية واصيب خمسة آخرون خلال مواجهات في صحار (حوالى 200 كلم شمال مسقط) عندما حاولت مجموعة من المتظاهرين التقدم باتجاه مركز للشرطة».
واضاف المصدر ان المتظاهرين «قاموا باحراق بعض السيارات».
وذكرت وكالة الانباء العمانية الرسمية ان «مجموعة من المتظاهرين بولاية صحار قامت باعمال شغب ادت الى تدمير عدد من الممتلكات العامة والخاصة».
وتابعت ان «الشرطة وفرق مكافحة الشغب تصدت لهذه المجموعة المخربة حرصا للحفاظ على سلامة المواطنين وممتلكاتهم مما ادى الى وقوع اصابات». واشارت الوكالة الى ان «اعمال الشغب» بدات «فجر السبت واستمرت حتى اليوم».
وذكرت ان هذه الاعمال «ادت الى تعطيل حركة السير من والى ولاية صحار حيث قامت هذه المجموعة بقطع الشارع الرئيسي في الولاية ومنع المواطنين من الذهاب الى اعمالهم».
ولفتت الى ان المتظاهرين قاموا «باحراق عدد من السيارات الحكومية والخاصة وناقلة نفط وتدمير عدد من الممتلكات الحكومية والخاصة بينها منزل والي صحار واحراق مركز تابع للشرطة في ولاية صحار والاعتداء على بعض اعضاء مجلس الشورى».
وشرحت الوكالة ان «افراد الشرطة حاولوا احتواء الموقف منذ يوم السبت غير ان هذه المجموعة قامت بمهاجمة الشرطة مما ادى الى وقوع اصابات بين افرادها وقد اضطر افراد الشرطة الى الدفاع عن انفسهم».
وكان شهود عيان اكدوا في وقت سابق ان الشرطة العمانية اطلقت قنابل مسيلة للدموع خلال مواجهات مع حوالى 250 متظاهرا في صحار معظمهم من العاطلين عن العمل الذين يطالبون بايجاد فرص عمل لهم.
وحاول المتظاهرون في صحار التقدم باتجاه مركز للشرطة التي تدخل عناصرها وحاولوا تفريق التظاهرة قبل ان يطلقوا الرصاص المطاطي وقنابل مسيلة للدموع.
وتراجع بعد ذلك المتظاهرون الذين كانوا يهتفون مطالبين بايجاد فرص عمل ورفع الاجور ومكافحة الفساد، نحو دوار يطلق عليه اسم الكرة الارضية، وتمركزوا هناك، قبل ان يطلقوا على الدوار اسم «دوار الاصلاح».
وتاتي هذه المواجهات بعد يوم من الاعلان عن سلسلة تقديمات اجتماعية تشمل رفع المخصصات المالية الشهرية للطلاب وانشاء هيئة مستقلة لحماية المستهلك ودراسة انشاء جمعيات تعاونية وتخفيض نسبة مساهمة موظفي الخدمة المدنية في نظام التقاعد.
وامر السلطان قابوس بن سعيد بسلسلة التقديمات الاجتماعية «بهدف تحقيق المزيد من التطوير والتعزيز (...) وتهيئة سبل العيش الكريم لابناء شعبه».
وكان حوالى 300 عماني بينهم نساء تظاهروا في 18 شباط بشكل سلمي في وسط مسقط للمطالبة برفع الرواتب وباصلاحات سياسية، من دون ان تحدث مواجهات مع الشرطة.
والتظاهرة نظمت في شارع الوزارات الرئيسي في مسقط، وحمل المشاركون فيها لافتات مطالبة ب»القضاء على ظاهرة الغلاء» و»رفع رواتب الشعب العماني» و»زيادة مستحقات الضمان» اضافة الى السماح بالبنوك الاسلامية.
الا ان المتظاهرين اكدوا على ولائهم للسلطان وحملوا لافتة كتب عليها «كلنا فداك يا قابوس».وتظاهر كذلك حوالى مئتي عماني في 17 كانون الثاني احتجاجا على ارتفاع الاسعار والفساد في مشهد نادر في هذه الدولة الخليجية.
ورفعت سلطنة عمان في وقت سابق الحد الادنى لرواتب المواطنين العاملين في القطاع الخاص من 364 دولارا الى 520 دولارا، وذلك في وقت تشهد فيه المنطقة حركات احتجاج على خلفية الفقر والبطالة.
واعتبرت وكالة الانباء الرسمية ان التظاهرات التي شهدت مواجهات مع الشرطة «تتعارض مع طبيعة المجتمع العماني الذي يتسم بالاعتدال والاتزان».
كما رات انها «تتعارض مع النظام الاساسي للدولة والقوانين السارية التي تنص على المحافظة على سلامة ومكتسبات الدولة».
المفضلات