لجان نيابية تطلع على مشروع الأكاديمية العسكرية في برقش و التأكيد على أهمية المشروع لخدمة المنطقة تنمويا كونها بأمس الحاجة لمثل هذه المشاريع التي تسهم في تشغيل الأيدي العاملة خصوصا ان هناك مساحات في المنطقة كبيرة خالية من الأشجار الحرجية.
عجلون ــ علي فريحات-
قام عدد من أعضاء لجان مجلس النواب وهي البيئة والصحة والزراعة والمياه والريف والبادية ومساعد أمين عام وزارة الزراعة لشؤون الحراج المهندس عيسى الشوبكي ومدير الحراج المهندس محمد الشرمان وعدد من الجمعيات البيئية امس الاثنين بجولة لمشروع أكاديمية ساند هيرست العسكرية في منطقة برقش للاطلاع على واقع المشروع والأرض والأشجار المحيطة به لدراسة آثاره البيئية وكيفية إقامة الأبنية دون التأثير على الأشجار الحرجية.
وأكد رئيس لجنة البيئة والصحة الدكتور صالح وريكات أن الهدف من هذه الجولة الالتقاء بأصحاب الأراضي والمواطنين المجاورين للمشروع للاستماع إلى وجهات نظرهم ورصد ملاحظاتهم سواء من المؤدين للمشروع أو المعارضين له بالإضافة إلى إجراء الكشف الحسي على موقع المشروع الذي يتواجد فيه أشجار حرجية بكثافة والاطلاع على الآثار السلبية للمشروع على البيئة في المنطقة لدراسته مع الجهات المعنية من كافة جوانبه واتخاذ القرار المناسب حوله مع مراعاة عدم التعدي على الثروة الحرجية التي تعتبر ثروة وطنية ليتم عرضه على مجلس النواب.
وأشار النائب وريكات إلى أن اللجنة ضد قطع الأشجار في المنطقة والتي تعتبر آخر امتداد للأشجار النادرة كالبلوط والسنديان حيث سنقف مع أبناء عجلون للحفاظ على تاريخ الأمة كونها تساهم في تنمية الموارد واستدامتها.
وأضاف النائب وريكات أن اللجنة تؤكد على أهمية المشروع لخدمة المنطقة تنمويا كونها بأمس الحاجة لمثل هذه المشاريع التي تسهم في تشغيل الأيدي العاملة خصوصا ان هناك مساحات في المنطقة كبيرة خالية من الأشجار الحرجية.
وأكد رئيس لجنة الزراعة والمياه المهندس وصفي الرواشدة إننا مع إقامة هذا المشروع الحيوي نظرا لأهميته مع التركيز على ضرورة تحريك موقع المشروع إلى منطقة ذات كثافة حرجية اقل ضمن نفس المنطقة المستملكة لهذه الغاية والتي تبلغ مساحتها حوالي 1500 دونما منها ما هو مملوك للدولة كحراج وقسم آخر أستملك من قبل المواطنين.
وأشار نائبا محافظة عجلون سميح المومني و سلمى الربضي إلى أهمية المشروع التنموي للمحافظة وضرورة المضي بالمشروع ضمن أراضي محافظة عجلون كونه يخدم أبناء المجتمع المحلي في قضاء عرجان ومحافظة عجلون التي تعاني من قلة المشاريع التنموية مؤكدين على ضرورة تقديم خرائط ومخططات جديدة من قبل القوات المسلحة بالمناطق الخالية من الأشجار ليتم عرضها على مديرية الحراج في وزارة الزراعة لمنع أي تعدي مستقبلي على الأشجار الحرجية.
كما أكد نائبا لواء الكورة عماد بني يونس ونايف العمري أهمية الإبقاء على المشروع لخدمة أبناء محافظة عجلون ولواء الكورة مع مراعاة خصوصية المنطقة مع المحافظة على الأشجار الحرجية.
وأكد مدير الحراج في وزارة الزراعة المهندس محمد الشرمان على ضرورة إقامة المشروع في مناطق خالية من الأشجار ومنع أي تعديات على الثروة الحرجية من منطقة المشروع وذلك من خلال استثمار المناطق التي استملكتها الجهات المعنية من المواطنين والمناطق الخالية من الأشجار.
وطالب رئيس اللجنة العلمية في جمعية البيئة الأردنية الدكتور السيد خطار الجهات المعنية دراسة الأثر البيئي للمشروع للمحافظة على الثروة الحرجية بالإضافة إلى إقامة مشاريع تتناسب مع طبيعة المنطقة السياحية والتنموية لتنمية الموارد واستدامتها باعتبار أن الأرض أهم مورد، مشددا على عدم إزالة أي شجرة للمحافظة على مكنوزات المنطقة الطبيعية.
وأشار المواطن سالم زيتون أن الأراضي التي وقع عليها الاستملاك هي أراضي تتصف بكثافة الأشجار الحرجية منها والمثمرة ومستغلة لزراعة الحبوب والبقول حيث يبلغ عدد الأشجار ضمن حدود الاستملاك يقدر بعشرات الآلاف من الأشجار التي تصل أعمار بعضها إلى ما يزيد على 200 عام.
وأضاف زيتون أن هذه الأراضي تشكل مصدر دخل لنا والبعض يسكن ويقيم فيها، مبينا أنه تم طرق كل الأبواب الممكنة للمساعدة بالإبقاء على أراضينا ونقل الاستملاك إلى مكان آخر فليس لدينا هدف بأن نكون حجر عثرة أمام المصلحة العامة.
وطالبت المواطنة صيتة سعد استثناء أراضيها في بلدة عرجان من الاستملاكات المشمولة بالمشروع كونها تعيش فيها وتعتاش أسرتها منها، مشيرة إلى أنه إذا ما تم ترحيلها فمن الصعب عليها إيجاد مسكن.
فيما أكد عدد من المواطنين في عجلون و لواء الكورة على أهمية تنفيذ المشروع والذي يساهم في تنمية المنطقة والتي هي بأمس الحاجة إلى مثل هذه المشاريع التنموية.
وفي نهاية الجولة سلم رئيس لجنة البيئة في عجلون حمزة الصمادي لرؤساء اللجان النيابية التي زارت الموقع مذكرة صادرة عن لجنتي البيئة في عجلون وكفرنجة التابعتين لجمعية البيئة الأردنية تطالب بدراسة المشروع من كافة جوانبه لتقييمه من جديد ودراسة الأثر البيئي من أجل حماية الطبيعة ومساندة الجهود الوطنية لمكافحة التصحر خصوصا أن المشروع له آثار سلبية على البيئة في المنطقة التي تتمثل بإزالة أكثر من 2200 شجرة حرجية من الموقع المزمع إقامته عليه والتي تصل أعمار بعضها إلى ما يزيد على 500 عام وينمو فيه العديد من الأنواع النباتية الأخرى النادرة والمعمرة كما تعيش في هذه الغابة عشرات الأنواع من الطيور البرية المختلفة، وتعتبر من المواطن الأصلية لنمو وتكاثر الأيل الأسمر.
المفضلات