تعرضت الشعوب العربية في العصر الحديث لنوعين من الاستعمار :
أولها _الاستعمار التقليدي : وتحررت أغلب الدول العربية منه باستثناء فلسطين ، وإن عاد للعراق وأسقط الرئيس الراحل صدام حسين .
الثاني_ الاستعمار المحلي : وهو أخطر من الاستعمار الخارجي ، حيث تعرضت الشعوب من استعمار الحكام ، والذين صادروا كل شيئ ، المال ، والحرية ........ وحتى الكرامة .
صرنا لا نجد قارون في التاريخ فقط ، بل نراه بيننا بملياراته الكثيرة ، وبذخه اللامتناهي ، وعجرفته المقيته .
وجدنا مثالاً صارخاً لنيرون الطاغية ، والذي أحرق روما عاصمته وقتل أمه .
صرنا نجد مثالاً لا يقبل التأويل للملك لويس السادس عشر وحكمه المطلق .
ولكن الشرارة البوعزيزية كانت كافية لإيقاظ الشعوب العربية من سباتها العميق ، فخرجت الجماهير ، منتصرةً لحقوقها وكرامتها ، وقالت : لا ، تردد صداها من محيط الوطن العربي إلى خليجه ، وقامت بإسقاط حكام لم يكن قبل شهور قليلة أكثر المتفائلين يتوقع تزحزهم عن كراسيهم التي طال جلوسهم عليها .
وهناك حكام آخرون على الطريق ، فتباً لتزاوج السلطة مع المال ، وترك الشعوب أسيرة لحرمانها وجوعها وكبتها ، والذي انفجر اخيراً مزلزلاً عروش المستبدين .
المفضلات