عواصم - وكالات - بدا حكم الزعيم الليبي معمرالقذافي المستمر منذ أربعة عقود في خطر متزايد امس الاثنين , ولجأ الى استخدام سياسة الارض المحروقة عندما وصلت الاحتجاجات المناهضة للحكومة الى العاصمة للمرة الاولى فيما سقط مئات القتلى بأيدي قوات الامن وقصف الطائرات للمحتجين .
وأصبحت عدة مدن في الشرق في أيدي المعارضة فيما يبدو بينما انتشرت الاحتجاجات خارج بنغازي مهد الانتفاضة الشعبية التي هزت واحدة من أكثر حكومات العالم العربي المترسخة في السلطة.
وقالت قناة الجزيرة التلفزيونية إن طائرات حربية هاجمت حشودا من المتظاهرين المناهضين للحكومة في العاصمة الليبية طرابلس امس الاثنين.
وقال رجل ليبي يدعى سولا البلازي الذي قال انه معارض نشط للجزيرة عبر الهاتف ان طائرات القوات المسلحة الليبية قصفت «بعض المواقع في طرابلس». وقال انه يتحدث من احدى ضواحي طرابلس.
وقالت محلل من مؤسسة كونترول ريسكس للاستشارات التي تتخذ من لندن مقرا ان استخدام الطائرات الحربية ضد شعبه يشير الى ان نهاية معمر القذافي باتت وشيكة.
وقالت جولين برانيس ديسي محللة شؤون الشرق الاوسط في كونترول ريسكس «تبدو افعالا يائسة حقا واخيرة. اذا قصفت عاصمتك فمن الصعب حقا ان تستمر.»
وطالب ضابط بالجيش الليبي ، انضم إلى المحتجين المؤيدين للديمقراطية وساعدهم على السيطرة على بنغازي ، امس بدعم دولي لحماية بنغازي الواقعة شمال شرق ليبيا من عمليات انتقامية من الزعيم معمر القذافي.
الى ذلك قال مسؤولون حكوميون مالطيون ان اثنين من طياري القوات الجوية الليبية هربا امس بطائرتيهما المقاتلتين الى مالطا حيث ابلغا السلطات بانهما صدرت لهما اوامر بقصف المحتجين.
واضافوا ان الطيارين وهما برتبة عقيد انطلقا من قاعدة قرب طرابلس وطلب احدهما اللجوء السياسي.
وانتشرت الاحتجاجات في مدن الشرق والغرب الليبي مع تأكيد شهود ومصادر طبية عن سقوط مئات القتلى.
وحذر سيف الاسلام القذافي نجل الزعيم الليبي ليل الاحد الاثنين من ان ليبيا امام خيارين ما بين اندلاع حرب اهلية وتقسيم البلاد او بدء حوار وطني لقيام «ليبيا جديدة»، في وقت وصلت المواجهات الى العاصمة طرابلس. وقال ان «الجيش قادر وسيكون له دور اساسي في فرض القانون والامن باي ثمن» مضيفا «لا بد من وقفة حازمة وجيشنا سيكون في ليبيا حتى اخر لحظة».
وفي مؤشر على الخلافات داخل النخبة الحاكمة في ليبيا استقال وزير العدل احتجاجا على استخدام العنف المفرط ضد المتظاهرين. كما استقال سفراء ليبيا في الصين وبريطانيا واندونيسيا والهند والسكرتير الاول الليبي لدى الاتحاد الاوروبي وبلجيكا احتجاجا على حملة العنف .فيما طالب مندوبها لدى الامم المتحدة القذافي بالتنحي.
وأعلن اعضاء البعثة الليبية لدى الامم المتحدة قطع أي صلة لهم بنظام العقيد القذافي وحذروا من حدوث أعمال ابادة جماعية في بلادهم نتيجة اعمال القمع التي يقوم به الجيش الليبي ضد المتظاهرين المنادين بالديمقراطية.
و ذكر مسؤول في الادارة الاميركية امس الاثنين ان الرئيس الاميركي باراك اوباما يدرس «جميع الخطوات المناسبة» للرد على الاحداث التي تجري في ليبيا، داعيا نظام الزعيم الليبي معمر القذافي الى عدم استخدام القوة ضد المتظاهرين.
الى ذلك واصلت دول العالم اجلاء رعاياها من ليبيا وقال شهود عيان ان مقاتلتين ليبيتين وطائرتي هليكوبتر مدنيتين هبطت على نحو غير متوقع في مالطا امس الاثنين.
المفضلات