شرعت السعودية في إنتاج المزيد من النفط لتعويض النقص الناتج عن انخفاض إنتاج ليبيا الذي تسببت فيه الاضطرابات السياسية، وهو ما أفادت به صحيفة فايننشال تايمز البريطانية نقلا عن وكالة الطاقة الدولية.
كما نقلت الصحيفة عن مجموعة إنرجي إنتليجنس الأميركية المختصة بمعلومات الطاقة أن المملكة رفعت إنتاجها إلى 9 ملايين برميل يوميا يوم أمس الجمعة من 8.6 ملايين، وهو المعدل الذي أنتجته في الشهر الماضي.
وقالت الصحيفة إن المسؤولين السعوديين بحثوا مع المصافي الأوروبية احتياجاتها من النفط وأنواعه من أجل تعويض النقص في إمدادات النفط الليبية التي تقول تقديرات إنه يصل إلى 1.2 مليون برميل من الإنتاج الكلي الذي يبلغ 1.6 مليون برميل، أو نحو 2% من الإنتاج العالمي.
كما ذكرت الصحيفة أن وكالة الطاقة الدولية عقدت اجتماعا في باريس أمس لبحث وضع الطاقة في العالم. وأكد متحدث باسم الوكالة أن السعودية زادت بالفعل إنتاجها, موضحا "أن جميع الدلائل تشير إلى أنه يتم حاليا زيادة الإمدادات إلى السوق".
يشار إلى أنه كان لدى السعودية طاقة فائضة من الإنتاج تصل إلى 4 ملايين برميل يوميا قبل بدء الأزمة الليبية، أي ما يمثل 75% من الفائض في الإنتاج العالمي الذي يبلغ 5 ملايين برميل.
وطمأن وزير النفط السعودي علي النعيمي أسواق العالم يوم الثلاثاء الماضي خلال اجتماع لمنتدى الطاقة العالمي في الرياض بأن المملكة مستعدة من حيث المبدأ لاستخدام فائض إنتاجها في تهدئة السوق وتعويض النقص في إمدادات النفط الليبية، مشيرا إلى أن السعودية عوضت نقص إمدادات العالم في عدة أزمات سابقة.
لكن يبدو أن الزيادة في إمدادات النفط السعودي لا تزال أقل من حجم نقص الإمدادات الليبية.
إنتاج ليبيا سيتوقف
وفي السياق قال إبراهيم دباشي نائب السفير الليبي لدى الأمم المتحدة الذي انشق عن نظام الزعيم معمر القذافي في وقت سابق من هذا الأسبوع، إن ليبيا ستتوقف قريبا جدا عن تصدير النفط لأسباب أمنية، لكن الصناعة النفطية في البلاد هي الآن "تحت سيطرة الشعب" ولن تتعرض لأضرار.
وقال محتجون في شرق ليبيا إنهم باتوا يسيطرون على معظم حقول النفط الواقعة شرقي بلدة راس لانوف، وإنهم سيلتزمون بالاتفاقات النفطية ما دامت في مصلحة الشعب.
وقال شهود إن بلدة البريقة الواقعة في شرق ليبيا ومرفئها النفطي تحت سيطرة المحتجين، وإن جنودا انشقوا على نظام القذافي يساعدون المحتجين في تأمين الميناء.
وقالت القيادة المؤقتة لمدينة بنغازي -ثاني أكبر مدن ليبيا- إنها تحتفظ بحقها في إعادة التفاوض على الاتفاقات النفطية إذا كانت مجحفة أو تنطوي على فساد.
وتقع الكثير من مناطق إنتاج وتصدير النفط الرئيسية في شرق ليبيا، وباتت أجزاء كبيرة منها حاليا تحت سيطرة المحتجين الذين يسعون للإطاحة بالقذافي.
وقال عبد السلام نجيب -وهو مهندس بترول بشركة الخليج العربي للنفط الليبية وأحد أعضاء ائتلاف 17 فبراير الذي يقول إنه يدير شؤون بنغازي بشكل مؤقت- إن معظم حقول النفط الليبية الواقعة شرقي راس لانوف تحت سيطرة الأهالي، وإن الحكومة لا سيطرة لها في هذه المنطقة.
وأضاف أن العاملين في حقول النفط وفي نقله إلى المرافئ ما زالوا يعملون، لكن العمل توقف بنسبة 75% تقريبا.
يشار إلى أن أسعار العقود الآجلة لخام برنت ارتفعت أمس لتسجل أعلى مستوى إغلاق أسبوعي في عامين ونصف، مدعومة باستمرار المخاوف من نقص الإمدادات.
وأنهت عقود برنت للتسليم في أبريل/نيسان المقبل جلسة التعاملات في بورصة البترول الدولية بلندن مرتفعة 78 سنتا أو 0.7%، لتسجل عند التسوية 112.14 دولارا للبرميل.
المصدر: فايننشال تايمز+رويترز
المفضلات