لا تزال الفضائيات اللبنانية عرضة للتشويش وتعطيل البث منذ ١٧ فبراير/شباط، في وقت اتهمت فيه أكثر من جهة رسمية لبنانية ليبيا بالتشويش نظرا للدور الذي تلعبه بعض الفضائيات في دعم التحركات الشعبية المناهضة لنظام العقيد معمر القذافي.
فكما هو معروف، تبث عبر النايل سات رزمة من المحطات اللبنانية تبلغ عشر محطات منذ ١٥ عاما لم يسبق أن تعرضت لما تتعرض له حاليا، وهذا ما حدا بالمجلس الوطني للإعلام إلى عقد اجتماع لوسائل الإعلام المختلفة جرى فيه بحث الخطوات المستقبلية لمنع التشويش على المحطات اللبنانية.
من جهتها حددت الهيئة المنظمة للاتصالات -وهي وكالة حكومية مستقلة- سبب التشويش على الباقة اللبنانية على القمر الصناعي "عربسات" باستخدام محطة أرضية متنقلة خارج الحدود اللبنانية، وتحديدا داخل الأراضي الليبية"، وشكت من "أن تعاون إدارة "نايل سات" كان أدنى من المستوى المطلوب، خصوصا في موضوع بث محطة "أن بي أن" التابعة لرئيس مجلس النواب نبيه بري.
اتهام ليبيا
واتهم رئيس المجلس الوطني للإعلام اللبناني عبد الهادي محفوظ في حديث للجزيرة نت النظام الليبي بتوسيع عملية التشويش على الباقة اللبنانية عبر نايل سات، ملمحا إلى وجود تواطؤ من جانب نايل سات مع النظام الليبي لأنه كان يتعين عليها "أن تعاقب الجهة التي تقوم بالتشويش".
قرانوح: الإعلام اللبناني مستهدف لدوره في نقل ما يجري بالوطن العربي (الجزيرة نت)
وأعلن أن "القنوات اللبنانية مستهدفة في فترة الثورات الشعبية التي تندلع في العالم العربي لأن إعلام لبنان متجاوب مع مطالب العالم العربي بمواجهة الفساد والحق في ممارسة الحرية، وفي الغذاء، والحفاظ على الكرامة الوطنية”.
وعقب محفوظ على ذلك بقوله إن المجلس لهذا السبب رفض سابقا الوثيقة الإعلامية التي صدرت عن الجامعة العربية لاقتناعه بإمكانية استخدام الأقمار الصناعية لوقف بث بعض القنوات لافتا إلى ما يجري حاليا أثبت صحة هذه المخاوف.
قمر صناعي
وكان المجلس قد عقد اجتماعا حضرته المحطات المعنية ونقابة المحررين وهيئة الاتصالات ونقابة الصحافة، وناقش كيفية معالجة التشويش وطالب الجامعة العربية والأمم المتحدة والاتحاد الدولي والاتحاد الفرنكوفوني للمرئي والمسموع والاتحاد المتوسطي للمرئي والمسموع بالتدخل لمنع التعرض لحرية الإعلام.
وذكر محفوظ أن "الاجتماع ناقش ضرورة سعي لبنان لإنشاء قمر صناعي خاص به معربا عن أمله في أن تضع من الحكومة اللبنانية القادمة في أولويات عملها رؤية إعلامية من ضمنها امتلاك لبنان لقمر صناعي سواء منفردا أو مشتركا مع بعض دول العرب المجاورة.
وفي حديث للجزيرة نت، قال يوسف قرانوح رئيس قسم البث المباشر في محطة "الجديد" اللبنانية إن المحطة تعرضت لإشارة تشويش على القمر الصناعي نايل سات مما اضطرها إلى أن تحجب عن البث الفضائي والعمل على تأمين حزمة جديدة لا تتعرض للتشويش.
ولفت قارنوح إلى أن نايل سات لا يستطيع منع التشويش لأنه بإمكان من عنده تقنيات معينة أن يحرك أجهزته ويبث على نفس التردد، موضحا أن المحطة لم تتمكن من حصر مصدر التشويش الذي لا يعني أن يكون بالضرورة من بلد محدد، بل من عدة مصادر لأن كمية التشويش الموجودة ضخمة تشمل عدة أقمار منها عرب سات ونايل سات.
واعتبر أن استهداف الإعلام اللبناني جاء عقابا له على "دوره في نقل ما يجري في الوطن العربي كله".
المصدر: الجزيرة
المفضلات