[IMG]http://www.************/pic/bsm/62.gif[/IMG]
عرار الأردن بين الكأس والمنفى
مصطفى بن وهبة بن صالح بن مصطفى بن يوسف التل عرار
1315 - 1368 هـ / 1897 - 1949 م , شاعر أردني كان يوقع بعض شعره بلقب عرار واشتهر به وأمضى جل حياته في فوضى واستهتار ساخر بكل شيء لا يكاد يفارق الكأس.
ولد في إربد بعجلون شمال بلاد الأردن تعلم بها وبدمشق وحلب، وأخرج قبل إتمام دراسته , وحاول العمل في التعليم فأبعد عنه وعين حاكماً إدارياً لبلدة وادي السير سنة 1923 وعزل.
وبعد مدة أدى امتحاناً في الأنظمة المتبعة 1930 وعمل في المحاماة ولم ينجح.
وغلبه اليأس فأفرط في الشرب فمرض إلى أن توفي في بلده إربد.
له ديوان شعر جمع بعد وفاته وسمي " عشيات وادي اليابس "
شعره في الحب
إذا داعــبـه iiالـحـب
فـمـاذا يـفـعل iiالقلب
وهـل حـرج عليه iiوإن
يـكن قد شاخ أن iiيصبو
وأن يـخـفـق iiللغزلان
مـا مـر بـه الـسرب
ألا يـا أَيـها الخفاق iiلي
طــرد الـهـوى iiدأب
وهب سني على iiالخمسين
قـد أَربـت ولـم iiترب
أأغـضـي إن iiمـكحلة
إلـي بـها رمى iiالدرب
أدرهـا أيـهـا iiالـساقي
أَدرهـا انـتـظم الشرب
وقل للعاتبين علي iiطردي
لــهـوى iiانـكـبـوا
ودع عـمـان iiيـسكرها
الـريـاء الوقح iiوالكذب
لقد هزلت شويهاتي فأرف
ق حـسـبـهـا iiحـلب
وقال في قصيدة أخرى
يـقـولـون تب عنها لسوف iiأتوب
وســوف إذا ربـي أراد iiأنـيـب
فـأنـكـر نـدمـاني وأهجر iiحانتي
ولـلـرشـد بـعد الغي سوف iiأثوب
وسوف أغض الطرف إن عرضت له
مـحـاسـنـهـا رعـبوبة iiولعوب
وسـوف الألى قالوا عرار قد ارعوى
ومـن يـرعـوي بعد الضلال iiلبيب
يـقـولـون طـب نفساً بما قد iiفعلته
فـمـا يـسـتـوي مستهتر وأَريب
أنـاشـدكـم وادي الـشـتا iiوظباءه
وغـزلان وادي الـسير وهو iiحبيب
بـغـيـر هوى مضن وكأس iiمدامة
ولـحـن شـجي كيف كيف iiتطيب
دعـانـي وقـد ولـى شبابي iiشبابها
دعـاني وهل يعصي الشباب iiمشيب
وإنـي ولـو جـزت الثمانين iiحجة
لـداعـي صـبابات الهوى iiلمجيب
لـك الـلّـه يـا قلبي لك اللّه iiخافقاً
بـه مـن تـبـاريـح الهيام iiندوب
أما أجمل ما عارضه من الشعر القديم فقوله عن عمان الأردن وحنينه إليها فقصيدته
زمـوا الـقـلـوص فما للبين iiتفنيد
ولا لـجـرح نـكاه الضيم iiتضميد
زمـوا الـقلوص فما أَدري iiأوجهتهم
عـمـان أم أنـهم من دونها iiنودوا
يا معشر الصحب بي وجد أكاد جوى
أذوب مـا أضـرمته الأعين iiالسود
فـهـاتـهـا من صميم الدن مترعة
كـأنـهـا فـي جبين الشرك توحيد
عـسـى لـما بي من غصات حبهم
فـيـمـا يـجـود به الخمار تبديد
يـقـول عـبود إن الحشر iiيجمعنا
يـا هـنـد مـالي وما يرويه iiعبود
مـا زال وصـلـك ما رفت iiذوائبه
عـلـى فـؤادي وظل الحب iiممدود
فـأي قـلـب هـجير الهجر iiيلفحه
يـغـنـيـه فـيء رواقاه iiالمواعيد
وصفه للعين
يا حلوة النظرات حسبك فتنة
حب الشباب وفتنة iiالنظرات
وهو من أجمل الأبيات وهو يقوم بنفسه فلا يحتاج لغيره لإتمام معناه
وتحضر في ذكراه أبيات شعرية اوصى بها بمكان دفنه تقول:
اذا يا صاح جاء الموت يوما
لكي يمضي بروحي للسماء
بحوران اجعلوا قبري لعلي
أشم أريجها بعد الفناء
تحقق لـ «عرار» الراحل في الرابع والعشرين من ايار 1949 ما أراد، فها هي رفاته ترقد في بيته، أو متحفه او ديوانه، وكلما زرت بيته، اسمع صدى قصيده يتوهج في النفس، معنى الشعر، ويوقظ روح البساطة والجمال مستعيدة ما قاله عرار:
يا أردنيات ان أوديت مغتربا
فانسجنها بأبي أنتن أكفاني
وقلن للصحب واروا بعض أعظمه
في تل اربد في سفح شيحان
وتظل شجرة التوت بجذعها الضخم في وقفتها الشماء قبالة ضريح عرار تتبادل واياه الحكايا، ويسمعها قصائده ويتغزل بوقفتها الشامخة التي تحتضن جذعها، وتغص حكايا الفصول الاربعة.
يختار «عرار» لنفسه لقبا يغلب على الاسم، وهي أولى بوادر التمرد على الحياة وعلى العالم وحتى على النفس:
«أرادت عرارا بالهوان، ومن يرد
ونحضر ابيات عرارية تقول:
قالوا سيجمع اشعاري جهابذة
من الشباب، هواهم طبع ديواني
فقلت: شكرا، فشعري لا تصيخ له
من بعد عامي هذا غير آذاني
لأن شعبي جزائي كان منه، وكم
ناصرته في مجال الروع، خذلاني
إن الزمان ولا أقول زماني
بين الطوابع والرسوم رماني
وأحال لذاتي وساوسَ حاسبٍ
يهذي بضرب ثلاثة بثماني
فانظر إلى الندمان كيف تفرّقوا
بعدي وكيف علا الغبار دِناني
وإلى قريضي كيف أصبح تافهاً
وإلى بليغ القول كيف عصاني
وإلى أمانيَّ العذاب يسومها
سوطُ الحساب مهانةَ العبدان
تقبلو تحياتي
المفضلات