كتب سارة سند ١٦/ ٢/ ٢٠١١
قال عدد من الأساتذة العاملين فى جامعة النيل التى أنشأها الدكتور أحمد نظيف، رئيس مجلس الوزراء السابق، إنهم فوجئوا فى الفترة الأخيرة بحملة صحفية، وهجوم وصفوه بأنه عنيف لا يميز بين فكرة الجامعة النبيلة والإنتاج العلمى الذى تحقق بالفعل، والصراع على قطعة أرض وتصفية حسابات لا دخل لهم بها، معتبرين أن هذه الحملات أساءت إلى جهودهم وأثرت على معنوياتهم، وأحرجتهم أمام زملائهم من العلماء فى الداخل والخارج.
وأعرب الأساتذة عن مخاوفهم من هدم إنجازاتهم وجهدهم وعملهم المتواصل فى السنوات الماضية إذا استمرت هذه الحملات، مؤكدين أن خوفهم الأكبر هو من الهجرة الوشيكة للفرق البحثية التى تضم طلبة وباحثين تم تدريبهم فى الجامعة، خاصة أن هناك دولاً عربية وأجنبية تتلهف لمثل هذه الكفاءات النادرة، ما يؤدى إلى انهيار نواة علمية مصرية حقيقية لعصر ما بعد الثورة.
وقال الأساتذة فى بيان أصدروه أمس، لتوضيح موقفهم: «عملنا فى أكبر المراكز البحثية العلمية والمتخصصة فى مجالات النانوتكنولوجى، والهندسة الوراثية والمعلوماتية والحيوية، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وبيننا من صُنف ضمن أفضل الباحثين فى مجال تخصصه، ومن حصلت أبحاثه على أرفع الجوائز فى المحافل الدولية، لكننا عدنا لخدمة بلادنا، مضحين بإغراءات مادية ومعنوية كبيرة خضع لها غيرنا فى دول أجنبية وعربية،
وتصادف عند عودتنا إنشاء جامعة النيل الأهلية التى لا تهدف للربح، ووجدنا فيها نموذجاً مماثلاً، بل أحياناً أفضل مما عايشناه فى الخارج، حيث وفرت لنا الجامعة دخلا كريما وإن كان أقل كثيرا مما عُرض علينا فى الخارج، والأهم من ذلك وفرت لنا آلية مرنة لإنشاء فرق عمل بحثية من طلبة وكوادر مصرية، حيث يحصل الطالب المصرى المتفوق على منحة دراسية وراتب شهرى مناظر لما يحصل عليه زملاؤه فى الشركات الصناعية ليتفرغ للبحث العلمى، كما يحدث تماما فى الدول المتقدمة».
وأضاف البيان: خلال ٣ سنوات فقط نمت هذه الفرق البحثية فى الجامعة لتضم أكثر من ٤٠ أستاذاً، و١٠٠ باحث أصدروا أكثر من ٢٠٠ بحث وورقة علمية وكتاب، نتاج أكثر من ٢٠ مشروعاً بحثياً بالتعاون مع كبرى الجامعات العلمية، مثل هارفارد، وجونز هوبكنز، ونورث ويسترن، والكلية الملكية بلندن، والبديع فى هذا أنه لأول مرة يعمل الطالب والباحث المصرى مع زميله الأوروبى والأمريكى بشكل متكامل.
وقال الدكتور محمد أبوالهدى، أستاذ الهندسة الوراثية والمعلوماتية الحيوية فى الجامعة، فى تصريحات لـ «المصرى اليوم»: «الحملة الإعلامية زادت علينا مع تغير الأوضاع فى مصر، وشعرنا بأنه من الممكن توقف نشاط الجامعة فى الفترة المقبلة، ويتوقف الدعم الذى كنا نحصل عليه للمشروعات البحثية، والمشكلة أنه لا يوجد من يفرق بين الإبداع والبحث العلمى، والخلاف على أرض الجامعة، خاصة أن الجامعة تقدم محتوى علمياً متميزاً، وهى نواة لنبتة علمية من شباب مصر، وأريد أن ألفت الانتباه إلى أن الجامعة أهلية غير هادفة للربح، وتربط علماء الداخل بالخارج».
المفضلات