هذا العصر هو عصر الجماهير وليس عصر الامن الذى يقتل ويقمع ويعتقل ويصادر الحريات ويكمم الافواه افواه الشعوب بامر الحكام لتثبيتهم على الكراسى لكن ارادة الشعب هى الاقوى والابقى وان طال الزمن.
بعد ثلاثين عاماً من الحكم العسكرى الشمولى الباطيش ها هو فرعون مصر يغادر كرسى الحكم على اصوات الجماهير واحتجاجاتها المتواصلة التى استمرت لثمانية عشرة يوماً سقط خلالها الشهداء ورووا بدمائهم الذكية ارض مصر وكتبوا بها عنوان الثورة والحرية والكرامة ولم تخيفهم كل حيل الامن من ضرب وتنكيل لاخافتهم لكن هيهات ومثلما سقط زين العابدين بن على الرئيس التونسى ها هو حسنى مبارك يسقط على طريقته مقدماً التازلات تلو التازلات حى خر صعقاً ليتنسم شعب مصر عبق الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان التى افتقدوها لسنوات طوال صادرها منهم رئيسهم بقانون الطوارئ والحيل القانونية المتعددة وبطش قوات الامن.
القوات المسلحة المصرية قدمت درساً جيداً فى الوطنية والدفاع عن الشعب وثورته ولم يقم بضرب الشعب واستخدام القوة ضدهم بل كان يساندهم ويدعوهم للتعبير عن ارائهم بطريقة سلمية حضارية كما شاهدها الجميع وتلك هى دور القوات المسلحة التى ينبغى ان يكون فى كل مكان هو حماية ثورات الشعب التحررية وليس مساندة الدكتاتوريات والتحية لقوات الشعب المسلحة المصرية.
ان ما حدث فى تونس ومصر لن تتوقف هناك بل ستمتد الى بلادان اخرى فى المنطقة وفى السودان راينا كيف خرج الشباب فى كل من الخرطوم والجزيرة ونيالا وسنار والابيض وشندى فى مسيرات منددة بالوضع المزرى التى وصلت اليها البلاد وحتى وان قمعت قوات الامن المسيرات باستخدام القوة المفرطة ضدهم فان ذلك هى رسالة لنظام الانقاذ ومؤتمرة اللا وطني الذى مارس كل انواع القتل والبطش ضد مواطنيه فى كل اصقاع السودان خاصة فى دارفور والتى لا زالت اثار جرائمة باقية ممثلة فى معسكرات النزوح والالاف من اللاجئين والنازحين وما زالت عمليات القتل والاغتصاب وحرق القرى مستمرة فى انحاء دارفور وبعد ذلك فصلة لجزء عزيز من الوطن وهو جنوبة ورغم كل الانتهاكات يتحدث قياداته ان اسباب الثورة فى البلاد غير وراردة لكنكم سكارى بنشوة السلطة وسنرى مقبل الايام كيف يكون مصيركم.
بقلم : محمد سليمان
المفضلات