تنظم هيئة أبوظبي للثقافة والتراث معرضا يسلط الضوء على الأعمال الأثرية المهمة التي اكتشفها علماء آثار دانماركيون خلال الفترة الممتدة من 1958 إلى 1972 بإمارة أبوظبي.
ويقام المعرض الذي يستمر حتى مايو/ أيار القادم في محيط قلعة الجاهلي بمدينة العين، مستوحيا تصميمه من الشكل الدائري لمدفن هيلي الكبير بالعين، ومقسما لأربعة عشر قسما تحكي قصة كشف فريق الآثار الدانماركي التابع لمتحف موسجارد الدانماركي.
وتوفر هذه الاكتشافات -التي تزيد عن 147 قطعة أثرية- لمحة نادرة عن الحياة القديمة في شبه الجزيرة العربية وتشمل بعضا من أهم المواقع الأثرية في جنوب شرقها، مما ساهم في فهم الثقافة ونمط الحياة لدى السكان الأوائل على أرض الإمارات.
وفى المؤتمر الصحفي الذي سبق افتتاح المعرض، أكد المدير العام لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث محمد خلف المزروعي، أن الحفريات التي أجريت خلال خمسينيات وستينيات القرن الماضي بإمارة أبوظبي ساهمت في توفير معلومات أساسية حول عصر يعود إلى ما بين أربعة آلاف وخمسة آلاف عام، حين كان هذا الجزء من شبه الجزيرة العربية مركز الحضارة الحية والغنية التي أدارت إنتاج وتوزيع كميات هائلة من النحاس والثروات إلى العالم القديم.
المزروعي: أبوظبي ساهمت بتوفير معلومات حول عصر يعود إلى خمسة آلاف عام (الجزيرة نت)
من جهته أشار السفير الدانماركي لدى دولة الإمارات بول هوينس إلى الدور الذي لعبه الأثريون الدانماركيون في الكشف عن التاريخ الثري لدولة الإمارات العربية المتحدة، قبل خمسين عاما، حيث كانوا أول من بدأ أعمال التنقيب في منطقة الخليج العربي.
تبادل حضاري
واستطاع هؤلاء الأثريون –بحسب هوينس- إثبات أن منطقة الخليج العربي قبل أربعة آلاف عام كانت مركزا تجاريا واجتماعيا للتبادل الحضاري بين العديد من الثقافات التي وجدت في ذلك الوقت.
وأشار منظمو المعرض إلى أنه يهدف لإبراز عدد من أهم المواقع التاريخية والأثرية في المنطقة والتعريف بها كمستوطنة أم النار، ومدافن جبل حفيت، ومدفن هيلي الكبير، وبرج هيلي، وقرن بنت سعود.
وكان متحف موسجارد قد أوفد فريقا عام 1958، إلى أبوظبي مؤلفا من 34 من علماء الآثار الدانماركيين بقيادة "بي. في. غلوب" و"تي. جي. بيبي"، تمّ توجيه الدعوة إليهم للبحث عن الحضارات الزائلة القديمة في أبوظبي، بميزانية محدودة تبلغ ألفي جنيه إسترليني.
وفي خمسينيات وستينيات القرن الماضي، تم شحن جميع المكتشفات إلى المتحف في أرهوس ليجري حفظها وتسجيلها ودراستها، حيث لم يكن هناك متحف في أبوظبي، لتتم إعادتها بعد افتتاح المتحف الوطني في العين عام 1971.
ويتضمن المعرض الذي يمتد ثلاثة أشهر، برنامجا تعليميا تفاعليا ومكثفا لطلبة المدارس والعائلات وعموم الزوار، حيث سيتعلم الطلاب في سن بين 10 و13 عاما كيفية التنقيب عن الآثار عبر تطبيق تقنيات التنقيب عن الآثار في موقع آثار اصطناعي.
ويقدم المعرض كذلك ورشتي صناعة وتلوين الفخار للطلبة وعائلاتهم إلى جانب جولات تعريفية في المعرض باللغتين العربية والإنجليزية.
هوينس: منطقة الخليج العربي قبل أربعة آلاف عام كانت مركزا للتبادل الحضاري (الجزيرة نت)
مشروعات أثرية
وتعمل هيئة أبوظبي للثقافة والتراث ضمن جهودها للحفاظ على التراث المادي لأبوظبي، على إنجاز مشروع شامل لإعداد الخرائط لكل مواقع البقايا الحيوانية المتحجرة في الإمارة، التي تنتشر معظمها على طول امتداد المنطقة الغربية.
وتقوم الهيئة أيضا بتوثيق المواقع الأثرية المنتشرة في مناطق واسعة من أبوظبي، بهدف حصر المواقع المختلفة وتسجيلها في قاعدة بيانات خاصة، كما ستنظم الهيئة مؤتمرا دوليا حول الآثار في الإمارات بمشاركة خبراء محليين وعالميين، في مدينة العين يومي 30 و31 من مارس/ آذار المقبل.
يذكر أن متحف موسجارد سوف يفتتح في عام 2013 مبنى ضخما وجديدا للمعارض في الدانمارك، يضم قسما مخصصا للتاريخ المبكر والثقافة في منطقة الخليج العربي.
المصدر: الجزيرة
المفضلات