ينظر مسؤولون أميركيون إلى وزير الدفاع المصري المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية على أنه حليف ملتزم بتجنب حرب أخرى مع إسرائيل لكنهم رسموا له في السابق صورة على أنه مقاوم للإصلاح السياسي والاقتصادي.
وذكرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن حسين طنطاوي تحدث إلى نظيره الأميركي روبرت غيتس خمس مرات منذ بدء الثورة الشعبية في مصر كان آخرها مساء الخميس.
وامتنع مسؤولو وزارة الدفاع الأميركية عن الكشف عن فحوى محادثات طنطاوي وغيتس. وقد أشاد غيتس علنا بالجيش المصري باعتباره قوة تعمل على الاستقرار خلال الأزمة، وقال الثلاثاء الماضي إن الجيش المصري "قدم إسهاما في التحول الديمقراطي".
لكن مسؤولين أميركيين وصفوا في أحاديثهم الخاصة طنطاوي -وفقا لما جاء في برقية لوزارة الخارجية الأميركية ترجع إلي عام 2008 نشرها موقع "ويكيليكس" على الإنترنت- بأنه "شخص مقاوم للتغيير وغير مرتاح لتركيز الولايات المتحدة على مكافحة الإرهاب".
التزام
وقالت برقية وزارة الخارجية إنه ملتزم بمنع نشوب أي حرب أخرى على الإطلاق، غير أن دبلوماسيين نبهوا قبل زيارة له لواشنطن عام 2008 إلى أنه ينبغي للمسؤولين الأميركيين أن يكونوا مستعدين لمقابلة طنطاوي "المتقدم في العمر والمقاوم للتغيير".
وقالت البرقية "رغم أنه ذو شخصية جذابة ولطيف فهو منخرط في نموذج عسكري بعد كامب ديفد يخدم المصالح الضيقة لجماعته على مدى العقود الثلاثة الماضية" في إشارة إلى اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل.
وأضافت البرقية قائلة "في مجلس الوزراء حيث لا يزال له نفوذ كبير يعارض طنطاوي إصلاحات اقتصادية وسياسية يرى أنها تضعف سلطة الحكومة المركزية، فهو مهتم بالدرجة الأولى بالوحدة الوطنية ويعارض مبادرات سياسية يعتقد أنها تشجع الانقسامات السياسية أو الدينية في صفوف المجتمع المصري".
حماية الشرعية
وقالت البرقية إن طنطاوي يعتبر أن دور الجيش هو حماية الشرعية الدستورية والاستقرار الداخلي، كما ذكرت أنه كان متشككا في برنامج الإصلاح الاقتصادي المصري في مطلع العقد الماضي معتقدا أن تخفيف سيطرة الحكومة على الأسعار والإنتاج يغذي زعزعة الاستقرار الاجتماعي.
وتابعت تقول إن حسين طنطاوي "سيجادل بأن أي شروط للمساعدات العسكرية تعتبر غير بناءة وسيقول أيضا إن الجيش لا يقف وراء مشكلات حقوق الإنسان في مصر وسيقاوم مساعي الكونغرس الأميركي لفرض شروط فيما يتعلق بحقوق الإنسان".
وقالت البرقية "هو ومبارك يركزان على استقرار النظام والحفاظ على الوضع القائم حتى نهاية عهدهما، إنهما بكل بساطة لا يمتلكان الحيوية أو الرغبة أو رؤية شاملة لعمل أي شيء بشكل مختلف".
المصدر: رويترز
المفضلات