قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) أندرس فوغ راسموسن أمس الأربعاء إن من المهم أن تظل مصر قوة معتدلة في الشرق الأوسط.
جاء ذلك خلال حديث لراسموسن أمام مؤتمر هرتزليا عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الذي قال إنه يشكل عقبة أمام استقرار المنطقة، معتبرا أن الأوضاع في المنطقة تغيرت وأن على الأطراف الاستفادة من هذه الفرصة وزيادة الجهود لضمان مستقبل حر وضمان السلام والاستقرار.
وقال راسموسن "اضطلعت مصر بدور مفصلي معتدل في المنطقة على مدار نحو 30 عاما".
وأبلغ راسموسن المؤتمر بعد لقائه مع كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير خارجيته أفيغدور ليبرمان، أن الاستقرار والازدهار يأتيان فقط من الشرق الأوسط نفسه، وأنه إذا اختارت دول المنطقة هذا المسار فإن الناتو يمكن أن يعمل كوسيط.
زيارة أشتون
جاء ذلك في وقت قال فيه مسؤول في الاتحاد الأوروبي إن مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد كاثرين أشتون ينبغي أن تزور مصر في الأسابيع القليلة القادمة، رغم إحجام حكومة القاهرة عن استقبال زوار أجانب بسبب المظاهرات المتواصلة والمطالبة برحيل الرئيس حسني مبارك.
وطلب زعماء الاتحاد من أشتون زيارة القاهرة والاجتماع مع مسؤولين في الحكومة وجماعات المعارضة لبحث السبل التي يمكن من خلالها لأوروبا أن تدعم نقلا للسلطة إلى حكومة موسعة.
ونقل مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي عن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أنه لا يريد استقبال زوار أجانب في القاهرة في فبراير/شباط الجاري "لأنهم مشغولون".
وأضاف المسؤول "بصراحة لا أتصور أن المصريين لا يستطيعون استقبال الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي في نهاية هذا الشهر".
يذكر أن أشتون كانت دعت الرئيس حسني مبارك إلى الدخول في حوار فوري مع المعارضة والتجاوب مع تطلعات المحتجين المناهضين للحكومة. وحثت بعد أقل من أسبوع على اندلاع المظاهرات يوم 25 يناير/كانون الثاني الماضي، النظام المصري على "التجاوب مع المظالم المشروعة والتطلع إلى مستقبل أفضل للشعب المصري"، مشددة على ضرورة تقديم "إجابات واضحة تتخذ هيئة الخطوات العملية".
وقبل نحو أسبوع ندد زعماء الاتحاد الأوروبي خلال قمة في بروكسل بالعنف الذي شهدته مصر أثناء المظاهرات المطالبة بتنحي الرئيس مبارك، وطالبوا بانتقال فوري وسلمي للسلطة.
لا تقليص للمساعدات
من ناحية ثانية، رفض وزير التنمية الألماني ديرك نيبل تقليص المساعدات التنموية التي تقدمها بلاده لمصر كوسيلة ضغط على الحكومة المصرية.
وبرر نيبل ذلك بأن الشعب هو الذي سيتضرر من هذا التقليص، وقال في تصريح لصحيفة "فرانكفورتر روند شاو" الصادرة اليوم الخميس في ألمانيا "إذا لم نجدد، على سبيل المثال، توربينات السد العالي، فإن النتيجة ستكون تيارا كهربائيا أقل وإنتاجا صناعيا أقل وفرص عمل أقل والمزيد من الفقر والمزيد من التربة الخصبة للمتشددين".
وأكد نيبل أن المشروعات التي تدعمها ألمانيا في مصر ليست ذات صلة بالحكومة هناك وأن ألمانيا لم تقدم لمصر أبدا مساعدات مالية غير مشروطة لدعم الموازنة العامة في مصر.
المصدر: وكالات
المفضلات