عمان - بترا - اشاد مشاركون في الاحتفال الذي نظمته البعثة الاردنية لدى الامم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف اخيرا بمناسبة أسبوع الوئام العالمي بين الأديان بالمبادرة التي اطلقها جلالة الملك عبد الله الثاني في الجمعية العامة بالأمم المتحدة في أيلول الماضي وقررت الجمعية العامة أن يكون الاسبوع الاول من شهر شباط من كل عام اسبوعا للوئام .
واستعرض مندوب الأردن الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف السفير شهاب ماضي في افتتاح اللقاء المبادرة الهاشمية لأسبوع الوئام العالمي بين الأديان، معربا عن اعتزاز المملكة بتبني الاسرة الدولية لهذه المبادرة.
وبين ان الأردن في طليعة الدول التي تسعى جاهدةً لتعزيز التفاهم المشترك ونشر الحوار وهو جهد يشكل عنصراً مهماً في السياسة الأردنية، موضحا أن الأردن منذ تولي جلالة الملك عبدالله الثاني عرش المملكة قد اتخذ دوراً ايجابيا وفعالاً في نشر قيم التسامح والاعتدال وظهر هذا الدور في تخفيف التوترات بين أتباع الديانات التي تهدد الأمن والاستقرار العالميين.
وقال مديرالمركز الأردني لبحوث التعايش الديني الاب حداد امس الاربعاء لـ(بترا) بعد عودته من جنيف حيش شارك في فعاليات الاسبوع انه استعرض في كلمته بالاحتفال الدور الهاشمي الذي يقوده جلالة الملك عبدالله الثاني في بناء ثقافة الوئام والاحترام بين أتباع الديانات هو دور رائد لا مثيل له، اذ ان الأردن المنفتح على كل الثقافات والحضارات يحمل إرثاً عزز مناخات الوئام واحترام الإنسان وكرامته وحريته. وفي عرضه للنموذج الأردني في التعايش بين الاديان قدم الاب حداد رسالة عمان التي تعد وثيقة تاريخية شكلت جهداً واعياً وتثقيفياً في مواجهة الأفكار المغلوطة وأسست لمنهجية تطبيقية للحوار، مؤكدا أن هذه الوثيقة التي تلقاها المسيحيون العرب بكثير من الاحترام قد رأوا فيها مبادرة مهمة لتعزيز التسامح بين المسلمين وغير المسلمين.
واكد في كلمته ضرورة نشر ثقافة التسامح والاحترام المتبادل بين أتباع الديانات في مواجهة التطرف والعنف وتنامي انتشار الأصولية الدينية التي أخذت تحتل جزءاً هاماً في الأحداث على خريطة العالم في العديد من المجتمعات، مستعرضا التجربة الأردنية في الوئام ونموذج التعايش.
ودعا القيادات الدينية الى القيام بدور مهم في تعزيز الحوار والتفاهم كلغة حضارية وحيدة يمكن أن تحقق الوصول إلى قواسم مشتركة بين أتباع الديانات.
كما عرض الاب حداد في الاحتفال وثيقة «كلمة سواء» التي جاءت بياناً توافقياً تفصيلياً ابرز القاسم المشترك بين الإسلام والمسيحية القائم على حب الله وحب الجار وأسس للتآلف المبني على هذه القيمة.
وقال ان الوثيقة اسست بجهود سمو الأمير غازي بن محمد لبيئة حوار جديد بين المسلمين والمسيحيين الذين يشكلون أكثر من نصف سكان المعمورة، مطالبا كل صناع القرار أن يحذوا حذو المملكة في نشر الانفتاح الذي يقود إلى بناء الثقة التي تقود إلى الوئام. وبين الاب حداد ان المبعوث الخاص للرئيس الأميركي لدى منظمة المؤتمر الإسلامي السفير رشيد حسين ثمن في كلمة له في الاحتفال جهود جلالة الملك عبدالله الثاني في نشر ثقافة الوئام، معربا عن بالغ التقدير لجلالته على هذه المبادرة وجهوده المستمرة من أجل الوحدة بين أبناء الإنسانية معربا عن سعادته بالمشاركة في الاحتفال بأسبوع الوئام العالمي بين الأديان .
وقال حسن ان هذا الاسبوع سيشكل تقليداً سنوياً للاحتفال بالانجازات في مجالات بناء السلام والتفاهم والوئام والتعاون في السنوات المقبلة. وعبرت مندوبة الولايات المتحدة في مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان السفيرة آيلين دوناهو عن سعادتها باستضافة هذا الاحتفال بالتعاون مع البعثة الاردنية لدى الامم المتحدة مشيرة الى أنه ينبغي على الحكومات مواجهة العنف الطائفي و استخدام الوسائل والإجراءات للحماية من التمييز ومواجهة جرائم الكراهية واستخدام الحوارات الدينية والتثقيف والتربية والدفاع بقوة عن الحرية الدينية وحرية التعبير.
وقالت ان الاحتفال الذي يعد الاول في مجال الحوار بين الأديان للاحتفاء بمبادرة جلالته الملك عبد الله الثاني التي يجري في ضوئها مناقشة ما يجري من أحداث العنف الطائفي وغياب التسامح الديني في العالم ولحث الحكومات والمنظمات الدولية والمدنية والدينية على بذل الجهود والفعاليات البناءة لنشر ثقافة السلام والتسامح من خلال الحوار والتفاهم المتبادل لخدمة الوئام.
وحضر الاحتفال الذي نظمته البعثة الاردنية بالتعاون مع البعثة الاميركية لدى المنظمة الدولية أعضاء البعثات الدبلوماسية المعتمدة والممثليات لدى المنظمات الدولية في جنيف وعدد من الشخصيات من المجتمع المدني وممثلون عن المنظمات غير الحكومية الناشطة في مجال حقوق الانسان .
المفضلات