القاهرة - وكالات - قال الرئيس المصري حسني مبارك الذي يكافح للتشبث بالسلطة في مواجهة احتجاجات لم يسبق لها مثيل على الفقر والفساد والقمع امس انه سينقل السلطات الى نائبه.
وفي خطاب لم يلب مطالب المحتجين له بالتنحي فورا بدا ان مبارك (82 عاما) يتخلى عن السلطة لنائبه عمر سليمان رئيس المخابرات السابق الذي تثق به واشنطن.
وكرر مبارك القول بأنه لن يترشح لخوض الانتخابات القادمة التي تجرى في ايلول وقال ان الحوار مع المعارضة ادى الى توافق مبدئي على حل الأزمة.
وقال مبارك ان مصر تتجه الى نقل سلمي للسلطة مؤكدا انه يثق في صدق مطالب المحتجين ونواياهم لكنه شدد على رفضه لإملاءات القوى الخارجية على بلاده.
واضاف مبارك انه يشعر بآلام من فقدوا ذويهم في الاحتجاجات وانه ملتزم بالاستجابة لمطالب الأمة وتابع ان أولئك الذين توفوا والذين حددت الأمم المتحدة عددهم بنحو 300 شخص لم يموتوا هباء.
وفي وقت سابق أصدر الجيش المصري ما أسماه «بيان رقم واحد» وقال إنه يتحرك للحفاظ على الوطن وتطلعات الشعب بعد اجتماع للمجلس الأعلى للقوات المسلحة.
ولم يكن مبارك وهو قائد سابق للقوات الجوية موجودا في اجتماع المجلس.
وأظهر التلفزيون الحكومي لقطات لمبارك وهو جالس خلف مكتبه في صمت خلال اجتماع مع نائبه عمر سليمان. وقال التلفزيون إنهما اجتمعا اليوم الخميس إلا أن التوقيت لم يتضح خلال اللقطات. ولم يظهر سليمان أيضا في اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
وذكرت قناة العربية التلفزيونية أن قادة الجيش يعتزمون تأييد تسليم السلطة الفعلية لسليمان (74 عاما). ونسبت القناة لمصادر لم تحددها أن الجيش سيتحرك إذا رفض المتظاهرون هذه الخطة.
وقال حسن الرويني قائد المنطقة المركزية بالجيش المصري لعشرات الالوف من المتظاهرين في ميدان التحرير «كل ما تريدونه سيتحقق». وهتف المتظاهرون قائلين «الشعب يريد إسقاط النظام وقد سقط النظام.»
وفي وقت لاحق طالب نائب الرئيس المصري عمر سليمان جموع المتظاهرين المحتشدين بوسط العاصمة المصرية إلى العودة إلى ديارهم وأعمالهم .
وتعهد سليمان بالعمل على تحقيق أمن الوطن والحفاظ على استقراره ، وقال «لقد دقت ساعة العمل سنعمل بروح الفريق الواحد وبعزيمة المصريين التي لا تلين» .
وثار المتظاهرون في ميدان التحرير غضبا لعدم اعلان الرئيس حسني مبارك تنحيه الفوري عن السلطة وطالبوا الجيش بالانضمام اليهم في ثورتهم.
وقام المئات من الحتجين بخلع احذيتهم والقائها على الشاشة التي ظهر عليها مبارك وهو يلقي خطابه فيما اخذت الجموع تهتف «يسقط مبارك! ارحل، ارحل» و»على القصر رايحين شهداء بالملايين».
ودعا اخرون الى اضراب عام فوري وطلبوا من الجيش الذي نشر اعداد كبيرة من القوات والدبابات حول الميدان «يا جيش مصر اختار الان .. الشعب او النظام».
وأفاد شهود عيان بأن آلاف المتظاهرين توجهوا نحو مبنى الإذاعة والتلفزيون المصري .
المفضلات