دعا معتصمون في ميدان التحرير بقلب القاهرة إلى توسيع نطاق الاحتجاجات التي تطالب بتنحي الرئيس حسني مبارك, رغم بدء حوار بين عمر سليمان نائب الرئيس وعدد من القوى السياسية على رأسها جماعة الإخوان المسلمين.
وكشف الصحفي أحمد عبد الجواد من ميدان التحرير للجزيرة عن فكرة يدرسها المحتجون حاليا للتوجه إلى القصر الجمهوري وعدد من الأماكن "حتى لا يمكن النظام من إطفاء جذوة الثورة".
جاء ذلك في وقت واصل فيه المحتجون التدفق على ميدان التحرير بأعداد متزايدة بالقياس للفترة الصباحية التي شهدت محاولات من الجيش لتضييق الساحة التي يتجمع بها المعتصمون, لفتح طرق للسيارات وتسيير الحياة اليومية للمواطنين.
وقال متظاهر للجزيرة من الميدان إن هناك مخاوف من محاولات الجيش للتضييق على المعتصمين مشيرا إلى أنه جرى التصدي لعمليات تحريك الآليات العسكرية المحيطة بالميدان من خلال سلاسل بشرية، كما تحدث محتجون عن منع وصول الطعام إليهم.
وقد بثت قناة الجزيرة صورا تظهر حركة مرور عادية صباح اليوم حول ميدان التحرير رغم وجود عدة دبابات تابعة للجيش في بعض الشوارع، الأمر الذي عرقل سير المركبات فيها. كما واصل الجيش حماية المباني الحكومية والسفارات والمؤسسات الحيوية الأخرى.
وكان المعتصمون بالميدان اندفعوا يوم أمس لوقف تحركات لقوات الجيش بهدف -وفق ما يقولون- تضييق المساحة التي يحتلونها في الميدان.
وقالت الصحفية ميساء رمضان للجزيرة إنه بعد فشل الأمن اقتحام ميدان التحرير، بدأ النظام يستخدم أسلحة أخرى في محاولة لتضييق مساحة الميدان بدخول الدبابات إليه وبالتالي تقليل عدد المتظاهرين، وكذلك إدخال بعض العناصر لإحداث بعض البلبلة والتشويش الفكري للتأثير على المتظاهرين ومحاولة إظهار أنهم معزولون عن المجتمع.
المتظاهرون رفضوا محاولات الجيش تضييق مساحة الاعتصام بميدان التحرير (الأوروبية)
وأطلق المعتصمون على يوم أمس "أحد الشهداء" حيث أقام المسلمون صلاة الغائب والمسيحيون قداس الأحد، تخليدا لذكرى من قتلوا شهداء خلال مظاهرات بدأت في الخامس والعشرين من الشهر الماضي.
غضب بالمحافظات
وفي الإسكندرية, يواصل المحتجون اعتصامهم في ميدان سيدي جابر, تضامنا مع زملائهم في ميدان التحرير.
وقال الصحفي رضا شعبان للجزيرة إن المظاهرات جابت أمس شوارع المدينة ومرت بالأحياء الشعبية، وكلما مرت أمام كنيسة أو مسجد خرج القساوسة أو الأئمة وحيوا المظاهرة التي انتهت حيث بدأت بمنطقة سيدي جابر، ونصب المتظاهرون الخيام للبقاء هناك.
وفي المنصورة قال صحفي بجريدة "المصري اليوم" للجزيرة إن نحو ربع مليون متظاهر خرجوا أمس للمطالبة بسقوط النظام. كما شهدت المدينة اشتباكات بين مجموعة من البلطجية والمتظاهرين استخدمت فيها قنابل المولوتوف والأسلحة البيضاء، مما أدى لإصابة نحو ثلاثين شخصا بجروح قطعية، بينما وقف الجيش على الحياد.
وقال ممدوح عرفة أيضا إن مظاهرات المنصورة امتدت على مسافة كيلومترين، ومرت على مراكز الأمن وشاهدها ضباط الأمن بدهشة، إلى أن استقر بهم الأمر في ميدان وسط المدينة حيث صلوا صلاة الغائب على أرواح ضحايا المظاهرات بعد صلاة الظهر.
المظاهرات توالت في السويس (الجزيرة)
وفي مدينة السويس خرجت مظاهرة حاشدة جابت شوارع المدينة وشارك فيها الآلاف إضافة إلى القوى الوطنية والمعارضة، مرددين هتافات مطالبة برحيل مبارك ونظامه، مؤكدين أن المظاهرات ستستمر بالتزامن مع ما يحدث في ميدان التحرير. وأعلن متظاهرون بالسويس عزمهم التوجه إلى ميدان التحرير لدعم المعتصمين هناك.
كما شهدت مدن المحلة الكبرى والزقازيق وطنطا وبني سويف وأسيوط ودمنهور والعريش مظاهرات حاشدة تطالب برحيل مبارك، رغم محاولات منع وتخويف من قبل مجموعات مرتبطة بالحزب الوطني الحاكم.
مفاوضات
في غضون ذلك عبر عدد من شباب المتظاهرين بميدان التحرير للجزيرة عن رفضهم للمفاوضات الدائرة بين نائب الرئيس وعدد من القوى السياسية, قائلين إن أحدا لا يمثلهم بتلك اللقاءات وإنهم لن يرحلوا حتى يرحل مبارك.
وقال متظاهرون إنهم لم يفوضوا أحدا للتحدث باسمهم، مشددين على عدم تنازلهم عن مطالبهم. كما قالت الناشطة السياسية نوارة نجم للجزيرة إنها لا تعرف هؤلاء الشباب الذين اجتمع معهم سليمان، مؤكدة أنه لا تفاوض إلا بعد رحيل مبارك.
وقد بث التلفزيون الرسمي مشاهد تظهر نائب رئيس الجمهورية يتحدث مع مجموعة من الشباب قال إنهم يمثلون المتظاهرين، وعدد من ممثلي أحزاب المعارضة ومن بينهم الإخوان المسلمون.
وقال متحدث باسم الحكومة بعد الاجتماع إن الحكومة وافقت على وضع خارطة طريق للحوار، مشيرا إلى أن "مبارك سيبقى في منصبه للإشراف على التغيير".
وأعلن المتحدث أن الحكومة ستمضي قدما نحو الإفراج عن الناشطين المعتقلين وضمان حرية الصحافة وإلغاء قانون الطوارئ، وتم تشكيل لجنة لدراسة التعديلات الدستورية.
المصدر: الجزيرة + وكالات
المفضلات