ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن انقساما حدث في صفوف المعارضة المصرية أمس السبت إزاء الدعوة التي وجهها لهم نائب رئيس الجمهورية عمر سليمان لبدء حوار حول تشكيل حكومة انتقالية، في وقت لا يعطي فيه الرئيس حسني مبارك أي إشارة على استعداده للتنازل عن السلطة.
والتقى سليمان ممثلين للعديد من أحزاب المعارضة، غير أن جماعة الإخوان المسلمين -وهي أكبر تنظيمات المعارضة- ومحمد البرادعي، الذي اختير ناطقا رسميا باسم المتظاهرين المناوئين لمبارك، رفضوا دعوته لحضور الاجتماع.
وقالت الصحيفة إن لجنة الحكماء المؤلفة من قيادات تحظى بالاحترام والتي كانت إدارة أوباما تأمل في مباركتها للحوار، نأت بنفسها هي الأخرى عن اللقاء بعد أن اجتمع مبارك مع مجلس وزرائه، وهو ما رأت فيه اللجنة مؤشرا على عدم نيته التخلي عن منصبه.
وأعرب مسؤولون بالإدارة الأميركية عن خيبة أملهم في فشل الحوار. وحثت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في مؤتمر للدفاع في ميونخ الألمانية زعماء المعارضة المصرية على عدم التعجل في رفض الحوار، وحذرت من أن البديل قد يكون في استيلاء المتطرفين على السلطة.
وفسَّر بعض رموز المعارضة تلك التصريحات بأنها نكوص عن مطالبة أوباما لمبارك الثلاثاء الماضي بالشروع في نقل السلطة الآن.
وقال البرادعي إذا كانت الرسالة التي تأتي من واشنطن الآن هي أن بإمكان مبارك الاستمرار في منصبه على أن يقود نائبه التغيير، فإنها بذلك تبعث رسالة خاطئة كليا إلى الشعب المصري.
وتعكس التصريحات المتبادلة مدى هشاشة الموقف الأميركي من الأزمة المصرية. كما أنها أحدث مؤشر على الصعوبة التي ظلت تواجه الإدارة الأميركية في مسعاها لتوجيه الأحداث المتسارعة نحو حل يلبي ما وصفها أوباما بمطالب الإصلاحات المشروعة للمحتجين، مع حرصها على أن لا تبدو كأنها تخلت فجأة عن حليف قديم.
وقد ظل أوباما ومستشاروه للأمن القومي حريصين على عدم مطالبة مبارك مباشرة بالتنحي، مع أنهم لن يرفضوا إذا ما فعل ذلك من تلقاء نفسه، شريطة أن يتم انتقال السلطة بشكل منظم.
لكنهم نصحوا مبارك بأن يقف بعيدا أثناء تفاوض الحكومة وزعماء المعارضة حول رفع قوانين الطوارئ والقيود الأخرى المفروضة على الحريات السياسية والمدنية, وإجراء إصلاحات دستورية تفضي إلى انتخابات حرة ونزيهة.
المصدر: واشنطن بوست
المفضلات