على الرغم من وقوف الرئيس الأميركي باراك أوباما مؤخرا إلى جانب المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية في مصر، فإن إدارته قضت أول عامين لها في السلطة وهي تخفف من ضغط الولايات المتحدة من أجل إصلاحات حقوق الإنسان في البلد.
وقالت لوس أنجلوس تايمز إنه في وقت مبكر من رئاسة أوباما قلص المسؤولون الأميركيون التمويل المخصص لتعزيز الديمقراطية في مصر إلى النصف، واتفقوا أيضا على تقييد منح معينة باستثناء المنظمات التابعة لنظام الرئيس حسني مبارك "المستبد"، مبطلين بذلك سياسة الإدارة السابقة لجورج بوش لتمويل الجماعات التي على خلاف مع الحكومة.
وأشارت الصحيفة إلى أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قللت من أهمية تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يوثق التعذيب والاغتصاب والاعتقالات السياسية في مصر، وذلك في اجتماع لها مع مبارك في مارس/آذار 2009.
وقالت كلينتون "نحن ننشر هذه التقارير عن كل بلد ومن ثم نأمل أن تؤخذ في السياق الذي تقدم من أجله وهو أننا جميعا أمامنا مجال للتحسين".
"
أوباما عاد إلى ما كانت عليه السياسة الأميركية تجاه مصر منذ عقود من حيث تأييد الرئيس المصري في ملاحقته واعتقاله وسجنه للمعارضين السياسيين
"
غارديان
وأشارت الصحيفة إلى أن عبارات أوباما عن الحقوق السياسية في خطابه للعالم الإسلامي في القاهرة عام 2009 كانت عامة ولم يطالب صراحة بإصلاح في مصر كما فعلت وزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس عام 2005، حيث عكست تصريحات رايس أجندة الحرية التي اتبعها الرئيس السابق بوش في الشرق الأوسط والتي انطوت على تصعيد الضغط من أجل إصلاحات ديمقراطية.
وقالت إن أوباما عاد إلى ما كانت عليه السياسة الأميركية تجاه مصر منذ عقود من حيث تأييد الرئيس المصري في ملاحقته واعتقاله وسجنه للمعارضين السياسيين.
وأيدت أميركا مبارك لنفس الأسباب التي جعلتها تمول وتحرض الحلفاء المستبدين في الشرق الأوسط باسم الاستقرار الإقليمي. وبعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 شمل الاستقرار أيضا التصدي لتنظيم القاعدة والتطرف الإسلامي.
وكانت الإدارات الأميركية المتعاقبة تتملق قضايا حقوق الإنسان بينما تتعهد بتمويل نصف ميزانية الجيش المصري ومعظم جهاز مصر الاستخباراتي الذي يتعاون بشكل وثيق مع المخابرات المركزية الأميركية. ولم يكن البيت الأبيض وحده من فعل ذلك، فقد أبطل مجلس الشيوخ الأميركي قرارا يدعو للحرية والديمقراطية في مصر.
وعلق أحد الخبراء الأميركيين على ذلك بأن "أميركا مدمنة للحكام المستبدين. ونحن نعرف أن هذا الأمر سيء لنا لكن هذه هي الطريقة التي كنا نسير بها منذ زمن طويل ولا نعرف طريقة غيرها".
ونوهت غارديان إلى أن مسؤولين وبعض المحللين يختلفون في الرأي بشأن أن إدارة أوباما كان ينبغي لها أن تدعو علنا وبقوة إلى إصلاح سياسي في مصر. ويجادل بعض المحللين في السياسة الخارجية بأن سبب مطالبة أميركا الآن بإصلاح في مصر هو أن الشعب المصري خرج إلى الشوارع يصرخ مطالبا به.
وختمت الصحيفة بما قاله توم مالينوفسكي من هيومان رايتس واتش إن "رسالة واشنطن لحكام الشرق الأوسط المستبدين ينبغي أن تكون: أنتم أصدقاؤنا ولا نريدكم أن تمروا بالتجربة التي مر بها حسني مبارك، والسبيل لتفادي هذا ليس باتخاذ إجراءات أكثر صرامة ولكن ببدء عملية إصلاح".
المصدر: لوس أنجلوس تايمز
المفضلات