عمان - عبدالله الرعود - انتقد مواطنون وتجار تأخر الانتهاء من مشروع مجمع رغدان السياحي، ويقولون أن الحركة التجارية في وسط البلد «ماتت» بعد أن تحول المجمع إلى مجرد بنايات فارغة ، فيما أكدت مصادر في أمانة عمان رفضت ذكر اسمها أن دراسة حديثة بينت أن نقل مجمع المحطة إلى رغدان أصبح مستحيلا.
وأقيم مشروع المجمع قبل أعوام على قطعة أرض مساحتها 34 ألف متر مربع، حازت الإنشاءات الخرسانية على مساحة 12 ألفا منها. وجاء تمويل المشروع البالغة كلفته 7 ملايين دينار، ضمن قرض قدمه بنك الإنماء الياباني، لدعم مشاريع سياحية في المملكة.
وأعد المجمع ليكون أفضل تجمع للسيارات الصغيرة (السرفيس) التي حددتها الأمانة وهيئة تنظيم قطاع النقل (جبل الحسين، وجبل الجوفة 23-24، وجبل التاج، وجبل عمان 1-2-3، وجبل اللويبدة، وشارع صلاح الدين، ومجمع جبر، وشارع مكة، والمحطة، وضاحية الحسين).
وفي أكثر ساعات النهار ذروة يظهر المجمع مبنى مهجورا على الرغم من اكتمال الخدمات فيه، من مواقف مؤهلة للسرفيس ومظلات تحمي الركاب من مطر الشتاء، وحر الصيف.
ولم تشفع كل هذه الخدمات لعودة الحياة له حيث لا تصله اليوم الا ثلاثة خطوط ، قسمت بينه وبين مجمع المحطة، وهي سرفيس جبل التاج والمحطة، وسرفيس جمل عمان، الذي يعمل صباحا حسب حركة الموظفين.
وحاولت «الرأي» من خلال تجولها في المجمع البحث عن أسباب عدم إعادة الحياة له من خلال إجبار خطوط السرفيس والباصات العودة إلى الأماكن المخصصة لها.
وزاد ضعف الرقابة من حجم المشكلة حيث بدأ خطان من أصل ثلاثة خطوط فقط تعمل في المجمع بالاصطفاف خارج أسواره مما أدى إلى حصول حوادث سير ودهس كثيرة.
يقول عبدالباسط ربيحات مالك سرفيس على خط جبل التاج ان وجود المجمع بالنسبة لنا غير ضروري ولا نحتاجه، لأننا وفي ظل غياب الرقابة والضبط، اتخذنا مجمعا خاصا بنا خارج ساحة المجمع الأصلي، مضيفا ان ساحات المجمع أصبحت كراجا للسيارات الخصوصية المتواجدة.
ويؤكد ان الموقف الحالي لسرفيس التاج يشكل خطورة كبيرة على المواطن والسائق في ان واحد، حيث تصطف السيارات في مسربين بطريقة تحجب الرؤية عن القادم من المحطة باتجاه الجوفة، وعن القادم من وسط البلد عندما ينعطف يسارا باتجاه فرن رغدان، ويمينا باتجاه جبل الجوفة والأشرفية، وقد تقدمنا أكثر من مرة لأمانة عمان وهيئة تنظيم قطاع النقل لحل المشكلة التي تتسبب في حوادث متكررة لكن دون فائدة.
أمانة عمان الكبرى وحسب مصدر مسؤول فيها تقول انها توصلت بعد دراسة أجرتها الى نتائج مفادها، انه لا يمكن نقل مجمع المحطة الى مجمع رغدان السياحي، لتزايد أعداد سيارات النقل العام، والخاص، بشكل كبير عن الفترة التي انطلق فيها بناء المجمع، مما يؤدي الى خلق أزمة مرورية خانقة في وسط المدينة.
وفي رده على وجود خطوط سرفيس خارج المجمع بين مدير دائرة عمليات النقل في الأمانة المهندس عبدالرحيم وريكات ان مسار سرفيس المحطة يبدأ من إشارة رغدان وينتهي بمجمع المحطة ، لافتا الى ان الأمانة عملت على إيجاد هذا الخط ضمن مسرب تخزيني على الطريق، دون التأثير على حركة السير بالموقع، وذلك لغايات نقل الركاب لمجمع المحطة، وحفاظا على ديمومة المسار، ودون إلحاق ضرر بأصحاب السرفيس كون مسار سرفيس المحطة يمر به العديد من خطوط السرفيس الأخرى.
وأشار الوريكات الى وجود دراسات خاصة تقوم بها أمانة عمان بالتعاون مع إدارة السير لحل مشكلة سرفيس جبل التاج، الذي اخذ مسربين من الشارع خارج المجمع.
فيما نفى مدير المجمع المهندس احمد زريقات، وجود أي مظاهر سلبية داخل حرم المجمع، مؤكدا تواجد جهات أمنية في مرافق المجمع على مدار الساعة، إضافة لوحدات الأمن والحماية التابعة لأمانة عمان.
أما حالة الانتعاش الاقتصادي التي كان من المفترض ان ترافق الافتتاح، فقد أصبحت في نظر أصحاب المحال القريبة من المجمع في خانة الأساطير، يثبت ذلك واقع أغلق فيه بعضها منذ أربع سنوات.
ويقول احمد أبو طالب صاحب إحدى الصيدليات المقابلة للمجمع, فتحت الصيدلية متفائلا بعد الدعاية الإعلامية التي سبقت إنشاء المجمع، متوقعا كأي مواطن ان ينعكس افتتاحه إيجابا على وعلى أسرتي، الا ان ما حدث كان العكس تماما.
وأشار أن الوضع الآن كارثي بعد ان ماتت الشوارع وأصبحت الحركة معدومة، حيث تمر أيام لا تصل فيها مبيعات الصيدلية 10 دنانير، وهذا رقم لا يغطي ابسط المصاريف، كراتب الموظفة التي تعمل صباحا في الصيدلية، اضافة الى أنواع كثيرة من الأدوية التي لا أستطيع توفيرها، لضعف المردود المادي من جهة، وقلة الزبون الطالب لها من جهة أخرى ناهيك عن أجرة المحل التي تصل 280 دينارا شهريا.
فيما تؤكد أمانة عمان «للرأي» وعلى لسان مصدر مسؤول فيها أن لا علاقة للمجمع الذي تشغله حاليا العديد من خطوط السرفيس بتراجع الحركة التجارية وسط المدينة، وعزى المصدر التراجع الذي شهده وسط المدينة لصالح الأطراف والتجمعات، الى ظهور أنماط تجارية جديدة بأطراف المدينة على حساب وسط العاصمة نتيجة التوسع التي شهدته مدينة عمان، وهو ما جرى في العديد من أوساط المدن في العالم.
وأكد المصدر ان أمين عمان المهندس عمر المعاني التقى تجار وسط المدينة أكثر من مرة واستمع الى مطالبهم ومقترحاتهم، ووضعهم في صوره المشاريع التي تنفذها الأمانة لتطوير وسط المدينة ومراحل إنجازها زمنيا.
المفضلات