امرأة تنسى أنها امرأة
(1)
المرأة التي ناولتني يدَها
لكي أتعلم أصول العلاقة..
المرأة نفسُها تعرف
كم من أيد
معلقةٍ في خزانتي
تركتْها نساء
وقعنَ في شَرَك اللمس
***
أيتها العابرات:
حين تنتهي إقامتكن
على جسدي
لا تأخذن كثيرا
من دمي،
ولا تتركن من دمكن
إلا ما يكفي
لنقطةٍ بيضاء
في آخر القصيدة
***
أيتها النائمات
مثل غوايةٍ أجّلتها أحلامكن
أو مثل نهار ذابل
يستفيق على نظرات خائفة
لا ترمقن قلبي بعين الحيرة
ولا تستعجلن الأحجية
تمرّ بسلامٍ على وجوهكن..
بل استبشرن بكلام يسيل
من فم مترف
إلى حافة الموت
(2)
لم نسقط في اللذة
تلك الليلة
بل صعدت فينا اللذة
حتى قلتُ:
تعالي نتذكّر أسماءنا
لتفيض مياهنا
على ما لم يقترفه
الدم الحار
وما لم نخبئه
في قصائدنا
تعالي
نخاف قليلا
من أعضائنا
لعلّ الشهوة
ترتبك
حين نجدُل ضفائرها
على كتفيك
(3)
عصف بي وجهك
عصفت جبالٌ سبعة
وأنا أتذكر قامتكِ الهشّة
تتسلّقُ روحي
عصفتْ لغةٌ لا تتقن الاختباء،
ولا تُجيد الهرب
إلى طفولة
تركتِها معلّقة
في بيت الرغبة
عصف الكلام الذي
لم تعودي تتذكرين،
والهمس الذي
لم تعودي ترفعين
إلى سماء مشتهاة
عصف جسدك قليلا
قليلاً جداً،
ثمّ انتهى إلى ما انتهى غيره:
سطرين مهملين في قصيدةٍ خفيفة
(4)
لم يبق لي منها
سوى ما أرتدي في النوم،
أحلام تروق لعين قلبي،
صورة لا تعتني بي جيداً،
وقتي الذي بعثرته في صدرها،
وكلامي الممزّق عن امرأة
تستريحُ في هواجسي
كشجرة ليمون تُرخي أغصانها
على روحي
وتستأنف حفيفها من لعثماتي
في العشق
وفي الجنون
وفي تفاصيلنا الصغيرة
(5)
النساء الخفيفات
لا يتكلمنَ عن شاعر
كسر الوزن
أو أهملَ القافية
ولا يتكلمنَ عن ناثر
أشعلَ السرد
واللغة الناشفة
إنهن
يسرحنَ في ولد
حَبَكَ الوردَ في راحتيه
وسار
إلى مكمنِ العاصفة
(6)
اللغةُ التي لا أقرأها إلا مُراقا
وإلا مجنّحاً كأغنية كلاسيكية
تهبط الآن من دفتري القديم،
تزحفُ في الأوراق
وفي عمرٍ أهدَرَها
إنها
تمشي الآن
بلا عكازة تُسندها
(7)
لا شيء يشبهني الآن
أخرج من معطفي
وأترك رأسكِ تترنح
خلفي
***
سوف يبدأ الشتاء قريبا
الشتاء نفسه الذي يبدأ كل عام،
وحدكِ سوف تفتقدين طقطقة الكستناء
***
مثل صورة على الجدار
ستظل قُبلتكِ التي تتمنين دائماً:
مشتهاة وميتة
***
لا شيء يُشبهني الآن،
أدخلُ قلبي
وأغسله جيداً من خوفك
(8)
أصعد..
لا أرى..
فأصعد
***
هل أخبرتُكِ من قبل
كم كان عقربُ الدقائق
سريعا
وهو يُهرولُ نحو حتفِه
في شفتيك
***
سوف يكون لي وقت
لكي أُعلّم شفتيكِ الصمت،
وسوف يكونُ لكِ وقت
لكي تتلعثمي باللغات
أمامي
***
لكي تصعدي إلي
استحمّي طويلاً،
لا يُتقن العشق
من يخافُ الماء
(9)
رسمت فوق جسدك حدودا
لكي أقتحمها واحداً واحدا
هل ساءكِ أنني أعشقُ الحرب البريّة؟
***
لا يمكن لحبٍ أن يورقَ في مدينة أثرية
هل ساءكِ أن الطريقَ أعادتنا
إلى واقع الإسمنت؟
***
لو كنتِ جريئةً في الحب
لمنحتكِ فرصة أن تقتليني
(10)
لو كنتِ مثل ميغ رايان
لزرعت في شفتيك
قبلةً فرنسية
أو كنتِ مثل جوليا
لعزفت على البيانو
بين قدميك
أو كنتِ مثل شارليز ثيرون
لحملتكِ بين ذراعي
وأنت تشهقين آخر الأنفاس
ولشاركتُكِ قبرك
لكنّكِ أنتِ أنتِ:
امرأة تنسى أنها امرأة
المفضلات