الخرطوم: يحيى كشه
قال الفريق أول صلاح عبد الله (قوش) مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الأمنية، أمين أمانة العاملين بالمؤتمر الوطني، إنّ سقوط نظام بن علي في تونس، كانت بسبب الفساد والمحسوبية، وأضاف: علينا حمل المسؤولين على عدم المحسوبية والفساد، وقال: مفروض علينا تبني الحوار مع دعاة ثورة (فيس بوك)، لتغيير سلوكهم لمساندة مشروع الإنقاذ. وأكد (قوش) لدى مخاطبته القطاع الصحي بالمؤتمر الوطني في المركز العام للحزب أمس، أن الأساليب التي تسلكها المعارضة لمنازلة الإنقاذ (جُرِّبت)، وقال: جرّبنا مع المعارضة كل أساليب المنازلة وتَمَكّنّا من هزيمتها، وأوضح أن بعض القوى التي وصفها بـ (المعزولة) في الشارع السوداني، تجتمع على إسقاط الحكومة، وقال إنها أيضاً مَعزولة من القوى الدولية والإقليمية. وتابع: القوى الدولية والإقليمية تعلم علم اليقين، أن الإستقرار مربوطٌ ببقاء المؤتمر الوطني في السلطة، وأن الوطني رقم يجب أن يكون مَوجوداً، وإلاّ إنفرط عقد الأمن في السودان. وقال إن القوى الإقليمية تحاول بناء علاقات بيننا وبينهم، وأشار إلى أن بعضهم إتجه في سياسته مع الوطني، وبدأ في التعاون والتحالف مع الإنقاذ خاصة (أريتريا، أثيوبيا، تشاد وليبيا)، وقال (قوش) إن تشاد لعبت على الحبلين بدعم الحركات ومعاداة الحكومة وحسن العلاقة معها، وزاد: لكن أعدناها إلى صوابها وقطعت علاقاتها بالحركات المسلحة بعد أن هُدد أمنها القومي، وأصبح أمن النظام التشادي مرتبطاً بالأمن القومي السوداني في دارفور، وقال إن الظروف الإقليمية ليست في توجه لمصارعة النظام في الخرطوم، وأشار إلى أن بعض قوى المعارضة تحمل الحكومات حملاً لمعاداتنا.
وأوضح أن بعض القوى السياسية الشمالية بدأت تقتنع أنه من الأفضل أن يتم التوافق على مشروع عمل سياسي، وقال: «نحن مقتنعون بذلك لتكون هنالك معايير تحكم النشاط السياسي»، وأكّد أنّ المؤتمر الوطني يقود حواراً موسعاً مع القوى السياسية للتوافق على مشروع وطني بشروط للعمل السياسي. وقال (قوش) إنّ منهج المعارضة على السلطة أن يتم تحالف بينها والقوى الدولية والإقليمية، وأضاف: هذا هو الفشل الأكبر للمعارضة، وفشل للقوى الدولية والإقليمية، وأشار إلى أن القوى الدولية تبني إعتمادها على القوى الداخلية للتغيير، بينما تعتمد القوى الداخلية على القوى الخارجية، وقال (قوش) إنّ الإثنين يقفان في منتصف الطريق، وقال إن هنالك خطة من الأحزاب السياسية تجاوزناها بكتائب الإسناد المدني، وأضاف: هذا ما نحن بصدد ترتيبه الآن في القطاع الصحي، وأكد (قوش)، صد الحكومة للمحاولات الإنقلابية من قوى المعارضة كافة، وزاد: نقول للذين يحلمون بإنتفاضة ويرفعون هذا الشعار (جَرّبنا تجارب كثيرة). وأوضح (قوش)، أن الإتجاه الغالب على الحركة الشعبية الآن هو التعاون مع حكومة الشمال، وقال إنّ الحركة فقدت التوازن بعد رحيل قَائدها د. جون قرنق، وتَفَرّقت بها السبل إلى ثلاث مجموعات، وأصبح بعضهم يَدعمون وحدة البلاد، ومَجموعة إنفصالية، والأخيرة ترى في عودة الحقوق من الشمال مطلباً لها، وأضاف: لكن الأغلبية الآن بعد إنفصال الجنوب ترى بناء علاقات مع الشمال. وقال (قوش)، إنّ المؤتمر الوطني بصدد التفرغ لطرح مشروع الإنقاذ بمعالجة قضية دارفور، ومعالجة ما تبقى من قضايا نيفاشا، وتابع: سيكون هنالك مشروع إجتماعي وأمني جديد للشمال. وأضاف: التشرذم هو السلاح الذي يمكن أن نؤتي من قبله، وان الوحدة بيننا مطلوبة، وقال إن الطريق الوحيد الذي أمامنا الآن هو توثيق علاقتنا بالمجتمع، وأشار إلى أن المؤتمر الوطني اقتنع أن التأمين الرئيسي لمشروعه هو التأمين بالجماهير، وأن السند الرئيسي له هو الجبهة الداخلية.
من ناحيته قال د. عبد الرحمن الخضر والي ولاية الخرطوم، إنّ المؤتمر الوطني (سيد الساحة)، ونقول للذين يحاولون إشعال الأوضاع (إننا ها هنا)، وأضاف أن الذين يحلمون بأن ما حدث في تونس ومصر سيحدث في السودان (واهمون)، وأشار إلى أنّ المعارضة في محاولتها لإشعال الوضع عبر الإنترنت جمعت (37) ألف مشارك، وقال إنّ الوطني جمع على (فيس بوك) (48) ألف مؤيد، وقال إنّ برنامج حزبه هو من دفع الجماهير، وأضاف: (هذا عهدنا معكم، وإن لم نلتزم به فقوِّمونا بحد السيف أو الكلاشينكوف). وقال: إذا كان ما جمعته المعارضة يُعبِّر عن تهديدها واجتهادها فابشر بطول سلامة، واستطرد: الباب مفتوحٌ على مصراعية للحوار مع القوى السياسية، وكذلك العقول والقلوب مفتوحة، وأضاف: نريدها أن تشارك في دستور البلاد، وأوضح أنّ الحكومة تقديراً للظروف السياسية في البلاد تريد أن تخاطبهم بالعقل والمنطق، وقال: نحن نحتاج الى أن ترتقي القوى السياسية، وأكّد أن المواطنين يرون في المعارضة بأنها غير قادرة على الخروج للشارع.
المفضلات