الأزهر يصف ما ورد في "سقوط الإله" للسعداوي بأنه "كفر صريح"
القاهرة - السيد زايد
اطلعت "العربية.نت" على حيثيات مصادرة الأزهر بمصر لمسرحية د. نوال السعداوي "سقوط الإلهفي اجتماع القمة"، إضافة إلى تقرير مجمع البحوث عن الرواية وأسباب المصادرة.
ويذكر أعضاء لجنة الشئون القانونية بمشيخة الأزهرأنهم قاموا في وقت سابق بإعداد مذكرة قانونية ضد د. نوال السعداوي وأرسلوها للنائبالعام مطالبين فيها بالتحقيق الفوري فى كل ما نسبته الكاتبة للذات الإلهية ولأشخاصالرسل.
ووجه الأزهر اتهامات للسعداوي بأنها "أهانتالذات الإلهية، وسبت الأنبياء وتهكمت عليهم مع تصوير الشخصيات في مسرحيتها بصورةأقل ما توصف به هو أنه كفر صريح"، الأمر الذي أحدث جدلا واسعا بين علماء الدينوالمثقفين.
واستند المجمع في مصادرته للرواية إلى "حرمة تجسيد الذات الإلهية والأنبياء في مسلسلات أو روايات أدبية"، حيث تتضمنشخصيات المسرحية "الإله سبحانه وتعالى ثم سيدنا إبراهيم وسيدنا موسى وسيدنا عيسىوسيدنا محمد والسيدة حواء والسيدة مريم العذراء، ثم إبليس".
جدير بالذكر انه تم إعدام 3 آلاف نسخة من الرواية محل الجدل كانت معدةللبيع في الأسواق.
وتقيم د. نوال السعداوي حاليا فيبروكسل ببلجيكا بعد أن تركت مصر خوفاً من اتهامات بالكفر والردة مما أثارته روايتهاوتهديدات بالقتل على يد متطرفين.
شعب الله المختار
وأما النصوص التي اعترض مجمع البحوثالاسلامية في الأزهر عليها، فتمثلت "بحوار دار بين سيدنا موسى وسيدنا عيسى عليهماالسلام لمقابلة الرب الأعلى يخبره فيه موسي إن الله خصه وبني إسرائيل بطرق الاتصالبالله لأنهم شعبه المختار".
ومن ضمن ما اعترض عليهالمجمع أيضا "حوار على لسان حواء مع إبليس تقول فيه أنا حواء بلحمها ودمها وأميولدتني فى الحقل وكانت تزرع حين أحست بآلام الولادة فما هذه القصة المغلوطة عن زوجيآدم، والذي ولدني من ضلعه".
وكذلك مما اعترض عليهالمجمع "حوار لسيدنا إبراهيم مع الإله سبحانه يعترف فيه بأنه فعل في حياته كثيرا منالمظالم.. ووصفها سيدنا محمد بأنه رجل بدوى يطالب بترشيح نبي جديد لإنقاذ البشريةمما أصابها، ورشح لهذا المنصب زوجته خديجة ورفض عيسى وإبليس".
"خوفاً" من السادات
وتبدأ مسرحية نوال السعداوي تبدأ بمقدمةتؤكد فيها أنها كتبت هذه المسرحية عام 1981 ،ثم أحرقتها، خوفا من الرئيسالسادات.
ثم أعادت كتابتها بعد ذهابها لأمريكاوشاهدت الطلبة هناك يؤدون قصة مشابهة لها على المسرح، فاقتنعت بإعادة الكتابةوالنشر.
"تشبيه" الإله ب"البشر"
ومن بينالنصوص أيضا الواردة في المسرحية والتي اعتمد عليها الأزهر لمطالبته بمصادرتها "وصفالكاتبة الإله بصفات البشر العاديين حيث قالت إنه شيخ وقور جدا فى الستين من عمرهشعره أبيض لحيته طويلة بيضاء ملابسه واسعة بيضاء لا يتحرك من مكانه إلا قليلا الذييشبه كرسي العرش".
كما استند الأزهر على "وصفهاسيدنا موسى بأنه نبي يهودي يظهر على خشبة المسرح داخل ملابس كاهن يهودي قصير القامةويبلغ من العمر 50 عاما لا يبتسم إلا نادرا".
وإضافة إلى ذلك، أشار الأزهر إلى " وصفها سيدنا عيسى بصورته التي تنشر لهفى الكنائس وهو شاب وسيم شعره طويل ولحيته طويلة وثوبه فضفاض، وقدماه حافيتان وقالتفي خضم الحديث أنه "ابن الله" بحسب حيثيات المصادرة.
كما تحدث في حيثيات مطالبته بمصادرة المسرحية " عن حديثها عن سيدنا محمدحيث إنه شيخ سعودي طويل القامة عريض الكتفين سمح الوجه، يرتدى خفا مثل البدو، يتحدثبصوت هادئ وقور تعلو ملامحه ابتسامة.. كما وصفت سيدنا إبراهيم وصفته بأنه أبوالأنبياء يظهر كرجل عجوز فى السبعين من العمر، ويرتدى ملابس البدو الرحل ويبدو عليهالإعياء والضجر.. ورضوان حارس الجنة بأن له صفات السكرتير الخاص لشخصية كبيرة .. وعن حواء أنها امرأة شابة ممشوقة الجسم وسمحة الوجه خطواتها رشيقة ترتدي ثوبا واسعاطويلا شعرها أسود غزير تلفه حول رأسها على شكل ضفيرتين، حافية القدمين صوتها عذبفيه رقة وقوة.. والسيدة مريم العذراء تظهر على المسرح مثل صورتهابالكنائس".
نوال .. ثوب قصير" حتى الركبتين"
وعن نفسها تحدثت نوال السعداوى بأنها "بنت الله" ووصفت نفسها بأنها فتاةفى الثانية عشرة من عمرها تشبه حواء كأنما هي ابنتها إلا أن شعرها مقصوص وفى قدميهاحذاء يشبه أحذية راقصات الباليه، تمشى بخفة ورشاقة ترقص أحيانا، وترتدي ثوبا قصيراحتى الركبتين.
وعن إبليس قالت: إنه شاب فى الثلاثينشديد الوسامة والجاذبية خمري اللون شعره أسود غزير ويرتدى قميصا ملونا وسروالاواسعا ويمشى على الأرض بخفة ورشاقة وفى قدميه حذاء من الجلد المطاط بدون كعب، صوتهجميل جدا قد يتغنى أحيانا ويعزف على آلة موسيقة تشبه العود.
ومن جملة النصوص الأخرى في المسرحية التي أفرجها عنها الأزهر في رسالتهللإدعاء العام ومطالبته على أساسها بمنع المسرحية، قولها " قدم إبليس استقالتهللإله لأنه قرف من المهنة التي وضعه فيها الرب.. أما الإله فإنه فيقول يا رضوان لمأعد راغبا فى البقاء إلى أبد الآبدين، لقد مللت الخلود والوحدة والانعزال عن الناسفى السماوات العلىلأكثر من خمسة آلاف عام لأفرض عليكم عبادتي وأنا مجرد فكرة فىالخيال... ويقول الإله عترف أنني قد تحيزت للرجال دون النساء. لقد آن الأوان لأنأظهر على حقيقتي وأعلن استقالتي من منصبي".
المفضلات