قالت مجلة أميركية إن الجيش المصري، الذي سبق أن قطع وعدا بعدم استخدام القوة ضد المحتجين المحتشدين بميدان التحرير بالقاهرة، وقف موقفا سلبيا من أحداث الأمس التي شهدت نزول الآلاف من "بلطجية" الحكومة لينهالوا ضربا في الجموع "المسالمة" المناهضة للرئيس حسني مبارك.
ورأت تايم في عددها الأخير أن ما سمته "الفوضى العنيفة" التي احتدمت في ميدان التحرير أظهرت بجلاء أن الإيحاءات السابقة بأن الجيش يقف إلى جانب المحتجين كانت سابقة لأوانها.
وأضافت أن رد الفعل العنيف من جانب المؤيدين للنظام دلَّ على عزم مبارك على تحدي المتظاهرين –وكذا الرئيس الأميركي باراك أوباما- الذين طالبوه بالتنحي فورا. وبدلا من التخلي عن السلطة، فإنه يعتزم البقاء فيها إلى أن يحين موعد الانتخابات في سبتمبر/ أيلول المقبل.
ويبدو أن الرئيس مبارك وكبار العسكريين حوله قد صاغوا إستراتيجية للبقاء في السلطة حتى ذلك الحين. ويصر المعارضون على رحيله فورا، إلا أن أحداث الأربعاء أثارت تساؤلات حول ما إذا كانت لديهم خطة خاصة بهم تضمن لهم تحقيق النصر.
ومضت المجلة إلى القول إن معظم "البلطجية" الذين هاجموا المتظاهرين اتضح أنهم من رجال الشرطة أو أفراد عائلاتهم، غير أن ذلك يحيلنا إلى الاعتقاد بوجود عشرات الآلاف من المصريين المنتفعين من نظام قمعي كانوا له بمثابة أدوات لتنفيذ خططه على الأرض.
ثم إن هنالك كثيرين آخرين تنتابهم مخاوف من أن زوال النظام سيفقدهم حمايته على استعداد لإراقة دماء مصرية، ولطالما ظلوا على هذا الحال لكي يضمنوا بقاء سادتهم في الحكم، وفق تعبير مجلة تايم.
وبإطلاق يد "البلطجية" وخلق حالة من الفوضى العنيفة، فإن النظام المصري يوفر ذريعة للجيش لإخلاء الجميع من الشوارع، وما إن تخلو الشوارع من المحتجين حتى يضعف نفوذ قادة المعارضة.
ولهذا فإن النظام يراهن على أن عنصر الوقت, وكذا التدخل لإشاعة فوضى عنيفة وسط المتظاهرين، يساعده على الإمساك بزمام الأمور في الوقت الراهن.
وتقوم إستراتيجية النظام على افتراض قدرته على جعل خطة المحتجين الحالية –والتي تتمثل في استعراض هائل للقوة عبر المسيرات الشعبية والإصرار على البقاء بالشوارع حتى يرحل مبارك- تتحول لمصلحته بتأليب الجيش والمواطنين العاديين ضد أي تحرك للشارع.
المصدر: تايم
المفضلات