في الوقت الذي تصارع فيه واشنطن لقبول الأمر الواقع المتغير بسرعة في الشرق الأوسط يدرك الرئيس الأميركي باراك أوباما تماما أنه يجب أن يتعامل مع مصر بحصافة لأن الانحياز إلى جانب دون الآخر له شواهد سيئة في التاريخ.
ومن المواقف التي تضع الولايات المتحدة في مواجهة مع الأحداث في مصر حاليا تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التي جعلتها أسيرة نزعتين طبيعيتين: تشجيع قوى الديمقراطية، والمحافظة على صديق مستبد موال لها ولحلفائها.
وفي بداية الأحداث في مصر قالت كلينتون إنه رغم تأييد الولايات المتحدة للحقوق الأساسية في التعبير والتجمع، فمن وجهة نظرها أن الحكومة المصرية كانت "راسخة".
وفي اليوم التالي، عندما تعمقت الاضطرابات في القاهرة، أعلنت أن الإصلاح يجب أن يكون على جدول أعمال الحكومة المصرية التي ينبغي أن تستجيب للقادة المدنيين الناشطين.
وأشارت ديلي تلغراف إلى أن نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن رفض الإيحاء بأن الرئيس المصري حسني مبارك كان دكتاتورا وشكك فيما إذا كانت الجماهير المصرية لها مطالب شرعية فعلا.
وقالت الصحيفة إن ما قيل كان كلاما خطيرا. فالولايات المتحدة تقدم لمصر سنويا معونة عسكرية بقيمة 1.3 مليار دولار، وهذه الأموال تساعد في تمويل جهاز قمعي لا تريد واشنطن الآن أكثر من أي وقت مضى أن تقرن به.
وأشارت الصحيفة إلى أن الفشل الآن في تأييد الشعب المصري الذي يتحدى رصاص الشرطة وهريها يمكن أن يمحو مصداقية واشنطن مع جيل من الشباب العربي. ويمكن أن تصير القاهرة -المدينة التي أعلن فيها الرئيس الأميركي عن "بداية جديدة" في العلاقات بين أميركا والعالم الإسلامي- مقبرة لذاك الطموح.
وقالت إن التردد المبالغ فيه مع تطور الأحداث سيمنح الولايات المتحدة وبريطانيا نفوذا أقل في مستقبل أكثر الدول العربية سكانا إذا، أو عندما، يترك مبارك المسرح لما يبشر بأن يكون جمع مشوش من الممثلين الذي سيشمل جماعة الإخوان المسلمين وجماعات إسلامية أخرى.
وختمت الصحيفة بأن أوباما يتعلم بسرعة من الأحداث والمرجو أن يستوعب الدرس الذي تقدمه مصر والثورات في أماكن أخرى من الشرق الأوسط، وأن الدعم الواضح والثابت للحرية سيخدم أميركا أفضل على المدى الطويل.
المصدر: ديلي تلغراف
المفضلات